ارشيف من :ترجمات ودراسات

تسوية بلا أرض

تسوية بلا أرض

اعتبرت صحيفة الخليج ان اميركا لا تتذكر "التسوية" في المنطقة الا عندما تكون بحاجة الى شيء ما من العرب، "ولهذا نجدها تغيب وتغيب، ثم فجأة تطل هيلاري كلينتون، أو ترسل جورج ميتشل، أو يوجه أوباما خطاباً إلى مؤتمر يستخدم فيه عبارة "السلام عليكم" بالعربية طبعاً، فتقشعر الأبدان لسماعه، وتكاد الدموع تنهمر من فرط التفاعل معه، نتيجة "مشاعره الجياشة" تجاه العرب والمسلمين الذين لا يعرف كيف يخدمهم منذ أن حطّ في البيت الأبيض على أنقاض إدارة المحافظين الجدد برئاسة جورج دبليو بوش" .

وتابعت الصحيفة "يأتي من يمثل الإدارة الأمريكية، يصول ويجول، لقاءات وتصريحات، يأخذ ما يريد، ويطلق وعوداً، ثم يجيّر الأمر كله في ما يؤمن ديمومة الاحتلال الصهيوني، ويحمي إرهابه، ويسمن استيطانه، ويغذي ترسانته، ترسانة القتل والدمار، وبعد فترة يعود، يلف ويدور ويستعيد المعزوفة ذاتها عن "حل الدولتين"، فيما "إسرائيل" تلتهم الأرض ولا تترك فسحة للدولة الموعودة".

وفي وقت قالت فيها الصحيفة ان هيلاري تصرح بأن الإدارة، إدارتها، تشعر بالخيبة لغياب التقدم على صعيد التسوية ، تساءلت "هل سألت هيلاري نفسها: لماذا؟ هي لن تسأل لأنها تعرف الجواب، مشددة على ان "كلينتون السبب، ورئيسها أوباما وموفده ميتشل وكل من يعاونه في ملف أطلق في شأنه الكثير من الوعود، لكنها تساقطت الواحد تلو الآخر، لأن "إسرائيل" تبقى بالنسبة إلى أية إدارة أمريكية، ديمقراطية كانت أم جمهورية، أهم بكثير من العرب وقضاياهم ومصالحهم، وحتى من وجودهم كله".

واعتبرت الصحيفة انه في ظل الدعم المتنامي من أمريكا للعدو الصهيوني لا يمكن لعاقل أن ينتظر من أي ساكن في البيت الأبيض أن يحرك ساكناً في ملف التسوية إلا بما يتوافق مع ما يريده الكيان الصهيوني وما يكرس احتلاله وما يتطلبه ذلك من إرهاب دائم وعنصرية قلّ نظيرها، وزمن الثلاثي نتنياهو باراك ليبرمان، لا يشذ عن زمن من سبقوهم .

وأكدت الخليج ان "الأرض مقابل السلام" شعار/ هدف وضع على الرف منذ زمن، ثم دفن، ليحل بدلاً منه شعار "السلام مقابل السلام"، أي لا أرض ولا من ينسحبون، وها هو أفيغدور ليبرمان يصرّح ويعيد أن من يعتقد بإمكان التوصل إلى سلام من خلال تسوية على الأراضي يوهم نفسه والآخرين . وكلام كهذا لا يحتاج إلى من يترجم معناه ومغزاه .

وختمت الصحيفة بالقول "وتتساءلون بعد لماذا تتعثر التسوية؟ وينتظر من ينتظر أن تصحح الإدارات الأمريكية المسار والمصير".


2010-02-17