ارشيف من :ترجمات ودراسات

صحيفة "تشرين": ما وراء الأخبار.. عندما تتوافر الإرادة المخلصة

صحيفة "تشرين": ما وراء الأخبار.. عندما تتوافر الإرادة المخلصة
رأت صحيفة "تشرين" السورية في افتتاحيتها اليوم أنه بات من المعروف تماماً لكل المتتبعين للشأن السياسي في المجتمع الدولي أن لدى الإدارة الأميركية كل المعطيات والإمكانات والوثائق والمبادئ التي يمكن اعتمادها والعمل على تنفيذها إذا توافرت لهذه الإدارة الإرادة المخلصة والنية الحقيقية بإقامة السلام العادل والشامل في المنطقة.

وأضافت الصحيفة أن ما تود الإشارة إليه في هذه التوطئة، هو من الثوابت التي لا جدال حولها، وهو بالتالي عنوان منطق العدالة والقانون، وهذا يعني أن أي مواربة أو التفاف على المبادئ والمعطيات الواضحة والصريحة، لا يمكن تفسيره إلا هروباً من الحقيقة ومحاولة لتمييع القضية، وإصراراً على الانحياز إلى الباطل خدمة للاحتلال الإسرائيلي، وللأطماع الصهيونية التوسعية.
 ‏

وعللت "تشرين" رأيها بالقول إن "الإدارة الأميركية بين يديها الميثاق الأميركي، وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة، ومبادئ مؤتمر مدريد، وكل وثائق المباحثات التي رعتها إدارات سابقة في واي بلانتيشن وغيرها، ولديها أيضاً مبادرة السلام العربية بالإضافة إلى وديعة اسحق رابين ووثيقة (لاودر) التي تعهد فيها بنيامين نتنياهو بالإنسحاب الكامل من الجولان، وكل هذا يعني أن التعامل الأميركي مع قضايا المنطقة وفي مقدمة هذه القضايا، الاحتلال الإسرائيلي للأرض العربية، يُفترض أن يكون شفافاً ومسؤولاً ومبنياً على منطق الحق والقانون، وليس على المزاج والانحياز إلى الجهة المعتدية والمتمردة على أبسط قوانين حقوق الإنسان وقرارات المجتمع الدولي".
 ‏
وفي معرض تحليلها، رأت الصحيفة السورية أنه مع ذلك "فإن توجهات السياسة الأميركية منذ عدوان 1967 على الأقل وحتى الآن، لم تُبن إلاّ على معطيات وموروثات الاستعمار القديم، ولا يشفع لهذه السياسة الومضات الإيجابية التي قدمتها الإدارة الحالية عندما بدأت عهدها في البيت الأبيض بسقف توقعات عالٍ، وسرعان ما خفضته تدريجياً، حتى باتت هذه الإدارة في موقف لا تُحسد عليه، جراء ما تسببه لها السياسة الإسرائيلية من إحراج وإرباك حتى في أبسط الطروحات التي حملت عنوان التجميد المؤقت للاستيطان".
 ‏
وفي ختام فتتاحيتها ، طرحت "تشرين" الأسئلة التالية : هل مبدأ الأرض مقابل السلام لا يزال معتمداً في السياسة الأميركية؟ وعلى أي وثيقة قانونية وقرارات دولية ستقوم هذه السياسة إزاء قضايا المنطقة في المستقبل؟ ثم ما مدى الجدّية الأميركية في معالجة الصراع العربي - الإسرائيلي؟ وهل سيستمر الموقف الأميركي معادياً للعرب، ممالئاً لإسرائيل؟.
 ‏
هذا ما يُفترض بالإدارة الأميركية إيضاحه، لأن المقياس الحقيقي يتم بالأفعال والخطوات البناءة، وليس بالبيانات والكلام المعسول في وسائل الإعلام.

2010-03-10