ارشيف من :خاص
كلينتون في أميركا اللاتينية ... حصاد الفشل !
عقيل الشيخ حسين
في إطار وعوده التغييرية التي أطلقها الرئيس الأميركي في كل الاتجاهات، نالت أميركا اللاتينية حصة من الأمل في إدخال تغيير جدي في العلاقات القائمة بين واشنطن وحديقتها الخلفية سابقاً.
ولكن انشغال الولايات المتحدة بحروبها في أفغانستان والعراق وهواجسها المتعلقة بالأمن في اوروبا والملف النووي الإيراني، إضافة إلى أزماتها الداخلية، حال دون وضع تلك الوعود على المحك.
لا بل إن تصاعد التشنج في العلاقات هو ما كان سيد الساحة على أكثر من صعيد إلى حد أن بلدان أميركا اللاتينية توصلت، الأسبوع الماضي، إلى تشكيل كتلة سياسية موازية لمنظمة الدول الأميركية. مع فارق أن الكتلة الجديدة استبعدت الولايات المتحدة وفتحت أبواب الانضمام إليها أمام كوبا.
والواضح أن محاولة تطويق التطورات المزعجة في أميركا اللاتينية هو ما يكمن وراء الجولة التي تقوم بها حالياً وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، خلال خمسة أيام، على سبعة من بلدان أميركا اللاتينية معظمها اختار الخط اليساري المناهض للسياسات الأميركية.
أوروغواي كانت أولى المحطات، حيث شاركت كلينتون في حفل تنصيب الرئيس خوسيه موجيكا الذي سبق له أن قاد حرب عصابات ضد النظام الحاكم المدعوم أميركياً. ومنها إلى الأرجنتين ثم الشيلي التي كان الزلزال الذي ضربها مؤخراً هو المناسبة التي استغلتها كلينتون في لفتتها نحو أميركا اللاتينية. دون إغفال ما يعنيه بالنسبة لأميركا التحول الذي شهدته البلاد مؤخراً، مع الانتخابات الرئاسية، من حكم يسار الوسط إلى حكم يمين الوسط.
أبرز المحطات تمثلت بالأرجنتين وبالبرازيل، وهما أكبر بلدان شبه القارة الجنوبية وتتسم علاقاتهما مع واشنطن بالكثير من التوتر الذي، وإن كان لا يصل إلى مستوى التوتر القائم مع بلدان مثل فنزويلا وكوبا وبوليفيا، يثير الكثير من الهاجس الأميركية بسبب الموقع الوازن للبلدين، وخصوصاً للبرازيل، على المستويين الإقليمي والدولي.
في الأرجنتين التي تعتمد في ظل رئيستها، كريستينا كريشنر، خطاباً حاداً في معاداة واشنطن لأسباب منها علاقة المؤسسات المالية الأميركية في الصعوبات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، حاولت كلينتون تجنب المشكلات البينية عارضة توسط الولايات المتحدة في الأزمة الناشبة بين بوينس آيرس ولندن، حول جزر المالوين، وهي الأزمة التي تسهم في دفع بلدان أميركا اللاتينية إلى المزيد من التضامن في وجه الحلف الإنكلوأميركي.
أما في البرازيل، فقد اصطدت كلينتون بصخرة حقيقية. الهدف الرئيسي للزيارة هو من "الجرأة" بحيث يتجاوز حدود السعي إلى كسر الجليد: البرازيل بلد يتمتع بأهمية متزايدة على المسرح الدولي ويقيم علاقات وثيقة مع فنزويلا ذات الدور الكبير في إقامة محور الطاقة والاقتصاد مع كل من روسيا وإيران. كما أن البرازيل، وهي عضو في مجلس الأمن للعامين القادمين، تقيم علاقات مباشرة وقوية مع إيران، وسيقوم رئيسها لولا دو سيلفا بزيارة إلى طهران في حزيران/ يونيو القادم. لذا من المهم جداً أن تعمل واشنطن على اجتذاب البرازيل إلى جوقة التهويل بالملف النووي الإيراني، وتحديداً إلى صف البلدان المؤيدة لفرض عقوبات مشددة على إيران.
لكن كلينتون لم تحصد في مسعاها إلا الخيبة. فخلال لقائها مع وزير الخارجية البرازيلي، سيلسو أموريم، حاولت كلينتون تقديم نفسها كداعية للسلام عبر أطروحة اعتبرت فيها فرض عقوبات مشددة على إيران هو السبيل الأمثل لتجنب صراعات من شأنها أن تلحق الضرر بالسلام والاستقرار وأسواق النفط في العالم.
لكن الوزير البرازيلي رد بأطروحة تتطابق مع وجهة النظر الإيرانية حيث اعتبر أن الحل الأمثل هو الاستمرار في التفاوض من خلال وكالة الطاقة الذرية. وذهب إلى أبعد من ذلك عندما ذكر بأنه كان سفيراً لبلاده في الأمم المتحدة يوم انطلقت الاتهامات بامتلاك العراق لأسلحة دمار شامل، وهي الاتهامات التي تبين كذبها ولكن بعد أن قادت إلى حرب ألحقت أكبر الأضرار بالعراق وبالعالم كله.
وأثناء اللقاء، بين آموريم وكلينتون، كان الرئيس البرازيلي، دو سيلفا، يهيء للقائه مع وزيرة الخارجية الأميركية بتصريحات دعا فيها إلى مواصلة المفاوضات محذراً، في الوقت نفسه، من كل محاولة للضغط على إيران. وانتهت اللقاءات ببيان لم يرد فيه ذكر العقوبات، حيث اكتفى بتجديد التزام البلدين بالبلحث عن حل ديبلوماسي إيجابي.
جولة تمت إذن تحت عنوان الفشل، إن في مجال تحسين العلاقات مع بلدان أميركا اللاتينية، وإن في مجال التحشيد المعادي لإيران. فشل يضاف إلى سلاسل الفشل الأميركي المفتوح على سوء العاقبة!
في إطار وعوده التغييرية التي أطلقها الرئيس الأميركي في كل الاتجاهات، نالت أميركا اللاتينية حصة من الأمل في إدخال تغيير جدي في العلاقات القائمة بين واشنطن وحديقتها الخلفية سابقاً.
ولكن انشغال الولايات المتحدة بحروبها في أفغانستان والعراق وهواجسها المتعلقة بالأمن في اوروبا والملف النووي الإيراني، إضافة إلى أزماتها الداخلية، حال دون وضع تلك الوعود على المحك.
لا بل إن تصاعد التشنج في العلاقات هو ما كان سيد الساحة على أكثر من صعيد إلى حد أن بلدان أميركا اللاتينية توصلت، الأسبوع الماضي، إلى تشكيل كتلة سياسية موازية لمنظمة الدول الأميركية. مع فارق أن الكتلة الجديدة استبعدت الولايات المتحدة وفتحت أبواب الانضمام إليها أمام كوبا.
والواضح أن محاولة تطويق التطورات المزعجة في أميركا اللاتينية هو ما يكمن وراء الجولة التي تقوم بها حالياً وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، خلال خمسة أيام، على سبعة من بلدان أميركا اللاتينية معظمها اختار الخط اليساري المناهض للسياسات الأميركية.
أوروغواي كانت أولى المحطات، حيث شاركت كلينتون في حفل تنصيب الرئيس خوسيه موجيكا الذي سبق له أن قاد حرب عصابات ضد النظام الحاكم المدعوم أميركياً. ومنها إلى الأرجنتين ثم الشيلي التي كان الزلزال الذي ضربها مؤخراً هو المناسبة التي استغلتها كلينتون في لفتتها نحو أميركا اللاتينية. دون إغفال ما يعنيه بالنسبة لأميركا التحول الذي شهدته البلاد مؤخراً، مع الانتخابات الرئاسية، من حكم يسار الوسط إلى حكم يمين الوسط.
أبرز المحطات تمثلت بالأرجنتين وبالبرازيل، وهما أكبر بلدان شبه القارة الجنوبية وتتسم علاقاتهما مع واشنطن بالكثير من التوتر الذي، وإن كان لا يصل إلى مستوى التوتر القائم مع بلدان مثل فنزويلا وكوبا وبوليفيا، يثير الكثير من الهاجس الأميركية بسبب الموقع الوازن للبلدين، وخصوصاً للبرازيل، على المستويين الإقليمي والدولي.
في الأرجنتين التي تعتمد في ظل رئيستها، كريستينا كريشنر، خطاباً حاداً في معاداة واشنطن لأسباب منها علاقة المؤسسات المالية الأميركية في الصعوبات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، حاولت كلينتون تجنب المشكلات البينية عارضة توسط الولايات المتحدة في الأزمة الناشبة بين بوينس آيرس ولندن، حول جزر المالوين، وهي الأزمة التي تسهم في دفع بلدان أميركا اللاتينية إلى المزيد من التضامن في وجه الحلف الإنكلوأميركي.
أما في البرازيل، فقد اصطدت كلينتون بصخرة حقيقية. الهدف الرئيسي للزيارة هو من "الجرأة" بحيث يتجاوز حدود السعي إلى كسر الجليد: البرازيل بلد يتمتع بأهمية متزايدة على المسرح الدولي ويقيم علاقات وثيقة مع فنزويلا ذات الدور الكبير في إقامة محور الطاقة والاقتصاد مع كل من روسيا وإيران. كما أن البرازيل، وهي عضو في مجلس الأمن للعامين القادمين، تقيم علاقات مباشرة وقوية مع إيران، وسيقوم رئيسها لولا دو سيلفا بزيارة إلى طهران في حزيران/ يونيو القادم. لذا من المهم جداً أن تعمل واشنطن على اجتذاب البرازيل إلى جوقة التهويل بالملف النووي الإيراني، وتحديداً إلى صف البلدان المؤيدة لفرض عقوبات مشددة على إيران.
لكن كلينتون لم تحصد في مسعاها إلا الخيبة. فخلال لقائها مع وزير الخارجية البرازيلي، سيلسو أموريم، حاولت كلينتون تقديم نفسها كداعية للسلام عبر أطروحة اعتبرت فيها فرض عقوبات مشددة على إيران هو السبيل الأمثل لتجنب صراعات من شأنها أن تلحق الضرر بالسلام والاستقرار وأسواق النفط في العالم.
لكن الوزير البرازيلي رد بأطروحة تتطابق مع وجهة النظر الإيرانية حيث اعتبر أن الحل الأمثل هو الاستمرار في التفاوض من خلال وكالة الطاقة الذرية. وذهب إلى أبعد من ذلك عندما ذكر بأنه كان سفيراً لبلاده في الأمم المتحدة يوم انطلقت الاتهامات بامتلاك العراق لأسلحة دمار شامل، وهي الاتهامات التي تبين كذبها ولكن بعد أن قادت إلى حرب ألحقت أكبر الأضرار بالعراق وبالعالم كله.
وأثناء اللقاء، بين آموريم وكلينتون، كان الرئيس البرازيلي، دو سيلفا، يهيء للقائه مع وزيرة الخارجية الأميركية بتصريحات دعا فيها إلى مواصلة المفاوضات محذراً، في الوقت نفسه، من كل محاولة للضغط على إيران. وانتهت اللقاءات ببيان لم يرد فيه ذكر العقوبات، حيث اكتفى بتجديد التزام البلدين بالبلحث عن حل ديبلوماسي إيجابي.
جولة تمت إذن تحت عنوان الفشل، إن في مجال تحسين العلاقات مع بلدان أميركا اللاتينية، وإن في مجال التحشيد المعادي لإيران. فشل يضاف إلى سلاسل الفشل الأميركي المفتوح على سوء العاقبة!