ارشيف من :خاص
خضع لتدريبات إسرائيلية واجتمع بـ" الموساد" في كريات شمونة
كتب علي الموسوي
طلب قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا عقوبة الإعدام للعملاء الثلاثة الموقوف موسى علي موسى ( والدته لطيفة مواليد الخيام في العام 1959)،والفارين من وجه العدالة علي محمّد سويد ( والدته فايزة مواليد الخيام عام 1967) وأحمد حسين عبد الله (والدته فايزة مواليد الخيام عام 1962) لتعاملهم مع مخابرات العدوّ الإسرائيلي.
وورد في متن القرار الاتهامي اعترافات مفصّلة ادلى بها العميل موسى أكد فيها أنه خضع في العام 1977 لدورة عسكرية لدى جيش العدو الإسرائيلي داخل فلسطين المحتلّة استمرّت خمسة وعشرين يوماً، وخلال فترة الاحتلال تعامل مع المحرّكين الأمنيين في جهاز ميليشيا العميل أنطوان لحد العميلين علي محمّد سويد وأحمد حسين عبد الله، ونقلاه إلى شمال فلسطين المحتلة حيث جمعاه بضبّاط المخابرات وبينهم " عامي" المسؤول المباشر عنه، وطلبوا منه العمل معهم مقابل إغراءات مالية فلم يرفض، وربط بالعميل أحمد عبد الله الذي نقده مبلغ خمسمائة دولار أميركي لتشجيعه.
واستهلّ موسى مشواره بإيصال مغلّف أسمر اللون إلى أحد الأشخاص القاطنين في شارع الحمراء في بيروت، وأدخل مرّات عديدة إلى مستوطنة "كريات شمونة" حيث كان يحلّ ضيفاً في أحد فنادقها، فيستعيد مع " الموساد" ما جرى تقديمه، والمخطّط المنوي تنفيذه، وأخضع مثل بقيّة العملاء والجواسيس، لآلة كشف الكذب التي لم تخيّب آمال الإسرائيليين به، فنال نتيجة "صادق" في تعاونه، رفعت من منسوب اهتمامهم به، وبقي في زياراته الدورية لهذه المستعمرة ولقاءاته بالإسرائيليين لغاية العام 1999.
ومع انتهاء الاحتلال سُلّم في العام 2002، شريحة هاتف إسرائيلية "أورانج"، وأتبعت بعد عامين بشريحة أخرى، بالإضافة إلى تواصله معه بهواتف لبنانية متداولة في السوق المحلي بشكل طبيعي، وطلب منه معرفة مراكز حزب الله في الخيام وعناصره والسيّارات التي يستعملونها وتحديد أوصافها وأرقامها وأنواعها وأماكن اجتماعاتهم وتحرّكاتهم لكي يبنى على الشيء الاستخباراتي مقتضاه الإرهابي.
وحدّدت الساعة العاشرة من صباح كلّ يوم أربعاء فترة للتواصل الهاتفي المباشر بين موسى والإسرائيليين لتلقّي الأوامر وتنفيذها، وذلك على الرقم 046951001.
ونفّذ موسى الأوامر الإسرائيلية بحذافيرها، وقدّم لائحة مفصّلة بأسماء مسؤولي الحزب المعروفين... وأنواع سيّاراتهم ومجال عمل كلّ واحد منهم وأماكن سكنهم...
وكان يتقاضى موسى الأموال عن طريق " البريد الميت" الذي وصل إليه بعد اتصال هاتفي من ضابطه الإسرائيلي أعطاه التعليمات والإرشادات التي توصله إليه، فشقّ موسى طريقه من الخيام المتاخمة للحدود مع فلسطين المحتلة، إلى بلدة جورة البلوط الواقعة في قضاء المتن الشمالي قاطعاً مسالك متعدّدة حتّى استقرّ به المطاف في واد يربط بين عدد من البلدات المتنية، وتوقّف أمام أربع شجرات صنوبر كبيرة وضعت بالقرب منها صخرة دقّ عليها مسمار مع سهم أحمر اللون، ونشط في حفر حفرة الكنز لينتشل بعد جهد جاهد جثّة أتعابه البالغة ثلاثة آلاف وخمسمائة دولار أميركي.
وفي المرّة الثانية، قصد موسى بلدة " بيت شباب" المتنية أيضاً، ونزل إلى أحد وديانها مسترشداً بما أفاده به ضابطه، فتوقّف أمام كوع قوي نبتت بالقرب منه شجرة كبيرة وضعت أمامها صخرة تحمل سهماً، فحفر التراب وانتشل أتعابه التي بلغت ثلاثة آلاف دولار أميركي.
وخلال حرب تموز/ يوليو 2006، وأثناء اشتداد القصف على بلدة الخيام، اتصل الضابط الإسرائيلي بالعميل موسى طالباً منه مساعدته بمعلومات عن أماكن قصف مسقط رأسه ففعل، ونتيجة لمعلوماته، تمّ قصف منزل، ولم يكن يوجد أحد بداخله، فاقتصرت الأضرار على الماديات.
وراقب الحدود اللبنانية السورية عند نقطة المصنع ورصد دخول شاحنات النقل الخارجي القادمة منها باتجاه الجنوب ظناً منه أنّها تحمل أسلحة للمقاومة. كما أنّه مشّط مراكز حزبية في بلدات دبين، وبلاط، وحلتا، وكفرشوبا، وشبعا، والماري، والمجيدية، متخذاً لعمله غطاء تجارة المواشي لئلا يشكّ أحد به إلى أن وقع في قبضة "فرع المعلومات" في قوى الأمن الداخلي فأوقف وأودع السجن.