ارشيف من :أخبار اليوم

رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الصهيونية السابق: معظم ما تملكه استخبارات تل أبيب عن طهران.. مجرد تخمينات

رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الصهيونية السابق: معظم ما تملكه استخبارات تل أبيب عن طهران.. مجرد تخمينات
أخبار العدو ـ ترجمات خاصة
عرض رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق، في جيش الاحتلال، اللواء "شلومو غازيت"، لواقع الفهم الاستخباري الصهيوني بما يتعلق بالمشروع النووي الإيراني ومآلاته، مشيرا إلى وجود لغط في تداول الاحاديث "الإسرائيلية"، بين المعلومات الاستخبارية، والتقديرات والتخمينات، وكل واحدة منها لديها مسار وفهم خاص، ولا يمكن التعامل معها على اساس واحد، لجهة الموثوقية.
وفي مقالة تحليلية نشرها موقع "أن اف اسي" الاخباري الإسرائيلي على الانترنت، رأى "غازيت"، أن "الموضوع الأكثر خطورة في اهتمامات تل أبيب، هو الموضوع النووي الإيراني، لكن يظهر فيها اضطراب من ناحية المعلومات والتقديرات، وفيها كثر من التخمينات".
وقال "غازيت" أن "المعلومة الاستخبارية تعني أن هناك تأكيد على واقعة ما، جاءت من خلال مصادر موثوقة، مهما كان نوعها، اما التقدير فهو استكمال معلومات من قبل الاستخبارات، بشكل تقديري، بناء على معلومات غير موثوقة أو كاملة بشكل نهائي، بينما التخمينات فهي نتيجة لتحليل الامور بناء على فهم عام لواقع الجانب الاخر، في ظل عدم امتلاك معلومات استخبارية".
وحول ما تملكه "إسرائيل" من معلومات موثوقة، يقول "غازيت"، أنها تتعلق بتصريحات إيرانية بشأن برنامج التطوير النووي، ومعلومات حول منشآت التخصيب من حيث وجودها، وأيضا وجود تقدم في صناعة الصواريخ البعيدة المدى، اضافة إلى ما يرشح عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضمن لعبة "القط والفأر" مع ايران، واخيرا عن نوايا معلنة من قبل إيران، على شكل تصريحات، تتحدث عن ازالة "النظام الصهيوني".
اما لجهة التقديرات، فيقول "غازيت"، أن المتفق عليه لدى الاستخبارات "الإسرائيلية" بان ما تريده إيران بشكل قطعي، هو الوصول إلى خيار نووي (عسكري)، لكن الخلاف هو متى يتحقق ذلك من حيث المدة الزمنية لتجاوز العقبات التكنولوجية. والخلاف الثاني هو هل تنوي طهران بالفعل الوصول إلى القدرة النووية العسكرية أو أنها ستبقى على مسافة زمنية قصيرة جدا عن هذه القدرة (مسافة برمة زنبرك). والخلاف الثالث هو هل ستعلن طهران صراحة عن قدرتها النووية في حال حصلت عليها، ام ستعمد إلى سياسة الضبابية النووية؟. اما الجانب الأكثر أهمية، بحسب غازيت، فيتعلق بتوجهات الإدارة الأميركية تجاه إيران، فهل ستلجأ الولايات المتحدة إلى الخيار العسكري، في ظل توقع عدم فاعلية العقوبات على طهران.
ولجهة التخمينات، التي هي غير مبنية على معلومات موثوقة، وتعبر عن نشاط ذهني لرجال الاستخبارات، فهي تتعلق بكل ما تبقى، وتسري أيضا على التغيرات الإستراتيجية القومية لإيران، في حال حصلت على خيارات نووية. وفي هذا الاطار يفصل "غازيت" ويقول:
"إحدى اسئلة التخمينات تتعلق باشكالية قرار إيران استغلال السلاح النووي، لاطلاق صواريخ مع رأس نووي باتجاه إسرائيل؛ وأيضا هل ستنشط إسرائيل عسكريا لاحباط التطور النووي الإيراني؟، وأيضا ما هي مدة التأخير التي ستحرزها الضربة العسكرية ضد إيران؛ اضافة إلى سؤال يتعلق بتأثير النووي الإيراني على سوريا والفلسطينيين واعداء إسرائيل، وكيف ستؤثر القدرة النووية على التغيرات في الإستراتيجية القوميّة لطهران؟.
كما يثار في مجال التخمينات، اسئلة تتعلق بكيف يمكن أن يدعم السلاح النووي موقف النظام الحالي من الداخل؛ وأيضا ما هي الابعاد اتجاه محاولات تطوير قدرة نوويّة في دول أخرى في المنطقة، مثل مصر والسعودية وسوريا وغيرها".
ويؤكد رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، أن هذه التساؤلات، في مجال التخمين، (غير المبنية على معلومات موثوقة) "لا تملك إسرائيل اجابات مؤكدة عليها، لكنها مطروحة رغم ذلك على طاولة البحث وجدول اعمال المستويات العليا في إسرائيل". وهنا يصل غازيت إلى السؤال المحوري في مقالته: "هل تدرك الحكومة الإسرائيلية باختلاف المجالات والاطر الاستخبارية، بين الفرضيات الثلاث: المعلومة الموثوقة، والتقدير والتخمينات. ليصل في النهاية إلى الإجابة التالية: لنأمل أن يكون الأمر معروفا، من قبل الحكومة"!.
2010-03-11