ارشيف من :خاص
لندن تطرد موظفاً صهيونياً في سفارة العدو: خطوة خجولة في مواجهة جريمة كبرى
"الانتقاد.نت" ـ عبد الناصر فقيه
أعلنت لندن عن طردها دبلوماسياً إسرائيلياً احتجاجاً على استخدام الكيان الصهيوني جوازات سفر بريطانية من قبل الأشخاص الذين قاموا باغتيال القيادي بحركة المقاومة الإسلامية حماس محمود المبحوح في دبي، وأكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند أمام مجلس العموم ان هناك "أسبابا قوية تدعو للاعتقاد بأن إسرائيل مسؤولة عن إساءة استعمال جوازات سفر بريطانية في القضية"، مضيفا أنه طلب "تأكيداً" من الحكومة الصهيونية "يكفل ألا تكرر إسرائيل ذلك".
من جهته، القضاء الفرنسي كشف عن فتحه "تحقيقاً أولياً حول استخدام أربعة جوازات سفر فرنسية مزورة أو استخدام أسماء مزورة" في قضية اغتيال المبحوح، وذكرت النيابة العامة في باريس أن التحقيق الذي بدأ في 12 آذار/مارس حول "التزوير وحيازة وثائق إدارية مزورة، وانتحال اسماء، يمكن أن يؤدي إلى ملاحقات جنائية".
وفي حين، رحبت حركة حماس بالموقف البريطاني القاضي بطرد مسؤول جهاز الموساد في سفارة لندن، شن عضو الكنيست أرييه ألداد هجوماً لاذعاً على بريطانيا معتبراً ان"البريطانيين يتصرفون بنفاق, إنهم كالكلاب، ويريدون محاكمة ‘اسرائيل لأنها تحارب الإرهاب".على حد تعبيره
الكاتب والمحلل السياسي المصري "يسري حسين" من لندن قلل، في حديث خاص لموقع "الإنتقاد.نت"، من "تأثيرات الموقف الفرنسي ـ البريطاني على العلاقات مع الحليف الأساسي في منطقة الشرق الأوسط (الكيان الصهيوني)، فالعلاقات والوشائج القوية بين الجانبين لن تهزها، ما يعتبرها كل من لندن وباريس، حادثة مؤسفة".
ورأى المحلل "يسري حسين" أن ما قامت به الخارجية البريطانية كان محاولة رقيقة ، وتوجيه رسالة عتب إلى تل أبيب، حيث اكتفت بطرد موضفٍ دبلوماسي في سفارة لندن بدلاً من طرد السفير، وهو إجراء خفيف لأن الحكومة البريطانية لم ترغب بالتصعيد، لكن كان لا بد من إلقاء اللوم على موظف واحد".
وأعتبر المحلل حسين أن الأمر لو حصل مع دولة ثانية، "لكانت لجأت لخطوات تصعيدية ليس أقلها قطع العلاقات لحين الإعتذار الرسمي، كون الكيان الصهيوني خرق سيادة الدولة البريطانية، وورطها مع دولة أخرى هي الإمارات العربية المتحدة، فالذي جرى في دبي جزء منه جريمة يعاقب عليها القانون البريطاني".
وحول توقيت الإعلان الذي صدر عن الطرفين في الوقت نفسه، أشار حسين إلى "أن بريطانيا وفرنسا تمهلتا كثيراً واخذتا وقتاً طويلاً على رغم وضوح الادلة لدى شرطة إمارة دبي، ونتيجة الإجراءات الممكن أن تتخذها فرنسا محدودة، وما صدر عن لندن هو بدوره محدود، وبالمقابل من المرجح أن تقوم "إسرائيل"، لأسباب بروتوكولية، بطرد موظف دبلوماسي بريطاني بنفس الرتبة من فلسطين المحتلة".
وأوضح المحلل السياسي "يسري حسين" أن "ما دفع لندن لإصدار هذا الموقف هو الحرج الشديد في الأوساط الداخلية، نظراً لان التزوير يطال الهيبة البريطانية وكرامتها من جهة، وما جرى في دبي يشبه إلى حد بعيد أسلوب العصابات والمافيات، وهو بعيد كل البعد عن اساليب العمل الأمني من جهة ثانية.