ارشيف من :ترجمات ودراسات
صحيفة الثورة: الانسحاب أم المواجهة!
منذ زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل لم يتوقف اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة عن التحرك باتجاه أعضاء الكونغرس الأميركي ومحاولة تعبئتهم لممارسة الضغوط على إدارة أوباما، وقد نجحت إيباك مؤخراً في انتزاع توقيع ثلاثة أرباع أعضاء مجلس النواب الأميركي على خطاب يدعو البيت الأبيض إلى تعزيز العلاقة مع إسرائيل والكف عن توجيه الانتقادات إلى حكومة بنيامين نتنياهو.
سعي إيباك لممارسة الضغط على الإدارة الأميركية ليس جديداً، ذلك أنها كمنظمة صهيونية لعبت هذا الدور تاريخياً مع الإدارات السابقة، غير أن الجديد في الأمر هو التقاطها الانقسام الحاصل داخل الإدارة الحالية ومحاولة اللعب عليه.
الانقسام داخل إدارة أوباما بات واقعاً وبدا أكثر وضوحاً بعد تصريح الجنرال ديفيد بترايوس من أن إسرائيل باتت تضر بالمصالح الأميركية في الشرق الأوسط ، وبعد أن أوحى أوباما نفسه بذلك صراحة خلال لقائه الأخير مع نتنياهو في واشنطن .
مما لاشك فيه أن هذا الانقسام يضعف إدارة أوباما التي لم يكن ينقصها ما يدلل على ضعفها خصوصاً بعد تراجعها عن مطلب وقف الاستيطان، وبعد طرحها المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية غير المباشرة الغامضة والمبهمة، ذلك أن أحداً في واشنطن لم يوضح فيما إذا كانت المفاوضات خطة تنطوي على رؤية جديدةأم إنها خطوة على طريق استكمال خطة خارطة الطريق التي ولدت ميتة!!.
وعليه... فإن الإدارة الأميركية لا تملك اليوم سوى خيار التصميم على حماية مصالحها والإصرار على إحراز تقدم في عملية السلام عبر استخدامها كل أوراق الضغط السياسي والاقتصادي والعسكري على إسرائيل، وبالتالي الدخول في مواجهة حقيقية مع فريق نتنياهو، أو الانسحاب والاعتراف بالضعف أمام حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة أتى بها مجتمع إسرائيلي متطرف يرفض السلام ولا يؤمن به.
والسؤال هنا: إذا كانت خيارات إسرائيل واضحة وهي تجمع على رفض السلام، وإذا كانت خيارات واشنطن محصورة في الانسحاب أو المواجهة مع الحكومة الإسرائيلية، فما خياراتنا كعرب، ولماذا يتعمد ويجاهر البعض منا بالتآمر على المقاومة ولا يكتفي بإسقاط خيارها؟!.