ارشيف من :خاص
نتائج حرب تموز/ يوليو 2006 هيئت الأرضية لبلورة معادلة إقليمية رادعة
كتب المحرر العبري
في مراحل سابقة كان العدو يركز حديثه حول قدرة وشجاعة حزب الله على استهداف العمق الإسرائيلي بغض النظر عما قد يترتب على ذلك من خسائر بشرية ومادية، لأن مجرد استهداف الجبهة الداخلية للعدو كان كافيا، في حينه، لارباكها وتكوين رأي عام ضاغط على صانع القرار الاسرائيلي... وهو ما مكنه (أي حزب الله) فرض معادلة ردع متبادل سمحت باستمرار المقاومة في تسعينات القرن الماضي، واوجدت ارضية لتحقيق نصر تاريخي تمثل باندحار جيش العدو من اغلب الاراضي اللبنانية المحتلة.
في المقابل نجد في المرحلة الحالية ان إعلام العدو وقادته بدأوا يتحدثون عن قدرات تدميرية غير مسبوقة لصواريخ حزب الله انتجت ردع متبادل، حتى في مقابل تفعيل جيش العدو لكامل قدراته التدميرية. الأمر الذي انتج واقعا لم يكن الإسرائيلي ليتحمله حتى في احلامه. وخطورة بالنسبة للعدو ان صواريخ حزب الله تتمتع بخاصية الدقة في الاصابة إلى جانب القدرات التدميرية والمديات الطويلة، وهو ما حولها إلى سلاح استراتيجي بكل ما لهذه الكلمة من معان عسكرية.
والملفت ان بعض التقارير الاعلامية الإسرائيلية لم تعد تجد حراجة في الاعتراف بأن حجم القوة التدميرية التي تراكمت لدى حزب الله انتجت توازن ردع متبادل حقيقي.
انطلاقا مما قيل ويقال بأن مفاعيل الحرب ونتائجها تصبح اكثر وضوحا بعد مضي فترة من الزمن، تكفي الاشارة إلى ما اصبحت عليه قدرات حزب الله (على الاقل المقدار الذي اصبح واضحا حتى الآن للرأي العام الاسرائيلي واللبناني).. والى الوضع السياسي الداخلي الحالي في لبنان قياسا لما كان عليه خلال السنوات الخمس الماضية، لاصدار حكم نهائي ومباشر على نتائج الحرب التي شنها العدو في العام 2006، والتي تؤكد على ان جيش العدو مني بهزيمة حقيقية تركت اثارها السياسية والعسكرية على المراحل التي تلتها. ومن الجدير الاشارة إلى انه طوال السنوات التي تلت تلك الحرب كان العدو يحذر مرارا من ان حزب الله يراكم قدراته الصاروخية والقتالية من دون ان يملك الشجاعة على المبادرة إلى أي عمل عسكري يحول دون مواصلة هذا المسار، مع ما ينطوي على ذلك من اقرار بالعجز والردع المتبادل. وحول ذلك اشار المعلق العسكري في القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي، "الون بن دايفيد"، بالقول ان "الجيش اعطى المستوى السياسي الاسرائيلي الوقت لاتخاذ قرارات استراتيجية حيال الشمال من دون ضغوط او تهديدات لكن الزعامة السياسية الاسرائيلية ضيعت هذه الفرصة". وعليه اصبح بالامكان القول ان نتائج حرب تموز/ يوليو 2006، انتجت الارضية والاجواء التي سمحت لحزب الله ببناء قدرات عسكرية عززت من موقعه في المعادلة الاقليمية.