ارشيف من :ترجمات ودراسات
الوطن السورية : هل سيحاول نتنياهو الهروب إلى الأمام بعد فضيحة الموساد؟!
من المؤكد أن تتحول فضيحة الموساد الأخيرة في دبي إلى (كرة ثلج) تكبر يوماً تلو آخر وهي تتدحرج على ساحة إسرائيل المحلية والدولية دون توقف كما أنه من المؤكد أن تداعيات هذه الفضيحة وانتقالها إلى المنابر الإعلامية والدبلوماسية مع عدد من الدول الأوروبية سيقض مضجع نتنياهو رئيس الحكومة والمسؤول المباشر عن رئيس الموساد.
وكان من اللافت أن يدرك يوآف ليمور المراسل العسكري للقناة الأولى هذه المؤشرات حين قال: (لو لم يتحول موت المبحوح من سكتة قلبية إلى تصفية متعمدة لما ظهرت معالم كثيرة مما قام به المنفذون).
ويبدو أن كل ساحة من الساحات التي تعمل فيها حكومة إسرائيل سيتم فيها استغلال فضيحة الموساد تحت الضغط أو دونه بطرق مختلفة ففي إسرائيل ستبدأ المعارضة بشكل سري وضمن جلسات خاصة للجنة العمليات السرية البرلمانية وهي التي تنظر بمهام الموساد بالاطلاع على وقائع ليست للنشر يمكنها استغلالها بالطريقة المناسبة لزعزعة رئيس الحكومة.
وفي داخل الليكود وهو الحزب الحاكم في الائتلاف من المتوقع الآن تحرك سيلفان شالوم منافس نتنياهو الأساسي في الليكود من أجل تعزيز دوره ومكانته على حساب (نتنياهو الفاشل) مرتين في عمليتين للموساد أولاهما عام 1997 ضد خالد مشعل في عمان والثانية في عملية دبي ضد المبحوح.
وإذا كانت إسرائيل الرسمية ستبتعد كثيراً عن الإشارة إلى أي صلة لها أمام وسائل الإعلام بالعملية ومضاعفاتها واستحقاقاتها إلا أن بريطانيا لن تخاطب سوى إسرائيل في موضوع جوازات السفر البريطانية لأسماء بريطانيين ما زالوا يحملونها ويعيشون في إسرائيل.
فالعنوان ليس (دبي) التي تمكنت أجهزة أمنها مع كل تقدير بكشف كل المعلومات المتداولة حول المنفذين بل هو تل أبيب ولذلك أعلن (ميليباند) وزير خارجية بريطانيا أن على إسرائيل التعاون مع لندن حول جوازات السفر البريطانية (المزيفة) وستضطر إسرائيل إلى تقديم أجوبة حتى لو لم تنشر إلى بريطانيا وإلى واشنطن حول بطاقات الاعتماد المرتبطة ببنوك أميركية والتي استخدمها المنفذون بالأسماء نفسها التي ظهروا بها في دبي والكرة ستتدحرج لتربط بها أجوبة وتساؤلات.
ولا شك أن توقيت العملية وافتضاح المنفذين لم يكن في خدمة صورة إسرائيل التي ظهرت في أبشع ملامحها الوحشية في جرائم الحرب في قطاع غزة إلى حد وضع إسرائيل في حالة عزلة أمام الرأي العام وأمام جزء مهم من الساحة الدبلوماسية الدولية، وصور المنفذين والمقالات والتحليلات التي ظهرت في وسائل الإعلام في الأسبوعين الماضيين ولا تزال تولد تأثيراً سلبياً متزايداً تجاه إسرائيل كدولة تخرق كافة الأعراف والتقاليد المألوفة في العالم.
وهناك من يرى أن إسرائيل لن تستطيع بسهولة تحويل انتباه الرأي العام العالمي والدبلوماسية الدولية عن آثار ومضاعفات فضيحة الموساد حتى لو قررت شن اجتياح لقطاع غزة لأن ذلك من شأنه زيادة النار التي تحترق فيها صورة إسرائيل أمام العالم كله، فالهروب إلى الأمام وهو التكتيك الذي يتقنه نتنياهو في حملاته الانتخابية لا ينفع عادة في مثل هذه الأزمة وتفاعلاتها الداخلية والخارجية، ويبدو أن المعارضة التي يقودها حزب (كاديما) ستجد في هذه الأزمة فرصة مناسبة للسير في طريق حساس ومتعرج يخدم هدفها بشكل ما رغم أن نتنياهو يجعل من الصعب عليها استخدام كل أسلحتها ضده ما لم تعلن إسرائيل الرسمية عن أي علاقة لها بعملية دبي حتى الآن، ومع ذلك بدأت خيارات نتنياهو للتخلص من عبء الفضيحة تضيق كلما تكشفت فصول جديدة ومؤشرات مهمة في هذه القضية ونتنياهو يتمنى أن تختفي أخبار فضيحة (الموساد) من وسائل الإعلام.