ارشيف من :ترجمات ودراسات

العالم لم يعد يقبل بنا

العالم لم يعد يقبل بنا

"عوفر شيلح"/ مقالات مترجمة/ "معاريف" 31/03/2010
 
"قال وزير الدفاع ايهود باراك، امام عدد من المراسلين العسكريين عشية العيد (عيد الفصح)، ان "العالم ببساطة لم يعد يرضى انه بعد 42 عاما على حرب الايام الستة (1967)، ان نواصل السيطرة على شعب اخر، ولزمن اخر غير محدد". وقد تكون هذه الجملة تثير حفيظة البعض، لكن بعضنا يرددها بالفعل عن غضب او عن امل، لكننا لا نحاول فهم مضمونها.
ان العالم، الذي نتاجر معه ولدينا معه علاقات ثقافية واكاديمية ورياضية، بل وايضا استخبارية وامن، غير مستعد ان يقبل المسألة. وانا ادرك جيدا ان هذا الكلام يثير حفيظة البعض، الا ان هذه الجملة قالها سياسيون ومواطنون بيض في جنوب افريقيا، في العقود التي سبقت سقوط نظام التفريق العنصري، وأعيد واكرر ان المقارنة قد تكون ظالمة، لان اسرائيل لا تظلم (الفلسطينيين) مثلما كانت تظلم جنوب افريقيا (السود).
في جنوب افريقيا كان هناك اناس لا يقلون فهما وذكاءا وايمانا بقضيتهم عنا، لكن العالم لم يعد يرضى، وهذا لم يكن تحذيرا فارغا بلا مضمون، بل كان واقعا ملموسا.. فالعالم اوقف علاقاته مع هذا البلد في كثير من المسائل بعد ان كانت قائمة طوال سنوات، وفي النهاية سقط نظام الابرتهايد.
هذا بالضبط ما ينتظرنا، رغم اننا الى الان، لم نتلمس واقع المقاطعة كما كانت عليه في جنوب افريقيا، لم نلمس الى الان انه يتعين على فنان اسرائيلي ان يتنكر لجنسيته كي يعرض فنه في العالم، ولم نلمس بعد كي تكون المقاطعة الاكاديمية، التي لن تكون متأتية من كراهية اسرائيل بل لانها امرا عاديا وتتعلق باسرائيل تحديدا، كما لم نتلمس ان رجل اعمال اسرائيلي يجد صعوبة في التجارة حول العالم، وان كل فعل تقوم به اسرائيل او جيشها، مهما كان مبررا، سيعتبر عملا غير شرعي.
في داخلنا نشعر باننا محقون وجيدون، ومن هنا نرى انه رغم كل ما يجري سيعود الجميع ليرانا جميلون، ونحن نعتقد وما زلنا باننا معقل امامي للغرب في قلب الاسلام المعادي، ونحن نموذج صالح لا يمكن للدول الغربية ان تتجاهلنا، لكن في نفس الوقت، هذا الواقع كان قائما بالنسبة لجنوب افريقيا، لكن في مرحلة محددة، قرر العالم تغيير موقفه منها.
(على اي حال) قال باراك جملته، لكن من ناحية عملية، فانه وحزبه، حزب العمل، مسؤولان اكثر من الجميع عن انهيار ما يسمى باليسار، الحركة التي آمنت بوجوب القيام بكل شيء لتغيير الوضع من اساسه..".
(*) محلل رئيسي في الصحيفة
2010-03-31