ارشيف من :ترجمات ودراسات

بدون القنبلة النووية، تحولت إيران إلى دولة يتحرك العالم حولها

بدون القنبلة النووية، تحولت إيران إلى دولة يتحرك العالم حولها
هآرتس/ تسفي بارئيل/ 21/2/2010
.... نجحت "القنبلة النووية" الإيرانية، التي ليست موجودة بعد، في عملها:
إحداث توتر خطير بين الصين والولايات المتحدة؛
واشنطن تبيع السلاح إلى تايوان كي تلي ذراع الصين؛
تحويل خطة الدفاع ضد الصواريخ في أوروبا إلى رهينة، كونها مشروطة بتأييد روسي للعقوبات على إيران؛
اصطدام اوباما، الذي لا يريد عقوبات متشددة جدا، مع الكونغرس، الذي يسعى إلى عقوبات شاملة؛
إحداث جدال في الإدارة الأمريكية بين أولئك الذين يعتقدون بأنه يجب اعتبار إيران لاعب يساعد في استقرار افغانستان والعراق وبين من يعارضون ذلك؛
خلق فصل بين الدول العربية، التي تخشى من الهيمنة الإيرانية في الشرق الأوسط وبين تلك التي لا  تريد ان تكون في جانب واحد مع إسرائيل في مقاومتها لإيران.
وهكذا، حتى قبل أن يتم صناعة قنبلة واحدة نجحت إيران في أن تصبح قوة عظمى إقليمية، تؤثر على السياسة العالمية. وكي تحافظ على مكانتها كدولة يدور العالم حولها، لا تحتاج على الإطلاق إلى إنتاج قنبلة. يكفي أن توتر أعصاب العالم في كل مرة من جديد، مثلا في التخصيب التدريجي لليورانيوم من 20%، إلى 40%، إلى 60% والى 80%. وهكذا يكون بوسعها أن تُخلِّد معضلة أجهزة الاستخبارات في الغرب، التي لا تعرف كيف تحدد إن كانت إيران قررت إنتاج قنبلة ام لا، بمعنى انها لا تعرف بعد كيف تشخص المصلحة التي تقف خلف التطوير النووي. تصريحات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تدل على هذا التشويش. فقد حذرت من أن إيران تتحول إلى ديكتاتورية عسكرية أسيرة بيد الحرس الثوري... ولكن السؤال: هل الديكتاتورية العسكرية اسوأ من الديكتاتورية الإسلامية المتطرفة؟
التداخل المخيف للحرس الثوري، النووي وآيات الله يعرض إيران كدولة غير عقلانية ولكنها إذا كانت غير عقلانية فكيف يمكن للعقوبات أن تخيفها؟ هل ستدفع هذه الجمهور الإيراني إلى إسقاط الحكم أم إلى الوقوف خلفه ضد العدو من الغرب؟ ليس لدى احد جواب مؤكد ولن يكون.
2010-02-22