ارشيف من :أخبار لبنانية

أخطاء حرب لبنان الثانية كررت نفسها في حرب غزة

أخطاء حرب لبنان الثانية كررت نفسها في حرب غزة
شموئيل جوردون(*)
"ترميم الجيش الإسرائيلي.. والنجاح في عملية الرصاص المسكوب، هما العنوانان اللذين الذي ارتبط بهم خطأ رئيس الأركان المغادر، لكن عندما تتم دراسة هذاين الموضوعين يتبين أنه ليس كما قيل إن بيان وزير الدفاع الإسرائيلي الذي قال فيه بان ولاية رئيس الأركان ستنتهي بموعدها ، بمعنى في نهاية السنوات الأربع ، أثارت ضجة كبيرة. وكانت مبررات أحد الذين خرجوا ضد بيان وزير الدفاع هو أن رئيس الأركان قام بعمل ممتاز، بشأن ترميم الجيش الإسرائيلي وإدارة عملية الرصاص المسكوب. لكن هذا الادعاء لا يساوي الورقة التي كتبت عليها بأحرف الحاسوب أو ثمن رسالة SMS. 
إذا كان هذا الإطراء صحيحا، فإن رئيس الأركان ليس هو المسؤول عنها، بل وزير الدفاع المسؤول عن كل المؤسسة العسكرية والمسؤول عن تحصيل ميزانية مناسبة للإجابة على التحديات والمسؤول أيضا عن النتيجة النهائية.
لكن التضليل الذي يوجه الرأي العام منذ عملية الرصاص المسكوب يفهمنا نحن مواطني هذه الدولة أن الجيش الإسرائيلي أغلق كل الفجوات التي أفرزتها حرب لبنان الثانية، وأن الجيش الإسرائيلي أظهر قدرة عسكرية أكثر تطورا عن تلك التي أظهرها في حرب لبنان الثانية. لكن هذا التقدير لا يستند إلى أساس. 
إن المعركة في غزة كررت تماما خصائص ومميزات حرب لبنان الثانية وإن كلا الحربين بدأت بهجوم جوي مكثف صدم الخصوم ودفع العالم المتحضر للمطالبة بوقف إطلاق النار وفق الشروط التي وضعتها إسرائيل. 
في كلا الحربين تجاهل المستوى السياسي الانجازات الأولى، ولم ينهي العملية العسكرية ، وأدخل الجيش البري في مناطق لم يكن فيها أي جدوى من الدخول إليها. وفي كلا الحربين خطى الجيش الإسرائيلي عدة كيلومترات في مناطق العدو وعلق في مكانه. في كلا الحربين أيضا بدأت المراوحة في المكان من دون أي فعالية. حتى نهاية الحربين كانت متشابهة: في كلا الحربين تم وقف القتال بتسوية أحادية الجانب من جانب الخصوم –حزب الله وحماس ـ ولم يوقعا عليهما حتى اليوم. 
لكن في حرب لبنان الثانية دخلت قوة من الامم المتحدة وملأت الفراغ الذي نشأ في جنوب لبنان، والهدوء حوفظ عليه في الحدود الشمالية حتى اليوم . في مقابل ذلك تطلق من قطاع غزة الصواريخ وقذائف الهاون وتوضع العبوات على السياج الحدودي وتنفذ محاولات للمس بجنود الجيش الإسرائيلي وكأنه لا يوجد وقف اطلاق نار مطلقا.
إذا كان هذا هو الحال، فإذا ما الذي رمم في الجيش الإسرائيلي؟. في قدرة التخطيط العملياتي؟ في القدرة الهجومية؟ في قدرة الحسم؟ لا وألف لا. نعم قدرتين فقط تحسنت جدا : الاولى أداء الجبهة الداخلية وكامل منظوماتها. والثانية تزويد القوات الموجودة على بعد 2 أو 3 كلم عن الحدود بالماء والطعام. إذا أين هو التطوير الجدي في الجيش الإسرائيلي؟؟ 
إن كل المعركة في غزة بكل أخطائها وإخفاقاتها، أداروها كل من وزير الدفاع ورئيس الأركان الموجودين الآن في عين العاصفة. من الممنوع علينا نحن المواطنين أن نسمح لجهات ذات مصالح أن تستغبي عقولنا وتحويل الفشل في غزة الى نجاح مدوي.
في نهاية تقدير وضع قصير هناك احتمالية عالية أن ينهي رئيس الاركان ولايته التي حددت عند تعيينه باحترام كبير وربما قد يجلس على كرسيه العالي وزير دفاع آخر، الآن الحظ لصالحه.
شموئيل جوردون . دكتور في الابحاث الاستراتيجية والعلاقات الدولية وعقيد سابق في سلاح الجو".
(*) عقيد سابق في سلاح الجو
المصدر: "يديعوت أحرونوت"
2010-04-08