ارشيف من :أخبار لبنانية
السيد فضل الله: الإثارات المذهبيّة تحقّق أهداف العدوّ التّدميريّة بعد فشله في الحرب المباشرة مع المقاومة
أكد اية الله السيّد محمّد حسين فضل الله، أنّ "الوحدة الإسلاميّة ليست خياراً تملك أن تختاره أو تتركه، بل هي منهجٌ يرتكز إلى الرّوح الإيجابيّة التي يريد الله للإنسان المسلم أن يبني من خلالها الحياة مع الآخر"، مشيراً إلى أنّ "هذه الوحدة مستهدفة من خلال ما يخطّط له الاستكبار لاستكمال مشروعه في السّيطرة على المواقع الاستراتيجيّة في الأمّة، ومن خلال الحرب الإعلاميّة والنفسيّة التي تستهدف إثارة فريقٍ في الأمّة ضدّ فريق آخر".
ووجه سماحته نداءً إلى العرب والمسلمين لمناسبة مولد الرّسول الأكرم(ص)، دعا فيه إلى "مواجهة فكر التّكفير في الأمّة من خلال العمل بوصيّة النبي(ص)، داعياً المسلمين إلى حملةٍ عالميّةٍ تعرّف العالم بشخصيّة الرّسول الأكرم(ص)"، محذراً من أنّ "العدوّ الصهيونيّ الذي فشل في حربه المباشرة مع المقاومة، بدأ يراهن على تحقيق أهدافه التدميريّة من خلال ما يقدّمه له البعض من فرصٍ متعدّدة في الإثارات المذهبيّة التي تتحرّك فيها مواقع إعلاميّة، وتثيرها مراكز دراسات متخصّصة، وتنطلق بها شخصيّات إسلاميّة لم تسعفها رؤيتها في رصد حركة الأعداء وطموحات الآخرين الّذين يتطلّعون إلى تقويض الأمّة من داخلها"، مؤكّداً "حقّ الأمّة في حماية نفسها"، داعياً إلى "اعتبار ما تملكه قوى الممانعة من قوّة ذخيرةً استراتيجيّةً للأمّة كلّها".
وقال السيد فضل الله إنّ "علينا أن نطلق الصّورة المشرقة لنبيّنا(ص) إلى العالم كلّه، من أجل أن يتعرّف العالم حقيقة هذه الشخصيّة التي تمثّل الرّحمة كلّها، والفكر كلّه، والغنى كلّه، والرّوح كلّه... باللّغة التي يفهمها النّاس في هذا العصر"، لافتاً الى ان "هذه مسؤوليّة لا بدّ من أن ينطلق بها جميع المسلمين، بدلاً من التلهّي بخلافات هامشيّة لا معنى لها هنا وهناك".
وطالب "المسؤولين عن إدارة العالم الإسلاميّ، في دوله وجهاته، أن ينطلقوا بعيداً عن السياسات التي تجعل الأمّة مزقاً متناثرةً وعرضةً لنهب الطّامعين والمستكبرين، وتعمل على تحويل وجهة الصّراع من صراعٍ مع العدوّ الصهيوني إلى صراعٍ بين الإخوة، تحت دعايات إعلاميّة ونفسيّة يعزّزها الاستكبار العالمي في جسم الأمّة".