ارشيف من :خاص

خاص "الانتقاد": عندما تخشى اسرائيل صواريخ المقاومة.. ودقتها

خاص "الانتقاد": عندما تخشى اسرائيل صواريخ المقاومة.. ودقتها
ميزان القدرة يجنب لبنان مغامرة حرب صهيونية جديدة

حسان ابراهيم
يشير امتناع العدو الصهيوني عن استدعاء وحدات من الاحتياط، في اطار المشاركة في المناورة الاركانية الكبرى في الاسبوع الماضي، كما كان مخططا منذ عام، وايضا تحريك القوات النظامية بشكل غير اعتيادي وكبير للمشاركة فيها، اولى الدلائل العملية الصادرة عن تل ابيب، بان الرسالة المبثوثة من دمشق خلال قمة الرئيسين السوري والايراني، احمدي نجاد وبشار الاسد، وما سبقها من مواقف ومعادلة جديدة اطلقها الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، قد فعلت فعلها لدى صاحب القرار الاسرائيلي.
ويعتبر أصل فعل الامتناع عن استدعاء الاحتياط، ومن ثم الاعلان عنه، تحت عنوان "ان لا تفهم سوريا بالخطأ ما يحصل"، رسالة ضعف اسرائيلية لا لبس فيها، رغم أن إرادة تل ابيب اتجهت من خلال الفعل والاعلان عنه، الى إفهام سوريا وايران، انها غير معنية في التسبب برفع منسوب التوتر القائم في الاساس، ما من شأنه ان يتسبب بدوره في سوء فهم لدى الطرف الاخر، والانقياد الى مواجهة لا تريدها تل ابيب، وتخشاها. كما ان الاعلان عن هذا الامتناع في وسائل الاعلام الاسرائيلية تحديدا، يشير الى توجه لدى القادة الاسرائيليين الى تهدئة روع المستوطنين والتخفيف من تداعيات المشهد الدمشقي عليهم، بان الواقع العملي لا يشي بحرب يخشونها، خاصة انه سبق هذا المشهد تحذيرات من سماحة السيد حسن نصر الله، وإطلاقه معادلة ردعية من نوع جديد، لم يكن يألفها الاسرائيليون في السابق.
خاص "الانتقاد": عندما تخشى اسرائيل صواريخ المقاومة.. ودقتهافي هذا الاطار يمكن القول، وبثقة غير مسبوقة، أن إمكان شن اعتداء اسرائيلي على لبنان، الذي كان مستبعدا في الفترة الماضية استنادا الى محدودية القدرة الاسرائيلية على تحقيق الاهداف، اصبح اكثر استبعادا في هذه المرحلة، ولم تعد المسألة مرتبطة من حيث الإمكان بالقدرة الاسرائيلية، إنما بمعادلة ردعية من نوع آخر، يمكن تسميتها بالردع التماثلي، اذ من الصعب على صاحب القرار الاسرائيلي ان يتجاوز في حساباته ما سيلحق بكيانه جراء عدوانه من اضرار، تطال بنيته التحتية الاساسية، ومنشآته الحيوية.
ضمن نفس الاطار، يتوجب الاشارة، وفي سبيل توسيع الاحاطة بظروف حسابات العدو الدافعة او المانعة لشن حرب واسعة او محدودة على لبنان، الى ان اعلان سماحة السيد نصر الله، بصورة غير مباشرة، عن قدرات غير مسبوقة لدى المقاومة من حيث الدقة، وإعادة تأكيده على هذه القدرات في وقت لاحق، يخرج المعادلة من كونها معادلة تساقط صواريخ على المستوطنات الاسرائيلية، الى معادلة ترتبط بتأثير القدرات الجديدة على الحركة العسكرية الاسرائيلية نفسها، لجهة القدرة على تحريك القوات وما يستلزم الحراك العسكري وقت المواجهات، اي تأمين ما يسمى بمصطلحات عسكرية "القيادة والسيطرة"، فاذا كان في حوزة المقاومة سلاحا دقيقا لجهة اصاباته، مع قدرة تدميرية هائلة، كما تقر "اسرائيل"، فان هذا يعني امكان ضرب مفاصل اساسية تمنع القيادات العسكرية الاسرائيلية من السيطرة في الميدان، ليس نتيجة الإرباك او الإزعاج الذي تتسبب به هذه الوسائل القتالية الجديدة، بل لانها في الواقع تؤثر بشكل فاعل جدا، فهي من ناحية عملية تشبه ما يمكن للطائرات الحربية ان تنجزه في الحروب، ففي نهاية الامر، تعتبر الطائرة وسيلة ايصال لمادة متفجرة ضد هدف محدد، وهذا ما يمكن ان تنجزه القدرات الجديدة، التي يظهر انها باتت في ايدي المقاومة.
على من يرى، او ما يزال يرى، ان لدى العدو الصهيوني القدرة الفعلية على شن حرب على لبنان، او ان هذه الحرب هي احدى خياراتها العملية، فعليه ان يعيد حساباته، واقل ما يمكنه ان يقوم به ان يقتدي بالاسرائيليين انفسهم، وادراكهم بعدم وجود حل لمعضلة صواريخ حزب الله.. وهذا ما اشارت اليه مصادر عسكرية اسرائيلية في نهاية المناورة الاركانية الكبرى المعلن عنها في نهاية الاسبوع الماضي (حجارة النار ـ 12)، اذ نشرت صحيفة "هآرتس" قبل ايام ان "السطر الاخير في المناورة (بمعنى نتيجتها النهائية)، يشير الى انه لا حل لمشكلة صواريخ حزب الله، وتحديدا الصواريخ الثقيلة المقدر ان تتساقط على منطقة غوش دان"، اي منطقة تل ابيب وما يحيط بها من مستوطنات.
2010-03-07