ارشيف من :أخبار اليوم
جنرال صهيوني: الجيش الإسرائيلي غير قادر على تحقيق الانتصارات
كتب الجنرال صموئيل غوردون، الذي خدم سابقا في سلاح الجو الصهيوني، وحاليا يعمل كباحث في الشؤون الاستراتيجية والعلاقات الدولية، مقالة تحليلية في صحيفة "يديعوت احرونوت"، أورد فيها شهادة اضافية على فشل كيان العدو عام 2006، وان اصل الفشل يعود الى بنية الجيش الصهيوني، ولا يتعلق باخفاق من قبل ضباط صهاينة، كما حاول رئيس اركان جيش العدو السابق دان حالوتس التشديد عليه في كتابه المنشور أخيرا. وينقل غوردون عن جنرال آخر في الجيش الصهيوني، وهو العميد في الاحتياط دوف تمري. تأييده لرأيه، اذ أشار تمري الى ان بنية المؤسسة العسكرية الصهيونية غير قادرة بالفعل على تحقيق الانتصارات كما كانت ذات مرة، مشككا بإمكان التعلم من الاخفاقات.
وجاء في تقرير الكاتب، كما نشرته يديعوت احرونوت امس الاول:
"يواصل الجيش الاسرائيلي تقهقره منذ حرب لبنان الثانية، ويعمل على الاستعداد والجهوزية للحرب الماضية، بدلا من الحرب المقبلة، أي الاستعداد لحرب لن تتكرر كما حصلت. يجب القول ان الجيش الاسرائيلي هو الذي فشل في الحروب في العشرين عاما الاخيرة، وليس دان حالوتس".
"وجّه العميد المتقاعد دوف تمري، وهو ضابط ذو ماضٍ عسكري مشرق، وعمل كقائد لوحدة الاركان وضابط اركان رفيع المستوى في حرب يوم الغفران، انتقادات حادة الى الجنرال دان حالوتس، وما ورد في كتابه الأخير "بنظرة مباشرة"، وهو الكتاب الذي تناول فيه حالوتس ادارة حرب لبنان الثانية".
الفرضية الأساسية في انتقادات تمري لحالوتس، أنه " في منتصف عام 2006 كان الجيش الإسرائيلي يمر بمنتصف عملية انقلابية في مفهوم تفعيل القوة وبناء القوة، لمكافحة الإرهاب ومواجهة دول مزودة بمنظومات صواريخ ضخمة مثل إيران وسوريا"، وبحسب تمري فان "المداميك الأساسية التي كان يعمل عليها، هي تطوير منظومات الدفاع ضد الصواريخ من كافة الأنواع، وبناء قوة هجومية ترتكز على استخبارات تكنولوجية حديثة، وتعزيز القوات الخاصة وتحويلها إلى قوة أساسية في ذراع البر، وتحويل ذراع الجو إلى مهيمن في الرد على التحديات الأمنية التي تواجهنا وإعادة تشكيل الذراع البري من جديد".
هذا التوجه الجديد وجد تعبيره في الأسبوع الأول من الحرب، الذي كان فيه حكاية نجاح. بعد ذلك عندما أدخلت القوات البرية إلى المعركة، بدأ التدهور الذي استمر حتى اليوم الأخير. وبعد الأسبوع الأول الذي عمل فيه سلاح الجو بنجاح، لم ينجح الذراعان الأساسيان للجيش الصهيوني - ذراع البر وذراع الجو - في الامتحان، ولم يجدا ردا وجوابا على ما كان لدى حزب الله، ولم يحققا نتائج مقنعة، نتيجة للتغيرات الخاطئة في تشغيلهما.
اما القول بأن "الهدوء في الشمال يشير الى انتصار، فهذا واقع غير قائم، لانه يسجل الهدوء، وبشكل خاص، لاعتبارات سياسية ودبلوماسية، ورغبة من حزب الله، اضافة الى الاعتدال السوري وجملة أمور اخرى، وليس فقط لاعتبارات عسكرية".
واضاف : "منذ حرب لبنان الثانية يتقهقر الجيش، ويعد نفسه لحروب السابق التي كما يبدو لن تتكرر. الجيش البري فقد هيمنته قبل عشرات السنين، وعيون اسرائيل عميت عن رؤية ذلك. في الامتحانات العسكرية، لم يتوصل الجيش إلى اعادة انجازات سنواته الـ 20 الأولى. لكن هل ان هيئة الاركان العامة الحالية، بقادرة على الاستعداد كما ينبغي للتحديات المستقبلية؟ ثمة شكُ بالموضوع".