ارشيف من :أخبار اليوم

الدول العظمى الست تتفق على خطة جديدة للعقوبات على إيران

الدول العظمى الست تتفق على خطة جديدة للعقوبات على إيران

مقالات مترجمة ـ "هآرتس" / "عاموس هرئيل" 

"اتفقت الدول العظمى الست من بينهم الصين على البدء بإعداد مسودة قرار لمجلس الأمن الدولي، يتضمن جولة جديدة من العقوبات على إيران، بهدف وقف برنامجها النووي. ويبدو أن الصين في هذا الموقف استجابت لجهود الإقناع المكثفة التي بذلتها الولايات المتحدة الأمريكية المتواصلة منذ شهرين. وبحسب المتحدث باسم البيت الأبيض فإن الإدارة الأمريكية تعتقد الآن، بأنها تستطيع العمل مع الصينيين من اجل التقدم وممارسة ضغط فعال على إيران.

هذا وقد أفادت وكالة "رويترز" من لندن أن الاتفاق أنجز في المحادثة الهاتفية بين مندوبي الصين ومندوبي الدول العظمى الأخرى، الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، بريطانيا، ألمانيا، فرنسا. وإستندت الوكالة في تقريرها إلى مصدر مطلع، على صلة بالاتصالات. وقد وصف المصدر الموافقة الصينية بأنه انتصار كبير للولايات المتحدة الأمريكية لكن في الخبر قيل أن الصين حتى الآن تصر على أن تكون العقوبات مرنة نسبيا.

تقرير رسمي جديد لـ"CIA"، حدد بأن إيران تتقدم نحو السلاح النووي (وهذا تراجع عن تقرير الاستخبارات الأمريكية الصادر في العام 2007 الذي قالت فيه أنه لا يوجد إثباتات بأنه تم اسئناف العمل من اجل الحصول على سلاح نووي عسكري بعد توقف العمل في الـ2003 . بينما في بداية الأسبوع نشر أن الوكالة الدولية للطاقة النووية تشتبه بأن إيران أقامت سرا منشأتين من أجل تخصيب اليورانيوم. 

إن الانطباع السائد من كل هذه التقارير ومن المحادثات التي أجريت مع كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين في إسرائيل ، فإن المجتمع الدولي قبل متأخرا بالرؤية الإسرائيلية كاملة. إذ لا يوجد خلاف على الأقل في الغرب على أن إيران تسعى لامتلك السلاح النووي، وهي الآن في مرحلة متقدمة نسبيا في برنامجها وأن كل الخطوات التي اتخذت حتى الآن لم تنجح في حرفها عن أهدافها النووية. 

لكن من الناحية الفعلية يبدو أنه لا يوجد لإسرائيل سبب للفرح، فالموافقة التي تبدو الآن كانجاز لإدارة أوباما ، فثمن التفاهم مع الصين سيكون عبارة عن عقوبات مرنة نسبيا، وهنا من الصعب معرفة حجم تأثيرها على النظام الإيراني.

أما مسألة الجدول الزمني لتنفيذ هذه العقوبات بقيت مفتوحة. أملوا بداية في إسرائيل بناءا على المحادثات التي أجروها مع الإدارة الأمريكية، أن يعلن عن العقوبات في بداية هذا العام. ويبدو الآن  منطقيا، رغم كلام أوباما الحاد أنه لن تقر العقوبات في مجلس الأمن الدولي قبل حزيران/ يونيو ـ وأيضا حينها ـ "فإن نجاح الخطوة مرتبط بعقوبات مكملة ستفرضها الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية على انفراد. 

لكن السؤال الأساسي هو، كم هي المسافة التي مستعدة الدول العظمى أن تذهب إليها، من أجل وقف البرنامج النووي الإيراني. إذا كان تقرير الـ"CIA" يشير الى شيء ما، فإنه ليس بالضرورة يشير الى الصرامة الأمريكية. إن التصريحات المصاغة بلغة عامة ، وعدم إخفائهم بشكل معلن التقرير في الـ2007 ، يدركون في القدس خلف الكواليس وفي واشنطن أيضا وفي عواصم أوروبية أنه يجري الآن نقاش على اليوم التالي: كيف يستعدون للتعامل مع إيران نووية.

وخلافا للتصريحات العلنية الصادرة من إسرائيل، التي تقلل من حجم أزمة العلاقات مع الإدارة الأمريكية، فإن الأزمة مع إدارة أوباما سيكون لها تأثير سلبي على هذه المسألة. وفي ظل غياب قناة اتصال أمينة مع الإدارة الأمريكية، فمن الصعب تنسيق الخطوات.  لقد سجل أوباما في الشهر الماضي نجاحات، ليس فقط في تمرير قانون التأمين الصحي، بل إنه أظهر موقفا متشددا  دفع ثمنه حتى الآن في المفاوضات مع روسيا على اتفاق بخصوص تقليص الرؤوس النووية، وفي الإعلان عن بيع سلاح الى تايوان. بقي أن نرى في المرة القادمة إذا اتخذ موقفا متشددا مقابل إيران أو تحديدا مقابل إسرائيل. في المدى البعيد جدا، من الممكن أن تدفع الأزمة المتواصلة مع الإدارة الأمريكية، حكومة نتنياهو تحديدا إلى القيام بخطوات خطرة اتجاه طهران، رغم أن هجوما ناجحا ضد المنشآت النووية الإيرانية من دون تنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية  يبدو هدفا من الصعب جدا تحقيقه.  ". 

2010-04-01