ارشيف من :ترجمات ودراسات
ماوراء الاخبار.. أين دور العرب؟
اعتبرت صحيفة " تشرين" السورية أن المجتمع الدولي يبدو انه لم يلتقط بعد أبعاد الكذب الإسرائيلي، أو أنه لا يزال يتقصد التعامي عن الأضاليل الإسرائيلية لغاية خبيثة في نفسه، فاليوم كما هو الأمس القريب والبعيد، يكثر المسؤولون الإسرائيليون الحديث عن السلام، ويسوقون هذه المقولة في وسائل الإعلام محاولين إيهام العالم (الحر) بأنهم مهتمون بالسلام وحريصون على إقامته، بل إنهم (مستعجلون) لتحقيق السلام، (إذا ما أبدى الطرف الآخر الحماسة نفسها).
وعلى طريقة الإعلامي النازي غوبلز، أي اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الآخرون، طلع علينا ايهود باراك وزير الحرب وشريك الثنائي نتنياهو ليبرمان في الحكومة الإسرائيلية بمقولة مفادها (أن عدم ترسيم حدود الدولة الفلسطينية يشكل التهديد الأكبر لأمن إسرائيل)، وقال: يجب تقسيم أرض إسرائيل ورسم حدود لها إلى الأبد وإلى جانبها دولة تعكس طموح الفلسطينيين لكن المستوطنات في الضفة الغربية ستبقى جزءاً من إسرائيل!.
هذا ما أفصح عنه نتنياهو أيضاً من أن المستوطنات جزء من إسرائيل، لكنه أضاف: إن الجيش الإسرائيلي سيبقى في منطقة نهر الأردن كما أن يهودية إسرائيل أمر غير قابل للنقاش.
الغريب أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة وخاصة الحالية سدت كل أبواب السلام وحتى النوافذ، بشهادة مسؤولين ودبلوماسيين وصحفيين أوروبيين، وعملت ولاتزال على تدمير عملية السلام والهروب من استحقاقاتها المعروفة، لكن الأنكى من ذلك أن ثمة من يزعم في (العالم الحر) أن إسرائيل تبحث عن شريك لكنه غير موجود حالياً، لأنه ينظر إلى عملية السلام من خلال العين الإسرائيلية والشروط التي تضعها إسرائيل قبل استئناف المفاوضات، فيطالب الفلسطينيين بأن يقبلوا بالفتات وبدولة وهمية يحاصرها الاحتلال من كل جانب مقطعة الأوصال أي أشبه بمعازل وسجون كبيرة، وإن لم يقبلوا بهذا الاستسلام للرغبات الإسرائيلية، فهم إذاً (متطرفون) وستُعلّق قضيتهم عشرات السنين الإضافية.
وما يؤسف له أيضاً أن الإدارة الأميركية بعد أن تراجعت تماماً عن وعودها للفلسطينيين، أخذت تركز الضغط على السلطة للقبول بفتات الحل والتسليم بالمستوطنات وبتهويد القدس وكأنه قدر لا محيد عنه، حتى إن الرئيس أوباما أكد مؤخراً أن أمن إسرائيل لا نقاش حوله، أي إن الأولوية لإسرائيل، أما أمن الشعب الفلسطيني فقضية هامشية.
ويبقى السؤال: أين دور العرب في إيصال الرسالة إلى المجتمع الدولي بما يفند المغالطات ويزيل الغشاوة عن أعين البعض في هذا المجتمع الدولي (المتحضر) لكي يعي حقيقة الأكاذيب الإسرائيلية ويلزم إسرائيل باستحقاقات السلام العادل والشامل وفق المبادئ والقرارات التي وضعها هو بنفسه؟!.
صحيفة تشرين - دمشق