ارشيف من :أخبار لبنانية
نحن وإيــران..بـــل نحـــن والعـــالم
كلما اقتربت دول المنطقة من بعضها، كلما انفتحت على العالم وليس العكس.. العزلة الكاملة لدول المنطقة هي في الخضوع للمنطق الذي يرى فقط في مصالح أصحابه أساس التجمع والتفريق بيننا.
كيف لنا أن نتخيل منطقاً سياسياً لقوة عظمى يرى في تفريق دول المنطقة وإبعادها عن بعضها أساساً للتفاهم..؟! كيف..؟!
إن النيات العادلة الطيبة المقترنة بالرؤى الصحيحة السليمة، هي التي ترى في تماسك علاقات دول المنطقة أساس العمل والتفاهم وايجاد الحلول.. وليس العكس بالتأكيد.
نحن اليوم في سورية نؤكد أن لشعب آخر في المنطقة حق دخول بلادنا كأبناء شعبنا تماماً، مجسدين مصلحتنا في علاقات بلداننا «وهو الطريق الوحيد اذا أردنا أن نصل بشكل فعلي وعملي لما نسميه القرار المستقل الذي يحولنا من مستوردين للمستقبل إلى صنّاع له».. هكذا حدد السيد الرئيس بشار الأسد في المؤتمر الصحفي المشترك مع السيد الرئيس محمود أحمدي نجاد.
السلوك السياسي السوري يجسد هذا التوجه كحقائق ملموسة على الأرض. هاهي سورية بالمحصلة دولة مفتوحة الحدود لمعظم شعوب المنطقة.. مواطنو الدول العربية طبعاً في المقدمة، ثم الأشقاء الأتراك.. والايرانيون، ودول أخرى نتعامل معها بالمثل.. وننتظر فعلياً هبّـة عربية في هذا الاتجاه لتكتشف شعوب المنطقة مصالحها المشتركة المبنية على وجودها وتاريخها وصدق توجهاتها.. وليست المبنية على ما يردنا من وراء المحيطات.
ان تطوير العلاقات السورية مع دول المنطقة يمكن أن يفتح لأصحاب النيات الطيبة أكثر من بوابة للعبور الى حل ما يمكن أن يكون قد تشكل من مشكلات، وانه لمن التعالي المجحف المتسلط ان ينظر إلى علاقات سورية إيرانية بنيت خلال أكثر من ثلاثين عاماً من التطوير اضافة الى الجذور التاريخية والجغرافية والثقافية القائمة بالأصل.. انها مجرد حالة للمساومة..؟!
نحن لا نرفض ذلك فحسب بل نستهجنه.. نحن نريد أن نساعد كل دول العالم الراغبة في إظهار حسن نيات تجاه السلام وأمن استقرار المنطقة من خلال علاقات قوية صحيحة متطورة مع الدول الأخرى وليس من خلال الابتعاد عنها.. أليس ذاك هو المنطق؟!
أم انهم يرون إلزامنا بما يرون..؟!
نحن لا نرى في تطور ونمو الشعوب ودول الشرق والمنطق والعالم الاسلامي ما هو محظور.. ولا نرى أن توجه الغرب الى مسألة الانتاج النووي الإيراني هو توجه لمنع انتشار الأسلحة ..أبداً.. وإلا لكانوا توجهوا إلى إسرائيل أولاً..
لكل دول العالم الحق في الاستفادة من العلم دون وصاية.. وعليها واجب الالتزام بمقررات المجتمع الدولي وهيئاته العادلة وقراراته القائمة على المنطق والأدلة وليس على الاتهام.
«إن منع دولة مستقلة عضو في الأمم المتحدة، موقعة على اتفاقية منع انتشار أسلحة الدمار الشامل هو عملية هيمنة واستعمار جديد للمنطقة».
مواقف واضحة.. أولاً.. لانسجامها الكامل مع منطق العلم والعمل الدبلوماسي السياسي والتعاون..
وثانياً.. لأنها المواقف التي لا بد أن تنتصر اليوم أو غداً