ارشيف من :أخبار لبنانية

جنبلاط يحذر في حديث لـ "الوطن" السعودية من تسريبات الصحافة بخصوص المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري

جنبلاط يحذر في حديث لـ "الوطن" السعودية من تسريبات الصحافة بخصوص المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري
استبعد رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط في حديث لصحيفة "الوطن" السعودية تورط عناصر من "حزب الله"، في عملية اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، محذرا من التسريبات التي تنشرها الصحافة بخصوص شهادات البعض، لدى المحكمة الدولية الخاصة بعملية اغتيال الحريري.

وأشار جنبلاط إلى أن زيارته لسوريا تمت بتنسيق كامل مع "الأصدقاء في السعودية"، وبعلم مباشر الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، معتبرا أنها تأتي في سياق المصالحة العربية التي ابتدأها الملك عبد الله، متمنيا أن تتوج بتقارب سوري مصري، وبمصالحة فلسطينية داخلية.

وأشار الى أن زيارته لسوريا كانت بداية مقنعة ومريحة وجيدة، لافتا الى أن الرئيس السوري بشار الأسد قرر اقفال ملف الماضي وفتح المستقبل بعلاقات إيجابية وجدية مع لبنان، وقال له انه تعلم كثيرا من دروس الماضي.

ولفت جنبلاط الى أن العلاقات مع سوريا في النهاية وليدة التاريخ والجغرافيا، وتوّجت بشكل واضح بميثاق "الطائف" الذي رعته آنذاك السعودية تتويجا للتضحيات السورية اللبنانية المشتركة، ويبقى على اللبنانيين أن يضعوا الأطر المناسبة، لنرى أين هي المصلحة اللبنانية سياسيا واقتصاديا، والمصلحة السورية كذلك.

وعن زيارة وزير النقل والاشغال العامة غازي العريضي الى سوريا أشار جنبلاط الى ان العريضي بحث العلاقات السياسية، وأعاد التواصل مع اللواء محمد ناصيف، الذي عينه الرئيس الأسد ليكون صلة الوصل مع جنبلاط ومع "الحزب التقدمي الاشتراكي".

وعن انتقاد رئيس الهيئة التنفذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع زيارة المسؤولين اللبنانيين لسوريا بـ"المفرق"، ومطالبته بعلاقات من حكومة إلى حكومة اعتبر جنبلاط ان لجعجع رأيه الشخصي وهو له رأيه وحيثيته الشخصية، معتبرا أنه لا يمكن في النهاية أن تعود ثقة معينة بينه وبين سوريا إلا من خلال طي ملف الماضي الشخصي والسياسي.

اما في ما يتعلق بسلاح المقاومة فأعتبر أن المقاومة عامل حماية ليس فقط للبنان، بل للبنان والعالمين العربي والإسلامي، مشيرا الى ان موضوع سلاح المقاومة يبحث بشكل هادئ في الإستراتيجية الدفاعية، وهذا معناه أنه في الوقت المناسب اللبناني والإقليمي، ووفق قرار "حزب الله" يجري الاستيعاب التدريجي للمنظومة العسكرية للحزب، معتبرا انه الى أن يأتي هذا الوقت المناسب، على اللبنانيين الاستفادة من القدرات العسكرية للمقاومة في الدفاع عن لبنان، وصولا إلى تحرير مزارع شبعا، ولافتا الى انه في نفس الوقت عندما يكون الأفق المسدود في فلسطين، والتهويد المستمر في القدس، والقرارات الأخيرة بتجريد عشرات آلاف الفلسطينيين من هوياتهم وطردهم من الضفة الغربية، يجب الاستفادة من هذه الورقة السياسية والعسكرية بدلا من التشهير بها.

وعن كيفية الاستفادة من ورقة المقاومة وهي موضوع انقسام لبناني داخلي، وحتى عربي اعتبر انه بين اللبنانيين أنفسهم، كانت ورقة انقسام في أوج الانقسام اللبناني، وستبقى على ما يبدو، لكن المهم هو العالم العربي، لافتا الى ان هنالك خلاف عربي إيراني، وهنا تأتي أهمية تذليل هذه الخلافات، وأن تكون هنالك طاولة حوار بين العرب والإيرانيين حول حدود مصالح الجانبين كي لا تتعارض.

وأكد جنبلاط ان ايران لا تشكل أي مصدر قلق بالنسبة له، وعن علاقته الحالية مع الايرانيين لفت الى انه ليست هنالك من علاقة مع إيران، لا سلبية ولا إيجابية مشيرا الى انه إذا ما وجهت له دعوة لزيارة طهران سيستشير الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وعن رؤيته للاستراتجية الدفاعية، أشار الى انه سبق وتقدم بمشروع للإستراتيجية الدفاعية ينص على استيعاب سلاح "حزب الله" في يوم ما، لافتا الى ان القرار لا يعود إلى اللبنانيين فقط، وإنما يعود كذلك للحزب بظروفه الأمنية والسياسية والإقليمية.

واعتبر جنبلاط أن هنالك شوائب عديدة في الاتفاقية الامنية بين الحكومة اللبنانية وحكومة الولايات المتحدة الاميركية، مشيرا الى أنه لا يمكن القبول بالتدخل التفصيلي في شأن سيادي لبناني، سواء من أمريكا أو غيرها،" خاصة أنه في بعض البنود يريدون صورا من الهويات وجوازات السفر، ولا أدري لماذا خصوصا أنها قد تقع في أيدي الإسرائيليين، وربما لاحقا تأتينا فرق المستعربة والقتلة الإسرائيليين بجوازات سفر لبنانية وتقوم بعمليات اغتيال".

وعن علاقته مع الولايات المتحدة الاميركية، لفت الى أنه على المستوى الشخصي مع بعض المسؤولين الأمريكيين، لا بأس بها لكنه اعتبر أن اميركا وصلت في النهاية إلى الأفق المسدود بعد خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما في القاهرة.
2010-04-14