ارشيف من :ترجمات ودراسات
دراسة أميركية: حزب الله "أبدع" في إصابة الميركافا في المقتل
كتب علي شهاب
لا تزال حرب تموز 2006 مادة دسمة لمراكز الدراسات الغربية على صعيد استخلاص العبر ودراسة ادارة حزب الله للمعارك.
مفاجأة استخدام صواريخ ضد الدروع من الجيل الحديث شكلت محور الدراسة الصادرة عن معهد "جايمس تاون" تحت عنوان "ابداعات حزب الله في استخدام السلاح ضد الدروع".
ويستهل الدكتور اندرو ماكغريغور، مدير مركز "ابرفويل" الدولي للتحليل الأمني في تورونتو الكندية، الدراسة بالقول إن "أحد أهم الجوانب التي ينبغي التحقيق فيها في الجانب الاسرائيلي هو الخاصرة الضعيفة للفيالق المدرعة في مقابل الأسلحة المضادة للدروع المتميزة بصغر حجمها وسهولة نقلها وسبل توجيهها"، مع اشارته الى أن "اداء الجيش الاسرائيلي كان مخيبا في مواجهة حزب الله".
ويكمل ماكريغور أن "إبداع حزب الله في استخدامه لسلاح ضد الدروع كان السبب وراء معظم الخسائر الإسرائيلية، كما أنه أعطى لهذه الأسلحة الصغيرة لكن الفعالة أهمية جديدة في مجال التكتيك الميداني".
وتوضح الدراسة أن حزب الله "يمتلك تشكيلة من أسلحة ضد الدروع تضم مختلف الصواريخ الموجهة سلكياً (مصمم في روسيا ومصنع و/أو مزود عبر إيران وسوريا) وقواذف الـ (RPGs). كما تتضمن التشكيلة الصاروخ الأوروبي Milan، والصواريخ Metis-M,Sagger AT-3,Spigot AT-4 ذات التصميم الروسي، إضافة للصاروخ الروسي KORNET AT-14 الذي زودته به سوريا، وهو قادر على استهداف الطائرات المروحية المحلقة على علو منخفض".
وهنا تشير الدراسة الى أن صواريخ كورنيت تم استخدامها اولا في العام 2003 ضد القوات الأميركية في العراق "فهذه الصواريخ السهلة النقل توضع داخل غطاء من الفايبرغلاس مع سكة إطلاق".
وتلحظ الدراسة نقطة هامة بإشارتها الى أن الجيش الاسرائيلي نشر صورا في 30 آب 2006 لصواريخ مضادة للدروع "زعم أنه وجدها في تحصينات لحزب الله. تضمنت الصور المعروضة صواريخ Sagger و Tow (إطلاق عبر الأنبوب، توجيه بصري، تحكم سلكي) وهو سلاح محظور صنع في الولايات المتحدة في السبعينيات، لكن اللافت أن صناديق الصواريخ المعروضة تحمل ختم 2001، ما يوحي بأن حزب الله قد حصل على دفعات أخرى خارج نطاق الصواريخ التي حصلت عليها إيران في ما يعرف بفضيحة كونترا سنة 1986 (العمر الافتراضي لتخزين الصاروخ 20 سنة كحد أقصى)".
اما عن الهدف الاستراتيجي لحزب الله من استخدام هذه الصواريخ فهو شل دبابة الميركافا "التي صممت لتوفير الحماية القصوى لطاقمها، عبر التدريع الثقيل وفتحات الهروب الخلفية، علما أن التشديد على سلامة الطاقم هو ليس ببساطة لأسباب إنسانية، فإسرائيل غير قادرة على تأمين أعداد لا محدودة من الطواقم المدربة والجاهزة للقتال في حال ارتفعت الخسائر. وقد تم تصميم الميركافا بحيث يمكن صيانتها بسهولة وسرعة؛ وهذه خاصية لدى الجيش الإسرائيلي. إذ أن التدريع قابل للاستبدال بسهولة عند الإصابة أو يستبدل بشكل كامل للتطوير عند توافر المواد الجديدة".
وتضيف الدراسة أن التقارير المرفوعة من ميادين القتال "توحي بأن مقاتلي حزب الله يمتلكون مهارة عالية في إصابة الميركافا في نقاطها القاتلة، ما أدى إلى اختراق دروع الدبابات بما لا يقل عن ربع الصواريخ التي أطلقت. وقد تم التدقيق في أشرطة الفيديو التي تصور هجوم حزب الله على موقع في قرية الغجر الحدودية عام 2005 والتي استهدف فيها دبابات الميركافا وذلك لمعرفة النقاط التي كانت عرضة للإصابة في الدرع، علماً أن بعض صواريخ الحزب لديها مدى مؤثر يصل إلى 3 كيلومترات، إلا أن افراد العصابات يفضلون الإطلاق من مدى قريب لمضاعفة فرص إصابة النقاط الضعيفة في الميركافا. ويعمل مطلقو الصواريخ في طواقم من 2-3 أفراد ويتحصنون في مواقع مخفية ومحمية مدروسة بشكل جيد".
هذا وقد "اعتاد حزب الله على استخدام الصواريخ المضادة للدروع لضرب جنود الجيش الإسرائيلي المتحصنين في المباني خلال حرب تموز، وهناك الكثير من التقارير التي تبين هذا الأمر، والأكثر تدميراً وأذيةً كان في 9 آب، عندما أصاب صاروخ مضاد للدروع مبنى كاملاً خاطفاً معه أرواح 9 من جنود الاحتياط. كذلك لقي أربعة جنود من لواء النخبة "ايغوز" Egoz حتفهم بصاروخ "ساغر" Sagger في بنت جبيل. كما استخدم الصاروخ تاو TOW بفعالية عام 2000 ضد المواقع الحدودية في جنوب لبنان قبل الانسحاب الإسرائيلي".
وفي حين تؤكد الدراسة أن "هناك أمثلة حديثة أخرى عن استخدامات شبيهة لهذا النوع من الأسلحة ضد المشاة، وهو أمر موجع من المنظور القتالي، لكن الأهم هو أنه يتيح لحزب الله تحقيق هدفين أساسيين: تحقيق الإصابات في الجسم الإسرائيلي وفي المقابل حماية عناصره الذين يطلقون هذه الصواريخ من المدى الآمن نسبياً".
نقطة اخرى مفصلية في حرب تموز تتطرق اليها الدراسة في إشارتها الى سقوط الطوافة الاسرائيلية في 12 آب "حيث قيل ان حزب الله أسقطها بصاروخ مضاد للدروع. وقد أعلن حزب الله حينها أنه استخدم صاروخاً أطلق عليه اسم وعد Wa'ad إلا أنه أحياناً يعيد تسمية الصواريخ حسب رغبته. كما وقعت واحدة من الجرافات العسكرية المصفحة ضحية صواريخ حزب الله".
وتختم الدراسة أنه "تم سابقاً استخدام صواريخ RPG-29 السورية الصنع مع بعض النجاح ضد الدبابات الإسرائيلية في قطاع غزة. كما يستخدم حزب الله هذا السلاح مع رأس مزدوج يتيح للصاروخ اختراق الدرع. في هذا الإطار، أفادت الصحافة الإسرائيلية، في السادس من شهر آب 2006، أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية كشفت أن سوريا اشترت نسخة حديثة من قواذف RPG-29 المصنع روسياً قبل أن يصل السلاح الى يد المقاومة الإسلامية. ورداً على ذلك نفت وزارة الخارجية الروسية أي تورط لها في تزويد حزب الله بصواريخ مضادة للدروع. غير أن الجيش الإسرائيلي يفيد بأن الأسلحة المضادة للدروع والصواريخ استمرت بالوصول من سوريا بالرغم من التدمير الذي لحق بالطرقات والجسور عند الحدود".
في الخلاصة "لعبت الميركافا دوراً هاماً كرمز لعظمة الجيش الإسرائيلي، لكن تدميرها في القتال له قيمة رمزية هامة لحزب الله. إن الإبداع والابتكار التكتيكي لحزب الله، واتكاله على الصواريخ المضادة للدروع أكثر من الأسلحة التقليدية للمشاة سوف يدعو الجيش الإسرائيلي إلى استبطان الحلول الجدية استباقاً لأي واقعة مستقبلية على الحدود".
الانتقاد/ العدد 1315 ـ 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008
لا تزال حرب تموز 2006 مادة دسمة لمراكز الدراسات الغربية على صعيد استخلاص العبر ودراسة ادارة حزب الله للمعارك.
مفاجأة استخدام صواريخ ضد الدروع من الجيل الحديث شكلت محور الدراسة الصادرة عن معهد "جايمس تاون" تحت عنوان "ابداعات حزب الله في استخدام السلاح ضد الدروع".
ويستهل الدكتور اندرو ماكغريغور، مدير مركز "ابرفويل" الدولي للتحليل الأمني في تورونتو الكندية، الدراسة بالقول إن "أحد أهم الجوانب التي ينبغي التحقيق فيها في الجانب الاسرائيلي هو الخاصرة الضعيفة للفيالق المدرعة في مقابل الأسلحة المضادة للدروع المتميزة بصغر حجمها وسهولة نقلها وسبل توجيهها"، مع اشارته الى أن "اداء الجيش الاسرائيلي كان مخيبا في مواجهة حزب الله".
ويكمل ماكريغور أن "إبداع حزب الله في استخدامه لسلاح ضد الدروع كان السبب وراء معظم الخسائر الإسرائيلية، كما أنه أعطى لهذه الأسلحة الصغيرة لكن الفعالة أهمية جديدة في مجال التكتيك الميداني".
وتوضح الدراسة أن حزب الله "يمتلك تشكيلة من أسلحة ضد الدروع تضم مختلف الصواريخ الموجهة سلكياً (مصمم في روسيا ومصنع و/أو مزود عبر إيران وسوريا) وقواذف الـ (RPGs). كما تتضمن التشكيلة الصاروخ الأوروبي Milan، والصواريخ Metis-M,Sagger AT-3,Spigot AT-4 ذات التصميم الروسي، إضافة للصاروخ الروسي KORNET AT-14 الذي زودته به سوريا، وهو قادر على استهداف الطائرات المروحية المحلقة على علو منخفض".
وهنا تشير الدراسة الى أن صواريخ كورنيت تم استخدامها اولا في العام 2003 ضد القوات الأميركية في العراق "فهذه الصواريخ السهلة النقل توضع داخل غطاء من الفايبرغلاس مع سكة إطلاق".
وتلحظ الدراسة نقطة هامة بإشارتها الى أن الجيش الاسرائيلي نشر صورا في 30 آب 2006 لصواريخ مضادة للدروع "زعم أنه وجدها في تحصينات لحزب الله. تضمنت الصور المعروضة صواريخ Sagger و Tow (إطلاق عبر الأنبوب، توجيه بصري، تحكم سلكي) وهو سلاح محظور صنع في الولايات المتحدة في السبعينيات، لكن اللافت أن صناديق الصواريخ المعروضة تحمل ختم 2001، ما يوحي بأن حزب الله قد حصل على دفعات أخرى خارج نطاق الصواريخ التي حصلت عليها إيران في ما يعرف بفضيحة كونترا سنة 1986 (العمر الافتراضي لتخزين الصاروخ 20 سنة كحد أقصى)".
اما عن الهدف الاستراتيجي لحزب الله من استخدام هذه الصواريخ فهو شل دبابة الميركافا "التي صممت لتوفير الحماية القصوى لطاقمها، عبر التدريع الثقيل وفتحات الهروب الخلفية، علما أن التشديد على سلامة الطاقم هو ليس ببساطة لأسباب إنسانية، فإسرائيل غير قادرة على تأمين أعداد لا محدودة من الطواقم المدربة والجاهزة للقتال في حال ارتفعت الخسائر. وقد تم تصميم الميركافا بحيث يمكن صيانتها بسهولة وسرعة؛ وهذه خاصية لدى الجيش الإسرائيلي. إذ أن التدريع قابل للاستبدال بسهولة عند الإصابة أو يستبدل بشكل كامل للتطوير عند توافر المواد الجديدة".
وتضيف الدراسة أن التقارير المرفوعة من ميادين القتال "توحي بأن مقاتلي حزب الله يمتلكون مهارة عالية في إصابة الميركافا في نقاطها القاتلة، ما أدى إلى اختراق دروع الدبابات بما لا يقل عن ربع الصواريخ التي أطلقت. وقد تم التدقيق في أشرطة الفيديو التي تصور هجوم حزب الله على موقع في قرية الغجر الحدودية عام 2005 والتي استهدف فيها دبابات الميركافا وذلك لمعرفة النقاط التي كانت عرضة للإصابة في الدرع، علماً أن بعض صواريخ الحزب لديها مدى مؤثر يصل إلى 3 كيلومترات، إلا أن افراد العصابات يفضلون الإطلاق من مدى قريب لمضاعفة فرص إصابة النقاط الضعيفة في الميركافا. ويعمل مطلقو الصواريخ في طواقم من 2-3 أفراد ويتحصنون في مواقع مخفية ومحمية مدروسة بشكل جيد".
هذا وقد "اعتاد حزب الله على استخدام الصواريخ المضادة للدروع لضرب جنود الجيش الإسرائيلي المتحصنين في المباني خلال حرب تموز، وهناك الكثير من التقارير التي تبين هذا الأمر، والأكثر تدميراً وأذيةً كان في 9 آب، عندما أصاب صاروخ مضاد للدروع مبنى كاملاً خاطفاً معه أرواح 9 من جنود الاحتياط. كذلك لقي أربعة جنود من لواء النخبة "ايغوز" Egoz حتفهم بصاروخ "ساغر" Sagger في بنت جبيل. كما استخدم الصاروخ تاو TOW بفعالية عام 2000 ضد المواقع الحدودية في جنوب لبنان قبل الانسحاب الإسرائيلي".
وفي حين تؤكد الدراسة أن "هناك أمثلة حديثة أخرى عن استخدامات شبيهة لهذا النوع من الأسلحة ضد المشاة، وهو أمر موجع من المنظور القتالي، لكن الأهم هو أنه يتيح لحزب الله تحقيق هدفين أساسيين: تحقيق الإصابات في الجسم الإسرائيلي وفي المقابل حماية عناصره الذين يطلقون هذه الصواريخ من المدى الآمن نسبياً".
نقطة اخرى مفصلية في حرب تموز تتطرق اليها الدراسة في إشارتها الى سقوط الطوافة الاسرائيلية في 12 آب "حيث قيل ان حزب الله أسقطها بصاروخ مضاد للدروع. وقد أعلن حزب الله حينها أنه استخدم صاروخاً أطلق عليه اسم وعد Wa'ad إلا أنه أحياناً يعيد تسمية الصواريخ حسب رغبته. كما وقعت واحدة من الجرافات العسكرية المصفحة ضحية صواريخ حزب الله".
وتختم الدراسة أنه "تم سابقاً استخدام صواريخ RPG-29 السورية الصنع مع بعض النجاح ضد الدبابات الإسرائيلية في قطاع غزة. كما يستخدم حزب الله هذا السلاح مع رأس مزدوج يتيح للصاروخ اختراق الدرع. في هذا الإطار، أفادت الصحافة الإسرائيلية، في السادس من شهر آب 2006، أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية كشفت أن سوريا اشترت نسخة حديثة من قواذف RPG-29 المصنع روسياً قبل أن يصل السلاح الى يد المقاومة الإسلامية. ورداً على ذلك نفت وزارة الخارجية الروسية أي تورط لها في تزويد حزب الله بصواريخ مضادة للدروع. غير أن الجيش الإسرائيلي يفيد بأن الأسلحة المضادة للدروع والصواريخ استمرت بالوصول من سوريا بالرغم من التدمير الذي لحق بالطرقات والجسور عند الحدود".
في الخلاصة "لعبت الميركافا دوراً هاماً كرمز لعظمة الجيش الإسرائيلي، لكن تدميرها في القتال له قيمة رمزية هامة لحزب الله. إن الإبداع والابتكار التكتيكي لحزب الله، واتكاله على الصواريخ المضادة للدروع أكثر من الأسلحة التقليدية للمشاة سوف يدعو الجيش الإسرائيلي إلى استبطان الحلول الجدية استباقاً لأي واقعة مستقبلية على الحدود".
الانتقاد/ العدد 1315 ـ 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008