ارشيف من :ترجمات ودراسات
"هآرتس": "القبة الفولاذية" تضليل للجمهور الإسرائيلي
كتب المحرر العبري
تعامل الكيان الإسرائيلي مع الإعلان عن منظومة "القبة الفولاذية" المضادة للصواريخ، بشيء من الاحتفائية سواء على ألسنة المسؤولين الرسميين او بعض الشخصيات الإعلامية، في خطوة اوحت كما لو أن الكيان الغاصب عثر على الحل السحري لصواريخ حزب الله وحماس.
فقد أعلنت وزارة حرب العدو، عن تطوير منظومة "القبة الفولاذية" وأنها أصبحت جاهزة لاعتراض الصواريخ القصيرة المدى التي يمكن إطلاقها من لبنان أو غزة. وبلغ الأمر أن وزير الحرب ايهود باراك اخذ يوزع التهاني، يمينا وشمالا، وزرع الآمال في نفوس الجمهور الإسرائيلي.
كما كان متوقعا، لم تطل فترة الاحتفاء حتى بدأت تتكشف حقيقة القضية التي أظهرت أن هناك همروجة إعلامية أكثر من الانجاز الفعلي الذي تحقق على ارض الواقع. وكشف المعلق الاستراتيجي في صحيفة "هآرتس" "رؤوبين بدهتسور"، عن أن نجاح سلطة تطوير وسائل القتال في تحسين منظومة القبة الفولاذية، غير ذي صلة بتهديد صواريخ القسام من غزة أو في مواجهة تلك التي يملكها حزب الله. انطلاقا من أنها لم تحقق شيئا جديدا ولم تحل المشكلات العميقة لمنظومة اعتراض الصواريخ، رغم تحقيق انجاز تقني مدهش.
واعتبر "بدهتسور" ان كل ما جرى في وسائل الإعلام، من قبل المؤسسة الأمنية والسياسية، ليس سوى حملة تضليلية تهدف إلى زرع الأوهام. وأكد على أن هذه المنظومة لن تتمكن من الدفاع عن مستوطنات غلاف غزة ولا تلك البعيدة عنها.
ولفت "بدهتسور" ايضا إلى انه "في سيناريوهات معقولة لإطلاق الصواريخ باتجاه الجبهة الداخلية، قد ينفد احتياط صواريخ "القبة الفولاذية" قبل أن تنقضي الرشقات الصاروخية بزمن طويل". وشدد على انه بسبب الثمن الباهظ لاستخدام "القبة الفولاذية" يمكن للفلسطينيين وحزب الله ان "يهزمونا اقتصاديا من غير ان يطلقوا صاروخا واحدا".
وأضاف "بدهتسور" ايضا أن هناك عملية تضليل أخرى قامت بها وسائل الإعلام وهي أن المستوطنات الجنوبية (المحيطة بقطاع غزة) لن يتم حمايتها فقط من الصواريخ وانما ايضا من قذائف المدفعية، وان هذا الامر لم يدَّعه حتى مطوري المنظومة فيما لم يبادر احد من المؤسسة الامنية لتصحيح هذا الانطباع الذي تم زرعه في الرأي العام.