ارشيف من :خاص
فشل الهجوم على هلمند ... تداعيات سلبية غير محدودة
عقيل الشيخ حسين
من الواضح أن الهجوم الأطلسي الكبير على هلمند، الإقليم الذي يفترض بأنه أكبر معاقل طالبان في أفغانستان، قد بدأ بالترهل. إذ رغم كثافة النيران، وتعدد الوحدات العسكرية المشاركة في الهجوم، وشن الهجمات من جهات متعددة منها منطقة الحدود الباكستانية، لم تتمكن القوات المهاجمة، مع دخول الهجوم أسبوعه الثالث، من إحكام السيطرة على بلدة مرجة التي تشكل واحدة من عشرات المواقع التي يفترض انتزاعها من أيدي طالبان قبل أن يصبح الحديث ممكناً عن نجاح الهجوم.
وبالتوازي مع بدء كبار العسكريين الأميركيين بالحديث عن إمكانية تكبد القوات المهاجمة لخسائر كبيرة (الف قتيل، بحسب قائد القيادة الأميركية الوسطى، دايفد بترايوس)، وعن صعوبة تحديد مدى زمنى لانتهاء الهجوم (على ما اعترف به ماك مولين رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي)، تأتي الوقائع الميدانية لتشير إلى تحول هام في سير المواجهات.
فبعد أن كانت معيقات الهجوم مقتصرة على الألغام والعبوات اليدوية الصنع والمبثوثة بكثافة على الطرقات، إضافة إلى بعض العمليات المحددة، تشهد الأيام الأخيرة تصاعداً ملحوظاً في هجمات المقاومة وفي الاشتباكات المباشرة التي تستمر لساعة أو أكثر في قلب مدينة مرجة.
ومن المعبر في هذا المجال، أن هجوماً شنته المقاومة استهدف احتفالية لرفع العلم الأفغاني فوق موقع سقط في أيدي القوات المتحالفة.
وقد لوحظ استخدام طالبان لأسلحة هجومية فعالة في تطور عده المراقبون دليلاً على الدعم الوازن الذي تحصل عليه المقاومة من قبل أكثر من جهة إقليمية (إيران وروسيا والصين)، من باب سعيها إلى إنزال الهزيمة بالأميركيين وحلفائهم.
وفي ظل الاضطراب الذي تعاني منه العمليات العسكرية، تواترت أعمال القصف الأطلسي لأحياء مدينة مرجة، ما أسفر عن سقوط العشرات من المدنيين، وهو الأمر الذي استنكره الرئيس قرضاي أمام البرلمان الأفغاني.
وفي هذا السياق، سجل خلال أحد الاشتباكات، سقوط ثمانية من الجنود لأفغان بنيران أميركية في دلالة واضحة على ارتباك الهجوم، وعلى خيبة الرهان الأميركي على إعطاء دور أكبر للجيش الأفغاني في العمليات العسكرية. كما سجل فرار عدد من الجنود الأفغان والتحاقهم بصفوف المقاومة.
ومن الطبيعي، في ظل ترنح الهجوم على هلمند، أن تتواتر التداعيات السياسية السلبية على أكثر من صعيد. فعلى الصعيد الداخلي، تعرض النظام الأفغاني الحاكم إلى هزة إضافية مع قيام رئيس مجلس الشيوخ الافغاني، صبغة الله مجددي، بتقديم استقالته امام الرئيس حامد كرزاي.
وتأتي استقالة مجددي على خلفية تفشي الفساد في مؤسسات الدولية الأفغانية وفشل الجهود الإصلاحية في هذا المجال.
وعلى الصعيد الخارجي، بدأت تداعيات الترنح في الهجوم على هلمند بالتسارع داخل بلدان الأطلسي. فقد خرجت تظاهرات طالبت بالانسحاب من أفغانستان في العديد من المدن الأوروبية. وبلغ الأمر حد دخول هولندا في أزمة حكم حقيقية بعد انهيار الائتلاف الحاكم.
وكانت الحكومة الهولندية قد قررت سحب جنودها وعددهم ألفان يرابطون في إقليم أرزوغان في آب/ أغسطس القادم، لكنها تعرضت مؤخراً لضغوطات أطلسية جعلت رئيسها، عن الحزب الديموقراطي المسيحي، بيتر بالكنندة، يحاول تأجيل موعد الانسحاب، وهو الأمر الذي لم يوافق عليه نائب الرئيس عن حزب العمال، ووتر بوس، ما أدى إلى انهيار الحكومة والانتقال إلى حكومة تصريف أعمال يفترض أن تشرف على تنظيم انتخابات مبكرة في مخاض يستغرق عدة أشهر محفوفة بالمخاطر.
والمعروف أن هولندا ليست أكثر البلدان تململاً من المشاركة في الحرب على أفغانستان. فقد وصل الأمر ببلدان أخرى إلى حد التهديد بالانسحاب من الحلف الأطلسي.
وفي الوقت الذي تحدث فيه الحرب على أفغانستان شروخاً في بلدان الأطلسي، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، يذهب بعض المراقبين إلى القول بأن هذه الحرب باتت تهدد ليس فقط بهزيمة الأميركيين وحلفائهم، بل ايضاً بانهيار الدولة الأميركية على غرار ما جرى للاتحاد السوفياتي، تحديداً، بسبب حربه في أفغانستان. ومن هؤلاء ماكيغفرن، وهو أحد كبار الاستراتيجيين والساسة الأميركيين، وقد سبق له أن نافس الرئيس الأميركي الأسبق، ريتشارد نيكسون، على رئاسة الجمهورية.
كما أن استراتيجيين آخرين من أمثال جيم هوغلاند يعتقدون بأن الحرب الأفغانية تؤثر سلباً على العلاقات الأميركية الإسرائيلية، حيث يذهبون في تحليلاتهم إلى أن السياسات الإسرائيلية هي التي ورطت الولايات المتحدة في الحرب الأفغانية وفي سائر مشكلات الشرق الأوسط.
وفي تطور خطير خلال كتابة هذه المقالة، وقعت ـ بعيداً عن هلمند ـ تفجيرات كبيرة واشتباكات داخل العاصمة كابل. وتوفرت معلومات أولية عن سقوط قتلى وجرحى بينهم أربعة من الهنود ... في مؤشر على تعمق الورطة الأميركية وسقوط آخر الاوراق المتمثلة باستراتيجية أوباما للخروج من الورطة.
من الواضح أن الهجوم الأطلسي الكبير على هلمند، الإقليم الذي يفترض بأنه أكبر معاقل طالبان في أفغانستان، قد بدأ بالترهل. إذ رغم كثافة النيران، وتعدد الوحدات العسكرية المشاركة في الهجوم، وشن الهجمات من جهات متعددة منها منطقة الحدود الباكستانية، لم تتمكن القوات المهاجمة، مع دخول الهجوم أسبوعه الثالث، من إحكام السيطرة على بلدة مرجة التي تشكل واحدة من عشرات المواقع التي يفترض انتزاعها من أيدي طالبان قبل أن يصبح الحديث ممكناً عن نجاح الهجوم.
وبالتوازي مع بدء كبار العسكريين الأميركيين بالحديث عن إمكانية تكبد القوات المهاجمة لخسائر كبيرة (الف قتيل، بحسب قائد القيادة الأميركية الوسطى، دايفد بترايوس)، وعن صعوبة تحديد مدى زمنى لانتهاء الهجوم (على ما اعترف به ماك مولين رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي)، تأتي الوقائع الميدانية لتشير إلى تحول هام في سير المواجهات.
فبعد أن كانت معيقات الهجوم مقتصرة على الألغام والعبوات اليدوية الصنع والمبثوثة بكثافة على الطرقات، إضافة إلى بعض العمليات المحددة، تشهد الأيام الأخيرة تصاعداً ملحوظاً في هجمات المقاومة وفي الاشتباكات المباشرة التي تستمر لساعة أو أكثر في قلب مدينة مرجة.
ومن المعبر في هذا المجال، أن هجوماً شنته المقاومة استهدف احتفالية لرفع العلم الأفغاني فوق موقع سقط في أيدي القوات المتحالفة.
وقد لوحظ استخدام طالبان لأسلحة هجومية فعالة في تطور عده المراقبون دليلاً على الدعم الوازن الذي تحصل عليه المقاومة من قبل أكثر من جهة إقليمية (إيران وروسيا والصين)، من باب سعيها إلى إنزال الهزيمة بالأميركيين وحلفائهم.
وفي ظل الاضطراب الذي تعاني منه العمليات العسكرية، تواترت أعمال القصف الأطلسي لأحياء مدينة مرجة، ما أسفر عن سقوط العشرات من المدنيين، وهو الأمر الذي استنكره الرئيس قرضاي أمام البرلمان الأفغاني.
وفي هذا السياق، سجل خلال أحد الاشتباكات، سقوط ثمانية من الجنود لأفغان بنيران أميركية في دلالة واضحة على ارتباك الهجوم، وعلى خيبة الرهان الأميركي على إعطاء دور أكبر للجيش الأفغاني في العمليات العسكرية. كما سجل فرار عدد من الجنود الأفغان والتحاقهم بصفوف المقاومة.
ومن الطبيعي، في ظل ترنح الهجوم على هلمند، أن تتواتر التداعيات السياسية السلبية على أكثر من صعيد. فعلى الصعيد الداخلي، تعرض النظام الأفغاني الحاكم إلى هزة إضافية مع قيام رئيس مجلس الشيوخ الافغاني، صبغة الله مجددي، بتقديم استقالته امام الرئيس حامد كرزاي.
وتأتي استقالة مجددي على خلفية تفشي الفساد في مؤسسات الدولية الأفغانية وفشل الجهود الإصلاحية في هذا المجال.
وعلى الصعيد الخارجي، بدأت تداعيات الترنح في الهجوم على هلمند بالتسارع داخل بلدان الأطلسي. فقد خرجت تظاهرات طالبت بالانسحاب من أفغانستان في العديد من المدن الأوروبية. وبلغ الأمر حد دخول هولندا في أزمة حكم حقيقية بعد انهيار الائتلاف الحاكم.
وكانت الحكومة الهولندية قد قررت سحب جنودها وعددهم ألفان يرابطون في إقليم أرزوغان في آب/ أغسطس القادم، لكنها تعرضت مؤخراً لضغوطات أطلسية جعلت رئيسها، عن الحزب الديموقراطي المسيحي، بيتر بالكنندة، يحاول تأجيل موعد الانسحاب، وهو الأمر الذي لم يوافق عليه نائب الرئيس عن حزب العمال، ووتر بوس، ما أدى إلى انهيار الحكومة والانتقال إلى حكومة تصريف أعمال يفترض أن تشرف على تنظيم انتخابات مبكرة في مخاض يستغرق عدة أشهر محفوفة بالمخاطر.
والمعروف أن هولندا ليست أكثر البلدان تململاً من المشاركة في الحرب على أفغانستان. فقد وصل الأمر ببلدان أخرى إلى حد التهديد بالانسحاب من الحلف الأطلسي.
وفي الوقت الذي تحدث فيه الحرب على أفغانستان شروخاً في بلدان الأطلسي، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، يذهب بعض المراقبين إلى القول بأن هذه الحرب باتت تهدد ليس فقط بهزيمة الأميركيين وحلفائهم، بل ايضاً بانهيار الدولة الأميركية على غرار ما جرى للاتحاد السوفياتي، تحديداً، بسبب حربه في أفغانستان. ومن هؤلاء ماكيغفرن، وهو أحد كبار الاستراتيجيين والساسة الأميركيين، وقد سبق له أن نافس الرئيس الأميركي الأسبق، ريتشارد نيكسون، على رئاسة الجمهورية.
كما أن استراتيجيين آخرين من أمثال جيم هوغلاند يعتقدون بأن الحرب الأفغانية تؤثر سلباً على العلاقات الأميركية الإسرائيلية، حيث يذهبون في تحليلاتهم إلى أن السياسات الإسرائيلية هي التي ورطت الولايات المتحدة في الحرب الأفغانية وفي سائر مشكلات الشرق الأوسط.
وفي تطور خطير خلال كتابة هذه المقالة، وقعت ـ بعيداً عن هلمند ـ تفجيرات كبيرة واشتباكات داخل العاصمة كابل. وتوفرت معلومات أولية عن سقوط قتلى وجرحى بينهم أربعة من الهنود ... في مؤشر على تعمق الورطة الأميركية وسقوط آخر الاوراق المتمثلة باستراتيجية أوباما للخروج من الورطة.