ارشيف من :خاص

خاص الانتقاد.نت: العدو يتهرب من تغطية كلمة سماحة السيد.. ويظهر ارباكه

خاص الانتقاد.نت: العدو يتهرب من تغطية كلمة سماحة السيد.. ويظهر ارباكه

كتب المحرر العبري
فوجئ العدو بخطاب الامين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله. ما ورد فيه من مواقف ومحددات جديدة، قلبت اولويات الكيان الغاصب وأوجبت عليه موازنة كل خطواته تجاه لبنان، بل وغير لبنان ايضا. بات على اصحاب القرار في الكيان الاسرائيلي، اكثر من اي وقت مضى، ان يقفوا كثيرا امام قدراتهم ويحددوا من جديد حدودها وما يمكن ان تصل اليه، فالتفوق الدفاعي لحزب الله، كما كشف عنه السيد نصر الله، يزيل عن "اسرائيل" قدراتها الهجومية ويعريها.

لجهة التغطية الاعلامية الاسرائيلية، كإحدى التداعيات المباشرة لكلمة سماحة السيد، فقد جاءت متواضعة قياسا بالمواقف المطلقة في الكلمة، وهي مواقف غير المسبوقة ولم يألفها الاسرائييون في السابق، اذ لم يشهد الكيان الغاصب مثيلا لها في الماضي، وتواضع التغطية يشير الى مدى الارباك الذي سببته الكلمة لدى العدو. كان لافتا، مثلا، ان تصمت اذاعة الجيش الاسرائيلي وتتجنب تغطية كلمة سماحته لساعات طويلة حتى منتصف الليل، الى ان يظهر مراسلها كي يتحدث بشكل مقتضب عن التهديد التناسبي لحزب الله، وامكان استهداف مطار "بن غوريون" ومرافىء "اسرائيل" ومحطات كهربائها والمناطق الصناعية فيها. كان لافتا ايضا، رغم حدة ومباشرة ووضوح التهديد، ان لا يظهر الاعلام الاسرائيلي اية تغطية متناسبة مع المواقف المعلنة. بل كان لافتا ايضا ان يصمت مسؤولي العدو ويتجنبوا التعليق والرد، حتى من قبل اولئك الذين يروجون ليلا ونهارا لمفهوم الرد على اي صغيرة او كبيرة بكبيرة فقط، كما هو حال وزير خارجية العدو افيغدور ليبرمان، الذي فضل الصمت، على غير عادته. وفي ذلك كثير من الدلالات على حجم المفاجأة والارباك الذي اصاب الكيان المحتل، بنتيجة الكلمة والمواقف المعلنة فيها.

في هذا السياق، من المفيد الإشارة إلى ان القناة الاولى الاسرائيلية، التي تعتبر شبه رسمية في الكيان، فضلت على غير عادتها ان لا تظهر كلام سماحته بشكل مباشر، مع عرض الترجمة في اسفل الشاشة، اذ فضلت القناة ان تتلو على المشاهدين الاسرائيليين ما "تيسّر" في الكلمة باللغة العبرية بلسان مراسلها، كي لا تظهر طريقة اطلاقها من قبل سماحة السيد، وحسب القناة فان خطأ ما تقني منعها من عرض الصوت، رغم انه كان بالامكان سماع كلام سماحة السيد خافتا كما عرض في خلال تقرير التغطية القصير جدا، الامر الذي يشير الى ارادة وتوجه واضح لمنع اذن عامة الاسرائيليين من سماع التهديد مباشرة وبالحدة والثقة التي اطلقت بها. وفي ذلك دلالة ايضا.

تشير المقاربة الاعلامية الاسرائيلية، وصمت المعلقين الذين عادة يسارعون الى تلقف كل ما يرد على لسان السيد نصر الله، الى ان الرقابة العسكرية كانت فاعلة وسريعة جدا في تحديد المحرمات، وهذه سابقة يجب ان لا تنفلت من التعليق لدينا، فهي المرة الاولى التي يجد كيان العدو في تهديدات اعدائه مضرة في اعلانها واطلاع الاسرائيليين عليها، وبالاخص ان لسماحة السيد مصداقية كبيرة جدا في نفوس الاسرائيليين، وانه يختلف كثيرا عن غيره من اعدائهم على مر تاريخهم، اي ان الرقابة العسكرية لم ترد ان تساهم في احباط الاسرائيليين، الى الحد الذي يفقدهم ثقتهم بقدرة مسؤوليهم على معالجة التحديات الماثلة امامهم. فكلام السيد نصر الله يختلف كثيرا عن كلام غيره، وذو مصداقية خاصة لدى عامة الاسرائيليين.

هذا لجهة التغطية الاعلامية الاسرائيلية، اما لجهة الموقف الاسرائيلي واستقرائه، فيوجب معالجة منفصلة.

2010-02-18