ارشيف من :أخبار اليوم
رئيس الاستخبارات العسكرية الصهيوني السابق: خطر فقدان الشرعية الوجودية لـ"اسرئيل" تهديد من شانه أن يتحقق في المدى القريب
أخبار العدو ـ ترجمات خاصة
كتب رئيس الاستخبارات العسكرية الصهيوني السابق، شلومو غازيت، مقالة تحليلية في موقع "MFIC" الاخباري، حذر فيها من إمكان فقدان "إسرائيل" لما أسماه "شرعيتها الدولية"، معتبرا هذا الخطر وهذا التهديد، شبيها بالخطر والتهديد العسكري. ومما جاء في مقالته:
"إن الثورة المطلوبة في السياسات الإسرائيلية، لا يجب أن تكون فقط اتجاه الفلسطينيين الذين يشكلون بالنسبة لنا الهدف الأساسي، بل يجب أن تكون موجهة نحو العالم الحر والمحايد.
أعد معهد "رؤوت" (للدراسات)، قبل حوالي الشهر في مؤتمر هرتسيليا، بحثا تناول مسألة نزع الشرعية عن "إسرائيل". وهنا يجب الإشارة الى أن معهد "رؤوت" يستحق الثناء على اثارة هذا الموضوع، التي بحسب رأيي تشكل تحديا استراتيجيا مهما ومصيريا على جدول أعمال إسرائيل اليومي. وللأسف الشديد، فإن الردود والأصداء على هذا البحث، كانت محدودة جدا. إذ لم يثر هذا البحث ردود من قبل أحد من السياسيين الكبار، وبعد عدة تعليقات في وسائل الإعلام، هدأت الأجواء من ناحية عدم الشرعية - فلا يوجد أي اجابة.
يخيم اليوم على "إسرائيل" خطر فقدان شرعية وجودها، ويعتبر هذا التهديد الأكثر خطورة على وجودنا القومي. ليس تهديدا نظريا، بل هو تهديد من شانه أن يتحقق في المدى القريب، في مدى عشر الى عشرين سنة مقبلة.
النقطة المهمة الأخرى التي أشار إليها البحث هي أن "إسرائيل" تواصل التمسك بالتقدير التقليدي، الذي يقول بأن الخطر العسكري ما يزال حتى اليوم هو الخطر الوحيد على وجودنا (ومن هذه الناحية، فإن بروز خطر النووي الايراني هو بمثابة هدية من السماء، لتعزيز وإنعاش هذا التقدير)، وعليه فإن المطلوب أن نبحث عن رد عسكري على هذا التهديد. إن التقدير التقليدي يرفض ان يرى عنوان نزع الشرعية الواضح، ويرفض ان يفهم أن الرد العسكري ليس حلا لهذه المشكلة.
في هذه المنطقة تحديدا، ومن خلال الإشارة الى الخطوات التي يتوجب على "إسرائيل" أن تتخذها اليوم، فإن معهد "رؤوت" يقلل من حجم وأبعاد المشكلة. إذ يفهم من توصياته وكأن المشكلة ما هي الا مشكلة تكتيكية محدودة، ويكفي أن تخصص لها الموارد والإعلام الفعال ومن خلال جهد مكثف لوزارة الخارجية حتى تعود الأمور الى مكانها بسلام. يبدو للبعض أن حملة "مسبريم" (شارحون) التي بدأتها وزارة الخارجية في هذه الايام هي الحل، وهذا غير صحيح، لانه لا يوجد أمل في حملة من هذا النوع، كي نتخلص من هذا الخطر.
ندين وبحق لتوصيات تقرير لجنة غولدستون المتعلق بحرب "الرصاص المسكوب" . ولكن لم نفعل شيئا لمنع مثل هذا التقرير في المستقبل، مع كل أبعاده المتراكمة. الواقع الراهن هو الهدف الذي تهاجمه حملة نزع الشرعية الدولية. هذا الواقع الذي تواصل فيه اسرائيل تنفيذ الاجراءات العسكرية من أجل مواصلة بقاء الاحتلال العسكري، وسحق المقاومة الفلسطينية العسكرية والسياسية، ومن اجل مواصلة هامش المناورة القائم قبيل الحوار والاتفاق.
تعالوا نكون واضحين وشفافين ـ من دون تغيير جذري في السياسات الاسرائيلية الحالية، ومن دون إبطال واقع الاحتلال القائم وفي ظل واقع السيطرة الاجبارية على شعب آخر ـ لن تختفي حملة نزع الشرعية، بل ستتعاظم.
أن معدي بحث معهد "رؤوت" متشائمون. بحسب تقديرهم يشكل انهاء الصراع مع الفلسطينيين مرحلة واحدة فقط. وهناك حاجة في موازاة ذلك الى تغيير السياسات الحالية اتجاه الاقلية العربية في اسرائيل. ويشير البحث الى أن هذا الموضوع يخدم فقط المحرضين على اسرائيل وهؤلاء من دون شك سيفعلون ذلك. ولكن البحث يتجاهل الواقع الحالي المتمثل في سياسات التمييز الممنهجة اتجاه عرب اسرائيل، التي تساوي أيامها أيام وجود إسرائيل.
الثورة المطلوبة في سياسات "اسرائيل" ليست موجهة فقط اتجاه الفلسطينيين، إذ يشير وبحق البحث الى أنه حتى انهاء الصراع مع الفلسطينيين لن يقضي على منظومة المقاومة العربية ضدنا. وعليه فإن هذه المقاومة لن تختفي ولن يقضى عليها، وبالتاكيد في المرحلة الاولة والآنية. ولكن هدفنا الرئيسي يجب أن يكون العالم الحر والمحايد. بعد انهاء الصراع، سيتراجع هذا العالم عن استخدام نفس الصراع، كأرض خصبة لحملة نزع الشرعية ضدنا".