ارشيف من :ترجمات ودراسات
صحيفة تشرين : لقاء الاسد -نجاد يؤكد عمق العلاقات وفشل المراهنات الغربية على التباعد
أكد لقاء القائدين الرئيس بشار الأسد والرئيس محمود أحمدي نجاد في دمشق أمس أن العلاقات السورية ـ الإيرانية تجاوزت في عمقها ومكانتها ما كان البعض يراهن عليه أو حتى يتمنى ألاّ تصل إليه، فهي الآن وصلت إلى درجة يدرك الجميع استحالة التأثير عليها، بغض النظر عن الوسائل التي يمكن أن تستخدم لإحداث هذا التأثير.
وبغض النظر عن جملة المواقف الثابتة والمشتركة بين الشعبين والدولتين، فإن الرؤى المتطابقة التي عكستها قيادتا البلدين جعلت آفاق تطور العلاقات بينهما مفتوحة بلا حدود في كل المجالات الممكنة، ولهذا يمكن القول اليوم: إن هذه العلاقات باتت تشكّل نموذجاً يحتذى به في العلاقات بين الدول على مستوى العالم كله، ولاسيما لجهة اعتبارها علاقة تؤسس بذاتها لواقع إقليمي أولى سماته الاستقرار والتنمية وإنتاج مناخ سياسي إقليمي منفتح وشفاف على الجميع دون استثناء، رغم كل ما تتعرض له هذه العلاقة من ضغط تحت عناوين ومبررات مملوءة بالكذب والأوهام وانعدام المصداقية وغياب الشفافية.
لقد وقفت إيران إلى جانب قضايانا الوطنية والقومية منذ قيام الثورة وما زالت، وهي في ذلك تسلك سلوكاً طبيعياً وأخلاقياً وقيميّاً تعبّر عنه بمواقف عملية دون مواربة، مؤكدة بذلك أنها الدولة الصديقة والشقيقة في آن معاً.
إن ما يجمع العرب مع إيران من الأسباب والعوامل لا يمكن حصره في التاريخ والجغرافيا والمصالح والسياسة والثقافة والدين، وهذا كله يجعل من إيران جزءاً حقيقياً من حاضر المنطقة ومستقبلها، جزءاً منتجاً وفاعلاً ومؤثراً ومتبادلاً في كل ذلك ليس فقط مع سورية، ولكن مع العرب والمسلمين دون استثناء.
لذلك علينا جميعاً ألاّ ننساق ولو للحظة واحدة خلف كذب الآخرين وأوهامهم بل مخططاتهم لنعيش مخاوف لا مبرر لها من دولة مسلمة وصديقة.
إن كل خطاب يوجه اليوم لزرع فكرة الخلاف مع إيران هو خطاب لا يعنى بمصالح المنطقة وأمنها واستقرارها ومستقبلها. وهو في الوقت نفسه ينتصر لتعاظم قوة الكيان الإسرائيلي على حساب منع أي دولة في المنطقة من تطوير إمكاناتها على مختلف الصعد، وفي مقدمتها ما يحفظ أمنها وسلامة أراضيها وقدرتها على إنتاج التكنولوجيا التي تؤسس لمستقبل مزدهر لشعوب هذه المنطقة.