ارشيف من :ترجمات ودراسات
سقوط أسطورة جيش الشعب: الصهاينة يتهربون من جيشهم
كتب المحرر العبري
يبدو جيش الاحتلال الاسرائيلي، بعد سنوات على قيام الدولة الصهيونية، عنصر طرد بعد ان كان عنصر جذب للمستوطنين. في السابق، تغنى الصهاينة بمقولة ان جيشهم هو جيش كل الشعب، اما حاليا فان هذه المقولة قد ذهبت دون رجعة، اذ تعاني اسرائيل من حالات هرب وفرار من التجند في صفوف الجيش، ويتوسل المستوطنون كل السبل الايلة الى اعفائهم من التجند، وبحسب الانباء الاسرائيلية يعلن عدد كبير من الشبان اليهود عن ان حالاتهم النفسية متردية الى درجة تلامس الجنون، كي يعفوا من الخدمة، وبحسب التقارير الاسرائيلية يستبسل عدد من المستدعين للخدمة في سبيل تصنيفهم من ذوي الحالات النفسية الخاصة.
تحدث رئيس شعبة القوى البشرية في الجيش الاسرائيلي قبل ايام، شارحا اسباب تخلف الاسرائيليين عن الالتحاق بالجيش، مشيرا الى ان السنوات العشر المقبلة ستشهد تراجعا ثقيلا، اذ قال ان اربعين بالمئة من الشبيبة اليهودية في "اسرائيل"، سيتملصون من الالتحاق بالخدمة، وهذا واقع يشهد على حالة التراجع والدافعية، ويخالف كل التقارير الاسرائيلية التي تحدثت عكس ذلك، حتى الامس القريب.
ويمكن القول ان حالة التهرب من الخدمة العسكرية، التي كانت تعتبر عارا يلحق بالمستوطنين الى اخر حياتهم، تحولت بعد عدوان "اسرائيل" على لبنان عام 2006، الى مسألة عادية يتباهى بها الاسرائيليون، الامر الذي استدعى من الجيش الاسرائيلي حملة غير مسبوقة للحث على الالتحاق بالخدمة، الا ان نسبة التراجع ما زالت مستمرة، وتشير الى انها في طور التطور مستقبلا، كما يقر رئيس شعبة القوى البشرية.
اضر العدوان على لبنان والفشل الذي مني به الاحتلال جراءه، بوحدات عسكرية كانت تعتبر مكانا آمنا بالنسبة للمتجندين، ومنها سلاح المدرعات، اذ كانت نسبة طلب الالتحاق بهذا السلاح تصل الى اربعة لكل مكان شاغر، بينما وصلت حاليا وفي اعقاب العدوان الى 0.7 طلب لكل مكان، بعد ان كانت النسبة اقل في العامين الماضيين. بمعنى ان دبابة الميركافا تحولت من المكان الاكثر امنا للجنود الاسرائيليين الى المكان الاكثر خطورة بالنسبة لهم.
لتحاشي هذا التراجع، افاد اكثر من تقرير اسرائيلي نشرت في العامين الماضيين، ان شعبة القوى البشرية في جيش الاحتلال وضعت مخططا لجذب المتجندين، تشير بنوده الى اليأس الذي يمتلك قادة المؤسسة العسكرية، ومن هذه البنود إمكان ان يتفق عدد من الشبان اليهود الذين تجمعهم صداقة ومعرفة، دون تدخل من الجيش، على الوحدة التي سيلتحقون بها، وستصادق شعبة القوى البشرية على ذلك، وايضا تقوم وفود عسكرية بطرق ابواب منازل المستوطنين والاجتماع مع المكلفين بالخدمة العسكرية ومع عائلاتهم، كي تشرح لهم اهمية الالتحاق بالجيش وعدم وجود مخاطرة على حياتهم فيها، ومن ضمن ذلك توزيع اشرطة فيديو تمجد الخدمة واهميتها لاسرائيل، كما ان الجيش يستخدم المؤسسات التعليمية ليتحدث الى الطلاب ويحثهم على التجند، خاصة للطلبة من الفئة العمرية القريبة من موعد التجند والاستدعاء للخدمة العسكرية.
في اطار بنود الخطة، التي يمكن التقاطها من التقارير الاسرائيلية التي تنعى "جيش الشعب"، حثُّ المتدينين الصهاينة على الالتحاق بالخدمة، اذ ان معظم هؤلاء يستحصلون بسهولة على اوراق تثبت انهم تلامذة في مدارس دينية، الامر الذي يعني اعفاءهم من الخدمة الالزامية بحسب قانون الجيش والتسوية التي ترسخت منذ قيام هذه الدولة عام 1948، بين حكومة الاحتلال في حينه والمتدينين، علما ان خمس المستوطنين اليهود هم من المتدينين، وهي نسبة تثقل كثيرا على الجيش الاسرائيلي.
في تقرير نشرته صحيفة "معاريف" قبل ايام، رأت انه من المفيد التفكير مليا بتغيير شامل لمفهوم التجنيد، اذ حان الوقت كي تتحطم الاسطورة والكف عن الحديث بأن الجيش هو جيش الشعب، فهو ليس كذلك، ومنذ سنوات عديدة.