ارشيف من :أخبار عالمية
أميركا تستخدم الزلازل الاصطناعية في أبادة الشعوب : المقاومة ممكنة ومضمونة النتائج !
عقيل الشيخ حسين
قبل أيام، كتبت "الانتقاد"، في إطار الكلام عن زلزال هايتي، عن إمكانية وجود أسباب "بشرية" لبعض الزلازل، واشارت إلى مخططات مكنمارا وكيسنجر الهادفة إلى إبادة نصف سكان العالم، بدأً بالأقربين طبعاً، من أجل حماية الأمن القومي الأميركي.
واليوم تعج الصحف بالكلام عن تجارب أميركية تسببت بالتسونامي الذي ضرب منطقة المحيط الهندي في أواخر العام 1994، وبالزلزال الذي ضرب هايتي مؤخراً وحولها إلى قاع صفصف.
وفي هذا المجال، قال الرئيس الفنزويلي، هوغو تشافيز، استناداً إلى معلومات مستقاة من تقرير أعده أسطول الشمال الروسي الذي يتابع نشاطات الأسطول الأمريكي الرابع في منطق الكاريبي، بأن زلزال هايتي ناجم عن تجريب سلاح جديد تعتزم الولايات المتحدة استخدامه من أجل إسقاط نظام الحكم الإسلامي في إيران.
والتجارب المذكورة هي عبارة عن تجارب نووية في باطن الأرض، وهي تجارب محظورة دولياً لأنها تسهم تحديداً في وقوع الزلازل، لكن الولايات المتحدة لا تتقيد بهذا الحظر وتواصل إجراء هذه التجارب.
ووفقاً للمعلومات الروسية، أجرت الولايات المتحدة تفجيرين من هذا النوع، منذ بداية العام الحالي غير بعيد عن هايتي، وربطت هذه المعلومات بين هذين التفجيرين وبين الزلزال الذي ضرب كاليفورنيا دون أن يؤدي إلى سقوط ضحايا بشرية، والزلزال الذي ضرب هايتي.
وبالإضافة إلى ذلك، هنالك عدة مشاريع وبرامج أميركية، منها ما يرعاه البنتاغون مباشرة، لإحداث تغيرات في بنية الأرض والتحكم بالظواهر الطبيعية الكونية، في إطار الدفاع عن الأمن القومي الأميركي !
والمعروف أن الأميركيين أنفسهم يتحدثون بصراحة عن قيامهم بإدارة برامج تهدف إلى إبادة نصف سكان العالم من أجل الدفاع عن أمنهم القومي.
وفي هذا الإطار، هنالك الكثير من المعلومات المتداولة حول التصنيع الأميركي لفيروسات الإيدز وإنفلونزا الخنازير وغيرها لخدمة أغراض سياسية واقتصادية معروفة. وحول اغتيال العديد من الخبراء الذين قدموا علاجات سريعة وناجعة ومتدنية التكاليف لأمراض كالسرطان. مع إخفاء تلك العلاجات.
وغير بعيد عن ذلك، بات من المعروف أن ما يمكن تسميته بالنظام الغذائي العالمي والذي يرتبط مباشرة بنمط العيش الأميركي هو المسؤول عن ظهور العديد من الأمراض الجديدة القاتلة. تكفي الإشارة في هذا المجال إلى ما يعرف باسم العضويات الجينية المعدلة التي ابتكرها الأميركيون لإنتاج المواد الغذائية النباتية والحيوانية وعمموها على العالم، باستثناء بعض البلدان الأوروبية التي تمنع إنتاج واستيراد تلك المواد بعد أن أصبحت علاقتها بتفشي الأمراض في حكم المؤكدة.
إذن، عمليات الإبادة الأميركية -والمعلومات تتحدث عن إسهامات إسرائيلية في تلك العمليات- جارية على قدم وساق في ما لا يحصى من المجالات العسكرية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والنفسية، إضافة إلى الطبيعية المتمثلة بالزلازل والكوارث المناخية.
والحقيقة أن مصاديق هذه القدرات التدميرية الهائلة تتجلى من خلال الحروب ذات الطابع العسكري والتي شهدنا نماذج عنها ابتداءً من هيروشيما وانتهاء بالحروب التي تشنها أميركا وحلفاؤها حالياً في العديد من بلدان العالم. ثم من خلال الحروب ذات الطابع غير العسكري والتي أسفرت عن حالة الخراب المعم التي يعيشها عالم اليوم على مستويات الحكم والإدارة ولاقتصاد والثقافة والأسرة والقيم وأشكال السلوك الجماعي والفردي.
والحقيقة أن هذه القدرات التدميرية الهائلة تدفع الكثيرين إلى الوقوع في شراك الإحباط المفتوح على الاستسلام الناجم عن الشعور الخاطيء بلا جدوى المقاومة، في ظل المعادلة المعروفة عن العين والمخرز. معادلة مؤداها النهائي أن الضحية تساعد الجلاد على قتلها كما في حالة النعجة التي ترمي بنفسها بين أشداق الذئب.
والحقيقة أن لهذا الوضع علاجاً بات معروفاً منذ انتصار الدم على السيف، انطلاقاً من المعتقد الديني الحق المترابط مع السلوك الديني الحق.
وإذا كانت المقاومة العسكرية قد أثبتت ناجعيتها وقدرتها على تحقيق النصر، رغم التفوق العسكري الهائل في حروب يعترف المتفوقون أنفسهم بأنها غير متكافئة، وبأن اللاتكافؤ نفسه يلعب في صالح الضعفاء، فإن أشكال الحروب ذات الطابع غير العسكري تستدعي ظهور أشكال مناسبة من المقاومة في جميع مجالات الصراع.
وإذا كان الكلام قد بات متداولاً عن شيء يسمى المجتمع المقاوم أو مجتمع المقاومة، فإن أشكال الصراع المستجدة تستدعي توسعة هذا المفهوم ليشتمل على وظيفة للمجتمع تتجاوز مجرد تأييد المقاومة ودعمها واحتضانها. وظيفة ترفع المجتمع بكليته إلى مقام المجتمع المقاوم في جميع مجالات الصراع.
وإذا كان هنالك من شعب مؤهل للريادة والقيادة في هذا المجال، فإن ذلك الشعب هو شعب انتصار الدم على السيف، ليس فقط بالإنجاز العسكري، بل بتقديم النموذج الإصلاحي الشامل القائم على ترجمة العقيدة إلى عمل، أي بكلام آخر على العمل وفق تعاليم الإسلام.
نحن نسمع اليوم خبراء غربيين يقولون بأن تطبيق النظام المالي الإسلامي كفيل بإخراج النظام الرأسمالي من أزمته الحالية. ولو أنهم نظروا لوجدوا أن تطبيق جميع الأنظمة الإسلامية في جميع مجالات الحياة، لوجدوا أنها كفيلة بإخراج العالم من جميع أزماته.
هل ينتظر المسلمون قيام الغربيين بإعتماد هذا التشريع الإسلامي أو ذاك، بشكل مجزوء في ترقيع أنظمتهم، كما في حالة التشريعات المالية، أو كما في حالة صدور قوانين في السويد تمنع إرسال الأولاد إلى المدارس قبل بلوغ سن السابعة... أم يبادرون إلى تقديم نموذج الإصلاح الإسلامي الشامل والكامل ؟
ليس هنالك من خيار ثالث. ولو أنهم نظروا لوجدوا أن سبل المقاومة مفتوحة وأبوابها مشرعة واسعة... في وجه الحروب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والنفسية، وحتى في وجه الزلازل. لأن في الوجود قوى أكبر وأعظم من أميركا وحلفائها. والمعروف أن هذه القوى تتدخل لنصرة الأنسان إذا ما شاء الإنسان نصرة نفسه من خلال الحراك الصحيح.
ملاحظة : هنالك صيحات كثيرة ترتفع في العالم استفظاعاً لهذه الظاهرة (الرأسمالية) المتمثلة باكتظاظ ملايين الأفراد في مدينة تتحول إلى مقبرة هائلة بفعل زلزال أو إعصار أو وباء أو قنبلة نووية أو حتى بفعل انقطاع التيار الكهربائي لمدة تطول أو تقصر. وقد سبق للعبد الفقير أن تساءل في الانتقاد قبل سنوات، في سياق الحديث عن زلزال مدمر ضرب تركيا، عما قد تكون عليه إجابة ضحايا ذلك الزلزال لو وجه إليهم سؤال من نوع : أيهما أفضل لكم : أن تعيشوا في الخيام أو في بيوت من القش لا تقتلكم إذا انهارت عليكم، أم في أبنية منحوتة من الصخر والاسمنت تنهار عليكم بفعل زلزال أو قنبلة ؟
تلك مثلاً وسيلة "حضارية" وشكل ناجع من أشكال مقاومة أعتى الأسلحة الأميركية : الزلازل الاصطناعية التي يتم تجريبها لتدمير إيران وغير إيران. وسيلة تستفاد من مثل الرياح التي تقتلع شجرة الأرز وتعجز عن اقتلاع عشبة هشة ! والحقيقة أن الحلول الناجعة هي تلك التي تبدأ من حيث تنبغي البداية، من حيث يمكن للقشة الضعيفة، أو لشق التمرة، أن يكون لها دور أساسي في عملية البناء. ون حيث يمكن أن يكون للمستضعفين دور أساسي في عملية البناء.