ارشيف من :أخبار اليوم
المقتطف العبري ليوم الجمعة: العدو يعترف بانه غير قادر على حزب الله ودفع ثمن المواجهة معه
أخبار ومقالات من صحافة العدو ـ ترجمات خاصة
المسألة مع حزب الله مسألة اثمان لا تريدها "اسرائيل"
المصدر: "معاريف" – عوفر شيلح
"إلى أي حد كان الجيش الإسرائيلي قريب من مهاجمة القافلة التي نقلت صواريخ سكود من سوريا إلى لبنان؟
إذا أردنا أن نحكم على كلام ضابط رفيع تحدث مؤخرا ، فإنه كان قريب جدا. حددت إسرائيل في السنوات الأخيرة سياسة تقول أن السلاح المنقول إلى المنظمات الإرهابية هو هدف مشروع، حتى لو كان على أرض دولة أخرى. وبناء عليه بحسب تقارير أجنبية كانت هجمة سلاح الجو الإسرائيلي في السودان ، أحد إجراءاته في حربه ضد مسارات التهريب إلى قطاع غزة، والتي خلافا لغيرها حظيت بإعلان وتغطية إعلامية واسعة.
المسألة لم تعد مسألة شرعية، بل فقط هي مسألة ثمن ورد. لقد تحولت سوريا الضعيفة والمتراجعة في السنوات الأخيرة إلى قاعة العاب، يسمح الجميع لأنفسهم بأمور لم تخطر على بالهم في السابق: مهاجمة منشآت مشبوهة بنشاط نووي، تصفية لإرهابيين ، بل وحتى جنرال في الجيش السوري، ملاحقة ساخنة لقوات أمريكية لمتمردين هربوا من العراق. والسوريون لم يردوا حتى الآن على أي واحدة من هذه العمليات.
حقيقة صواريخ السكود التي نقلت إلى لبنان يمكن تفسيرها بأمرين: إما أن هناك أحد في إسرائيل يفترض بان هناك وجوب لضبط النفس حيال سوريا وإما إنه وصلنا (الإسرائيليون) إلى قناعة بأن صواريخ السكود ليست سلاح كاسر للتوازن. إن الفرضية في المؤسسة الأمنية هي أن كل ما يمكن نقله من سوريا سينقل في نهاية المطاف أيضا إلى لبنان. وكما يكررون في الجيش فإن في المخازن السورية هناك بالفعل أشياء الاحتفاظ بها أمر مشروع لدولة ذات سيادة، لكن ليس مشروعة لمنظمة مثل حزب الله. إن صواريخ السكود على ما يبدو لا تعتبر أنها غير مشروعة. إن الخبر الذي ورد في الصحف العربية وشبه الإقرار به من قبل مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي، يمكن أن يفسر على أن تحذير بصيغة:" نحن نعرف ما تقومون به".
من يعتقد بإمكانية حصول مواجهة مع حزب الله على شاكلة المواجهة السابقة هو مخطئ. أيضا في الجانب الاخر إستخلصوا العبر: يحفرون في باطن الأرض، ويدخلون إلى المناطق المبنية، ويزيدون من عددهم وينتشرون في مناطق واسعة. وهذا ما يسمونه في الجيش الإسرائيلي "من العمق إلى العمق": المنطقة الواقعة حتى نهر الليطاني ، مليئة بصواريخ الكاتيوشا القصيرة المدى وما يزال فيها مزيد من المناطق المبنية وقليل من المحميات الطبيعية، لكن الجزء الأكبر من التسلح الثقيل وذو المديات الطويلة والدقة الأكبر موجود شمالي الليطاني...
التقدير لم يتغير: حزب الله لا يريد مواجهة. يمكن أن ينجر حزب الله إليها في حال حصول تصعيد بين إسرائيل وإيران. لكن التاريخ أثبت أكثر من مرة أن من يبدأ المواجهة ليس الجانب الثاني بل تحديدا إسرائيل، وعندما يذهب الجانب الثاني في اتجاه أو يكتشف نية ما لدينا، فانه يقرر ان يتحرك".
ــــــــــــــــــ
سوريا عام 2010 كمصر عام 1973، فهل من يفهم في "اسرائيل"
المصدر: "اسرائيل اليوم" ـ حامي شيلو
"يملك حزب الله الان 44 ألف صاروخ حتى قبل ان يحوز على صواريخ سكود التي أبلغ عنها هذا الاسبوع، وفيها مئات وربما آلاف من الصواريخ التي تستطيع ان تصيب تل أبيب ورمات غان، ونتانيا وريشون ليتسيون. يشعر اسرائيليون كثير اليوم بـ "مقدمة العاصفة"، ويعلمون أن هذه الصواريخ، مثل مسدس "انطون تشيخوف"، ستطلق بيقين من قواعدها حينما يحين الوقت، وهم يدركون ـ لكنهم يكبتون ذلك تماما ، ان اسرائيل بعد هجوم كهذا على لب لبابها، ستكون دولة مختلفة تماما.
لا شك بعد كل ذلك في أنه ستنجم جميع تلك الاسئلة والحيرات التي كان يفترض ان تثور الان قبل أن يكون الأمر متأخرا. فرئيس سورية بشار الاسد يحذرنا منذ أشهر طويلة مما يستقبل، في واقع الأمر وبحديث مباشر صريح. فمن جهة يتحدى الاسد ويمكن بحسب التقارير الصحفية من نقل وسائل "تخل بالتوازن" هي بمنزلة "المحظور" الى حزب الله في لبنان، ومن جهة ثانية يكشف عن حس سخرية تاريخية ويتبنى أحيانا حرفيا تحذيرات رئيس مصر أنور السادات التي تجاهلناها آنذاك.
قد لا يكون عجبا أن صيغت تصريحات الاسد في الرابع والعشرين من آذار 2010 في مقابلة صحفية مع محطة تلفاز "المنار"، كصدى مقلق للغة التي استعملها السادات في صيف 1971 قبل نشوب حرب يوم الغفران بسنتين. "نحن في وضع لا حرب ولا سلام، وهو وضع مؤقت سينتهي إما الى السلام وإما الى الحرب"، قال الأسد في تصريح لم يحظ ولو بعنوان رئيس واحد في اسرائيل. اما السادات فقد أعلن في خطبة خطبها في الثالث والعشرين من تموز 1971 احتفالا بثورة الضباط الاحرار – بعد أقل من يوم من اعلانه "سنة الحسم" في العلاقة باسرائيل – أننا "لن نوافق على وضع لا سلام ولا حرب، لان معنى ذلك ان تحتفظ اسرائيل بالاراضي العربية الى الابد".
ويجب أن نتذكر أن كليهما، الأسد الشاب والسادات، أتى بعد "عظماء الجيل" في سورية ومصر – جمال عبدالناصر في القاهرة وحافظ الاسد في دمشق – وتولى كلاهما الحكم خلافا للتوقعات وبالصدفة فقط، وملنا الى الاستهانة بهما منذ اللحظة الاولى: بالأسد لكونه طبيب عيون، وهاويا سياسيا وبلا قوة حضور، وبالسادات لكونه، بحسب الحكايات، مهرجا قرويا ومدمنا للمخدرات ومحبا للنازيين.
وعندما اقترح كلاهما من جهة التوصل الى اتفاق سلام على أساس انسحاب اسرائيلي الى حدود 1967، رفضناهما باحتقار لاننا فضلنا آنذاك شرم الشيخ بلا سلام على عكس ذلك، ويوجهنا التوجه نفسه نحو هضبة الجولان اليوم. وعندما هدد السادات بالتضحية بمليون جندي، استهان بذلك رئيس الاركان آنذاك دافيد اليعزر، في مطلع 1973 بقوله إن مصر "لا أمل لها في انجاز عسكري ما" اما وزير الخارجية افيغدور ليبرمان فقد تنبأ قبل نحو من شهرين، بأن نتيجة الحرب مع سورية ستكون خسارة حكم عائلة الاسد. وكما قال موظف اسرائيلي رفيع المستوى لوكالة الانباء يو.بي.اي في الرابع من كانون الثاني 1972: "قد تقنع هزيمة أخرى العرب بأنهم لن يستطيعوا املاء شروط علينا".
صحيح ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو صرح عشية الانتخابات عندما أتى ليغرس اشجارا عن أن "هضبة الجولان ستكون اسرائيلية الى الابد، وانها ذخر استراتيجي وانه يجب على اسرائيل الحفاظ عليها لتدافع عن نفسها وعن مواطنيها" – لكنه في الحصيلة العامة يعبر بذلك عن توجه أكثر رفاقه في الائتلاف، وعن تصور أكثر اعضاء الكنيست، وعن الرأي العام الدائم في اسرائيل وعن الاتفاق الوطني الشامل الذي يكاد يبلغ بحسب استطلاعات الرأي الاجماع.
لا ينبغي ان ننسى ان وزير الدفاع ايهود باراك، الذي هو اليوم المؤيد الرئيس حول مائدة الحكومة للتقدم السياسي مع سورية، أحجم في آخر دقيقة في شيبرد ستاون، في كانون الثاني 2000، عندما استجاب حافظ الاسد المريض جميع مطالب اسرائيل حتى في الشؤون الامنية، وحتى في قضايا الماء وقضايا التطبيع. استقر رأي باراك آنذاك على اللعب بالزمن الذي لم يبق للاسد المحتضر – على حسب شهادة مارتن اندك – بسبب استطلاعات للرأي العام تنبأت بمعارضة شعبية كاسحة لوجود السوريين في طبرية. وكل ذلك قبل خيبة كامب ديفيد وخيبة الانسحاب من لبنان وجراح العمليات الانتحارية وخيبة الأمل من الانفصال من غزة، التي أبقت تأييد السلام بلا فرق عسكرية وثورة الاتفاق مع مصر كذكرى غامضة فقط.
وينبغي ألا ننسى انه هضبة الجولان في الثلاث والاربعين سنة التي سيطرنا عليها فيها قد أصبحت من اسرائيل أكثر من اسرائيل نفسها، وقد أصبحت ما يشبه صيغة مثالية من اسرائيل كما نريد أن تكون، بلا فلسطينيين وبلا انتفاضات لكن مع مناظر خلابة وأنبذة شهية وسكان ودودين، مع خيول وتماسيح وتزلج في جبل الشيخ. في هذه الظروف، يسهل الاقتناع بأنه لا يوجد من يتحدث اليه ولا يوجد ما يتحدث فيه ولا داعي لذلك أيضا لان وضعنا – كما قالت غولدا مئير وقادة الجهاز في الاسابيع التي سبقت السادس من تشرين الاول 1973 – لم يكن قط أفضل مما هو اليوم.
ومع ذلك كله، يؤمن وزير "الدفاع" ورئيس الاركان ورئيس أمان بأن الاسد يريد احراز سلام كامل عوض انسحاب كامل، وينسب الثلاثة أهمية استراتيجية عليا لتسوية تبعد خطر الحرب الشاملة، وتدفق اسفينا بين دمشق وطهران، وتضعف حماس حزب الله، وتقوي المعتدلين في العالم العربي. بل ربما تنهي حالة الطريق المسدود مع الفلسطينيين.
ولربما يجب أن نذكر السائس القلق، مع جميع التغييرات الواجبة، بـ 64 في المائة من الجمهور عارضوا الانسحاب من سيناء عشية الاتفاق مع مصر، قياسا بـ 68 في المائة أيدوا ذلك بعد التوقيع من الفور.
عشية يوم الذكرى، لا يعفى أحد من محاسبة النفس حتى أولئك الذين سيبقى رأيهم صلبا. لان التسوية المرحلية التي وقع عليها اسحاق رابين في تشرين الثاني 1975 شابهت على نحو عجيب الاتفاق الجزئي الذي اقترحه السادات في شباط 1971، ولم يكن اتفاق سلام مناحيم بيغن في 1979 مختلفا اختلافا جوهريا عن التسوية الشاملة التي اقترحها السادات قبل ذلك بثماني سنين، بيد أنه بين ذلك قتل 2656 جنديا، كثيرا منهم من أبناء جيلي الذين كانوا – ولا يكن عندكم ظل شك – جواهر التاج وواسطة العقد. التاريخ لا يتكرر أبدا في الحقيقة لكنه لا يوجد اليوم شيء يخيف أكثر من امكان أن يكون الأسد مثل السادات قبل على حق في تشخيصه أن "الاسرائيليين لا يفهمون سوى القوة"، أو ان حكمتها، للاسف الشديد تكون متأخرة دائما".
ــــــــــــــــــ
كل البلاد صواريخ.. صواريخ .. صواريخ.. العدو يردع "اسرائيل"
المصدر: "هآرتس" – عاموس هرئيل
لم يبق التقرير الذي أوردته الصحيفة الكويتية هذا الأسبوع، ومفاده أن سوريا زودت منظمة حزب الله بصواريخ سكود باليسيتية، لوقت طويل ضمن اهتمام المشاهد العادي لوسائل الإعلام، اقتحمت قضايا دسمة، من "هوليلند" (فساد اولمرت) وحتى عنات كام (سرقة وثائق من الجيش)، القضيتان اللتان أثارتا فضول واسع لدى الجمهور.
مع أن صحيفة "الرأي العام" كشفت عن تطور إقليمي في المنطقة.
أنهى حزب الله في العام 1996، خلال عملية "عناقيد الغضب"، الجولة القتالية مع إسرائيل، ومخازن صواريخه كانت فارغة تماما. أطلق الحزب تقريبا جميع صواريخ الكاتيوشا التي كانت بحوزته وهي حوالي 800 صاروخ لمدى 25 كيلومتر، واضطر إلى انتظار إعادة التزود من جديد من سوريا وإيران. في العام 2010 امتلك رجال حسن نصر الله أكثر من أربعين ألف صاروخ لمديات مختلفة، تغطي جميع الأراضي الإسرائيلية، وأضيف إليها الآن صواريخ سكود أيضا. لا شك أن نصر الله قطع شوطا طويلا في هذا الاطار.
هل أن التجهز بصواريخ السكود هو بالفعل تقدّم، وان هذا السلاحهو " السلاح الخارق للتوازن" الذي حذرت منه القيادة الأمنية الإسرائيلية في العام الماضي، قبل أن يتم إدخاله إلى لبنان؟. هذا الأمر مرتبط بنوع محدد من السكود، وهو معطى لم يؤت على ذكره في الخبر المنشور. فإذا كانت سوريا قد زودت حزب الله بصاروخ سكود "د"، فان الأمر يتعلق بتهديد من نوع جديد. ليس فقط بسبب مداه البالغ 700 كيلومترا، ووزن رأسه المتفجر (طن من المواد المتفجرة)، بل أيضا بسبب الدقة.
يستطيع صاروخ سكود "د" أن يصيب أهدافا بمستوى دقة تصل إلى مئات الأمتار. الأهمية واضحة، فحزب الله كما سوريا، يمكن أن يطلقا صليات مؤثرة نسبيا على أهداف مركزة، كقيادات، قواعد سلاح الجو والاستخبارات، مواقع البنى التحتية الإستراتيجية، مطار بن غوريون، وهو خطر لم تواجهه إسرائيل في الماضي.
المعادلة الجديدة
في حالة حزب الله وصواريخ السكود. يوجد رد مناسب بسبب حجم الصاروخ الكبير والضخم، فالسكود يخلف ورائه "توقيع" استخباري كبير. فهو ليس كاتيوشا يمكن إخفائه في حقل زيتون وإطلاقه عن بعد. وبذلك توجد فرصة عالية لتحديده من قبل سلاح الجو وإصابته على الأرض، وأيضا منظومة "الحيتس" أثبتت خلال التجارب قدرتها على اعتراض السكود في الجو.
لكن صواريخ السكود التي حصل عليها حزب الله، بعد أن خضع عناصره لتدريبات على تشغيلها في سوريا (بحسب تقرير الصحيفة الكويتية)، هي فقط رأس جبل الجليد. عناصر الاستخبارات، صحفيون، وحتى سياسيين في إسرائيل، حفظوا عن ظهر قلب المعادلة الجديدة. المحور الراديكالي في الشرق الأوسط، بقيادة إيران، تبنى فكرة "المقاومة". إذا كان هدف العدو من عام 1948 وحتى 1973، تدمير دولة إسرائيل، واحتلال أراضيها وطرد مواطنيها، فقد استبدل الهدف العربي بمرور الوقت بالسعي إلى استملاك أراضي محدودة بشكل يحسن التوازن الإقليمي، من دون الحاجة إلى احتلال كل أراضي اسرائيل.
لكن منذ عام 1991 تم زرع بذور التغيرات التالية، التي نضجت في حرب لبنان الثانية عام 2006. أعداء إسرائيل لا يسعون إلى إبادتها أو حتى احتلال ملكية رمزية. فهم يعتمدون على الاستنزاف المتواصل، الذي يجعل قوة إسرائيل تتآكل. وهذا الهدف يحقق بواسطة النار المكثفة على نقاط ضعفها، وهي الجبهة الداخلية المدنية الإسرائيلية.
يتم تنسيق التسلح، من إيران، عبر سوريا، إلى حزب الله وحماس، لتكون جميع أراضي إسرائيل مهددة الآن على كافة جبهاتها، بواسطة التحسين المتواصل لمدى الصواريخ، قدرة القتل ومستوى الدقة. وصحيح أن إيران بعيدة، ويمكن أن تطلق على إسرائيل فقط عدة مئات من صواريخ شهاب ذات الرأس التقليدي، لكن سوية مع شركائها أوجدت تكتل ضخم من المواد الناسفة بأحجام مختلفة.
قدر خبير الصواريخ عوزي روبين، في الفترة الأخيرة، أن الصواريخ الموجهة إلى إسرائيل الآن، هي أكثر من 13 ألف صاروخ، تحمل رؤوسا متفجرة بوزن 1435 طن (وهذا المعطى لا يشمل صواريخ الكاتيوشا التي بحوزة حزب الله). وإيران وحلفاؤها يوجدون توازن مقابل القوة الهجومية لسلاح الجو، وبنوا من خلال ذلك ردعا اتجاه إسرائيل.
الرد الإسرائيلي على تغير التهديد لا يزال يتبلور. وزير "الدفاع" إيهود باراك كان أول من عبر عنه بشكل علني، في حديث لصحيفة "هآرتس" في حزيران عام 2007, بعد وقت قصير على عودته إلى وزارة "الدفاع". تحدث باراك عن الحاجة الضرورية إلى تطوير منظومة اعتراض متعددة الطبقات وكذلك اشتراط إخلاء مناطق إضافية في الضفة الغربية لنشر المنظومات، التي ستمنع إطلاق الصواريخ من المنطقة التي تم إخلاؤها على وسط البلاد. كان في هذا الكلام صبغة سياسية أيضا. فباراك يدرك انه في نظر الجمهور الإسرائيلي، الرد الفلسطيني الوحيد على إخلاء غزة خلال فك الارتباط كان صواريخ إضافية (وحزب الله رد على انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان بخطف جنود وأحيانا بإطلاق الصواريخ).
إلى أي حد تمت ترجمة فطنة باراك في الإجراءات الميدانية؟، الداخل المدني، وبالأخص الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي.. مرت المسألة بعملية مؤثرة من إعادة التنظيم والانتعاش بعد الحرب الأخيرة مع لبنان. لكن هناك فجوة كبيرة بين السياسات المبدئية والصورة المقدمة للمواطن، وبين مستوى الحماية التي ستمنح له فعليا. في النهاية الأمر يتعلق بالخلافات المبدئية والموازنات.
دعوا الجيش ينتصر
خلال المحاضرة التي ألقاها قائد المنطقة الشمالية، غادي آيزنكوت، في معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، عرض مبادئ النظرية العسكرية للمواجهة القادمة. يمكن أن نفهم من بين الأسطر أن آيزنكوت يتوقع من المواطنين أن لا يعيقوا الجيش خلال تحقيق النصر. فإذا مكثوا في الملاجئ وأنصتوا إلى توجيهات الجبهة الداخلية، سيكون عدد المصابين المدنيين محمولا نسبيا. الجيش، في هذا الوقت، سيهتم بمهاجمة العدو ومعالجة مناطق إطلاق الصواريخ، التي يتواجد بعضها في عمق المنطقة، بعيدا عن الحدود الإسرائيلية. وطوال هذا الوقت ستستمر الصواريخ بالتساقط على الداخل. لكن الاسواء في الخطة، انه غير متأكد من وجود حل هجومي ساحق للجيش، الأمر الذي من شأنه ان يحسم مصير المعركة.
الاستنتاج هو: حتى لو أن الجيش يسعى ويأمل بالحسم السريع، قد يحتاج في النهاية إلى أسابيع. طول نفس الجبهة الداخلية مرتبط بإمكانية إيجاد حياة معقولة فيها خلال الحرب, ونظرية الحماية التابعة لقيادة الجبهة الداخلية تستند على مبدأ التحذير المسبق. الرادارات الحديثة يمكن أن تشخص الصاروخ في مرحلة مسبقة، وتحليل مسبق لمساره وإطلاق تحذير سريع لسكان المنطقة التي قد يسقط فيها.
في هذا الوقت، في بعض المناطق الأخرى يستطيع المدنيون المكوث خارج الملاجئ والغرف الآمنة. لكن قدرة الصمود للمواطن مرتبطة بمدى ثقته بالمنظومة. إذا اكتشف أن الصواريخ فاجأته في منزله، من دون صفارة الإنذار المسبقة، فان هذه الثقة ستتآكل. مع ذلك، المطلوب يقظة أساسية لجميع جهات الإنقاذ من هجمات الصواريخ الواسعة والمستمرة. لكن مستوى استعداد الجيش الإسرائيلي أعلى بكثير من وزارة الداخلية أو الدفاع المدني. لكن هناك قاعدة معروفة في الحماية تقول أن من يحدد قوة السلسلة هي الحلقة الضعيفة فيها.
العنصر الثاني في النظرية الإسرائيلية هي أن منظومات الحماية الفعالة، هي اعتراض الصواريخ بواسطة صواريخ. المدنيون، الذين يتعرضون للقصف، غير معنيين بالتفاصيل بشكل عام وبالتفاصيل الصغيرة. ولهذه التفاصيل مدلولان، من جميع المنظومات، فقط الحيتس، المخصص لمواجهة الصواريخ البعيدة المدى، مؤهل تماما للقيام بمهامه. عملية إنتاج الصواريخ من نوع حيتس 2 استكملت ولم تطلب كميات إضافية لأسباب مالية. إنتاج حيتس3 ، المخصص لإعطاء رد محدد على مسارات مرتفعة جدا، لم يصادق عليه في المجلس الوزاري المصغر. اعداد الصواريخ التي بحوزة إسرائيل يمنع نشرها، لكن يمكن الإحساس أن التكلفة العالية للصاروخ لا تسمح بإنتاجه بأعداد تساوي أعداد السكود وشهاب التي بحوزة العدو.
من ناحية أخرى، منظومة "العصا السحرية"، وهي الرد على الصواريخ ذات المدى المتوسط، لا تزال في مرحلة التطوير. منظومة "القبة الفولاذية"، هي الرد على الصواريخ ذات المدى القصير، يتم تطويرها بسرعة استثنائية لكن لم يتخذ قرار بما يتعلق بعدد المنظومات التي ستنتج. إلى الآن تم شراء اثنتين فقط، اللتين ستوضعان في المجال التنفيذ قريبا، ولا يزال الجيش الإسرائيلي يبحث عن موازنة لشراء ست منظومات إضافية، في حين أن المطلوب على ما يبدو حوالي 20 منظومة لحماية الجليل والنقب.
وراء الستار تدار نقاشات مبدئية، هل تستخدم القبة الفولاذية فقط خلال الحرب، أو أيضا في مهمات الأمن الجاري، هل ستحمي أول المنظومات سديروت وعسقلان أم ان مهامها التأكد من مواصلة عمل قواعد سلاح الجو خلال الحرب وعدم جعلها تنهار تحت القصف المركز لحزب الله وحماس.
حاليا، الحكومة مرتبكة ومترددة. في الوقت الذي تنتظر فيه "القبة الحديدية" المصادقة، خصصت مليارات الشواكل لشراء أقنعة واقعية لجميع سكان ولإقامة الجدار الحدودي الجنوبي. تبين أن عدد المتسللين السودانيين يعتبرون اليوم تهديدا امنيا أهم بكثير من صليات الصواريخ من لبنان وغزة. من المثير أن مسألة تمويل حماية النقب لم تحسم، على الرغم من مرور تسع سنوات منذ سقوط أول قذيفة هاون على سديروت.
ما الذي يعرفه الوزراء
الرد المتعدد الطبقات، في الوقت الحالي، هو فكرة أكثر منه واقع. من الصعب توقع صمود متواصل للجبهة الداخلية خلال الحرب، من دون منظومة حماية فعالة. في حالة الحرب، إذا قُصفت إسرائيل في الأيام الأولى بآلاف الصواريخ، سيمارس ضغط جماهيري كبير على الحكومة لإصدار أوامر للجيش وتحقيق حل فوري. لكن على الرغم من أن هيئة الأركان العامة تعرف اليوم أكثر من العام 2006 معنى الأهمية الحاسمة لعامل الزمن، فان تنفيذ الخطط العسكرية التابعة لها (بفرضية أن تتضمن جزء بري) تستلزم وقت. محاولة تنفيذها بشكل غير واقعي قد تؤدي إلى انهيارها والى خسائر كبيرة، أو رد وحشي يؤدي إلى قتل عدد كبير من المدنيين أيضا في الجانب الثاني.
هل يعرف الوزراء الكبار، الذي يتصلون مع الشعب من خلال حفلات عيد الميلاد والمؤتمرات الحزبية، مدى القدرة الموجودة لدى الجمهور على امتصاص الضغوط؟، ان المناعة الوطنية الإسرائيلية مفقودة، حتى لو أن الحروب المحدودة الأخيرة في لبنان وغزة لم تساعد على ظهورها، واقول ذلك، على الرغم من كل الأبحاث التي نشرت في هذا الموضوع. الرسالة التي يتم نشرها من قبل القيادة في إسرائيل إلى الجمهور تقول أن إسرائيل استخرجت العبر من حرب لبنان الثانية 2006، وانه في المرة المقبلة ستحصل الجبهة الداخلية على حل مقنع. أنها الصورة المبالغ فيها بالتفاؤل، وحتى فيها شيء من الاوهام.
في الوقت، الذي تفيد فيه وسائل الإعلام الأجنبية، أن إسرائيل تهدد بمهاجمة قوافل السلاح بين سوريا ولبنان وتستعد لاحتمال شن هجوم على إيران، فان السؤال المتمحور حول مدى استعداد الجبهة الداخلية، يلزم الانتباه العميق من قبل متخذي القرارات. لقد استيقظت إسرائيل متأخرة حيال مسألة معالجة المنظومة التي تتضمن تهديد إطلاق صواريخ منحية المسار. ومن اجل بحث الإجراءات الهجومية بجدية، باستثناء السيناريو الذي لا يكون فيه خيار، عليها قبل كل شيء إيجاد أجوبة مقنعة أكثر لحماية مواطنيها.
ــــــــــــــــــ
هل يعلن أشكنازي عن تقصير ولايته في أعقاب المشكلة مع باراك
المصدر: "معاريف"
"حاول الجميع هذا الأسبوع أن يحافظوا على هدوء جبهة المواجهة بين وزير "الدفاع" إيهود باراك وبين رئيس الأركان غابي أشكنازي، لكن لا تخطأوا فإن أصداء الخطوة الاستعراضية التي قام بها إيهود باراك في الأسبوع الماضي لم تهدأ بعد وأن الصراع على رئاسة الأركان بدأ ، وسيكون على الأكيد رخيصا ومغاير كليا لما حصل السابق.
إن اللواء آفي مزراحي (قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي) الذي أكد رسميا أنه مرشح لمنصب رئيس الأركان، من الممكن أن لا يبقى اللواء الوحيد الذي يضع نفسه على المنصة. فالألوية (الضباط) الآخرون تداولوا هذا الأسبوع فكرة الإعلان عن ترشحهم ، الأمر وكأنه يتعلق بانتخابات تمهيدية. لكن كان الأعقل من بينهم جميعا اللواء موشيه كابلنسكي الذي أخرج نفسه من هذه اللعبة.
إن تبرير الذين تحدثوا عن عرض ترشيحهم ، يشبه الى حد ما تبرير السياسيين الذين لا حظ لهم بالفوز: "أنا أعلم أننا لن أفوز ، لكن يجب أن أضع أسمي، لكي أكون على الخارطة، ربما للمنافسة على مناصب أخرى كنائب رئيس الأركان أو قادة المناطق الشاغرة". هذا ما لم يحصل في السابق، في ال23 سنة الماضية لم يكن هناك أكثر من مرشحين إثنين لرئاسة الأركان، ولم يكونوا بحاجة للإعلان عن شيء: كانوا هناك مسبقا بحكم مناصبهم في نيابة رئيس الأركان والأفضلية على أي مرشح آخر. "لم يفكر أحد أن يضع نفسه على الخارطة"، لكن هذا هو الذي يحصل عندما يحول وزير الدفاع عملية تعيين رئيس الأركان إلى مهزلة مستمرة.
وسوف تستمر. لقد بقي لولاية أشكنازي عشرة أشهر ، والآن حوّل باراك هذه المسألة إلى موضوع علني ليتحقق أمر من أمرين: إما أن يدخل كل المرشحين في رقصة جنون لأكثر من نصف سنة، أو يفقد باراك صبره ويعلن عن مرشحه في فترة قصيرة جدا. لكن ما الذي سيحدث حينها ؟ .
إن ما كان معمول به هو أن رئيس الأركان الجديد يعلن عنه قبل ثلاثة أشهر من نهاية ولاية سلفه، وهي فترة كافية للتحضيرات، وهي أيضا قصيرة لرئيس الأركان الموجود حتى لا يتحول إلى شخص لا حول له ولا قوة. لكن حينها ما الذي سيفعله اشكنازي إذا أعلن باراك عن مرشحه قبل نصف سنة أو أكثر قبل انتهاء ولايته وقبل الانتهاء من جولة التعيينات الواسعة والمهمة التي تنتظره في الجيش الإسرائيلي منذ وقت طويل؟ من سيقرر بشأن رئيس الاستخبارات العسكرية الجديد، ومن سيقرر بشأن قائد المنطقة الجنوبية القادم؟
لا تستغربوا في هذه الحالة إذا قرر رئيس الأركان الحالي أنه قد مل، وأعلن عن تقصير ولايته وإنهائها بعد ثلاثة أشهر من الإعلان عن رئيس الأركان الجديد. هذه هي مشكلة باراك في خطوته المتسرعة التي اقدم عليها بحق قيادة الجيش".
ـــــــــــــ
اولمرت تلقى اموال طائلة كرشى
بدأت قضية تورط الرئيس السابق لحكومة العدو ايهود اولمرت، تتفاعل بشكل سريع جدا، باتجاه محاكمته وادانته، في اعقاب عودته من الخارج، بعد تردد. اذ قررت محكمة في الكيان امس، السماح بنشر تفاصيل حول التحقيقات بحق اولمرت، ومن بينها معطيات تظهر انه تلقى رشى خلال توليه منصب رئيس بلدية القدس في الماضي.
وحسب وسائل الاعلام الاسرائيلية، تلقى اولمرت مبالغ كبيرة جدا كرشى، مقابل تسهيلات لاحد رجال الاعمال لتسهيل اعماله في القدس، مضيفة ان عدد اخر من موظفي البلدية كانوا شركاء في الفساد.
وكانت شرطة العدو قد اعتقلت في الايام الماضية مهندس البلدية الاسبق، الذي يعتبر صديقا لاولمرت، ثم عادت ومددت فترة اعتقاله، وسط احاديث سادت في اليومين الماضيين عن امكان اعتقال اولمرت فور عودته من الخارج، لكنه وصل الى مطار بن غوريون دون اي اجراء لاعتقاله.
وقالت مصادر عليمة بمسار التحقيق في قضية فساد اولمرت، ان الشرطة لم تكن تنوي اعتقال اولمرت فور وصوله الى الكيان الغاصب، لانها تأخذ بعين الاعتبار منصبه السابق، وبالتالي ستؤجل كل اجراءاتها الى ما بعد ذكرى ما يسمى "استقلال اسرائيل".
ورغم ان احد مقربي اولمرت شدد على ان الاخيرتعرض لمحاولة ابتزاز تتعلق بالقضية موضوع الملاحقة القضائية، لكنه لم يحصل على رشى، قال اولمرت في بيان اصدره امس انه "لم تعرض علي رشوة، ولم اتلق رشوة، سواء كان ذلك بصورة مباشرة او غير مباشرة"، مشيرا في بيان بثته قنوات التلفزيون في الكيان امس، انه تعرض لمحاولة اغتيال شخصي من خلال ما يحصل، الامر الذي لم يسبق له مثيل من حيث الحجم والشدة بعد ان جرى الاضرار به وبافراد عائلته، مؤكدا ان كل الشائعات لا اساس لها من الصحة.
ـــــــــ
محاكاة لسقوط عشرات القتلى في الكيان الغاصب والمستوطنون يتململون
كشفت الاذاعة الصهيونية صباح اليوم، الجمعة، ان أجهزة الامن في الكيان نفذت امس أكبر مناورة داخلية من نوعها، شملت مناطق تل ابيب ومحيطها، والقدس المحتلة ومحطيها، وعدد كبير من المدن الكبرى في الكيان الصهيوني مشيرة الى ان "المناورة كانت مشتركة بين الشرطة الاسرائيلية والدفاع المدني والجيش، اضافة الى قوات الاطفاء ونجمة داوود الحمراء، وحملت امس "ملائكة السماء"، حاكت سيناريو وقوع عمليات خطف رهائن ووقوع العشرات من الاصابات.
وقامت الشرطة الصهيونية باغلاق عدد من الطرق الرئيسية في المستعمرات، الامر الذي ادى الى اختناق مروري، ادى الى سخط وتملل المستوطنين، بحسب ما اوردت الاذاعة.
وقال مصدر في شرطة العدو ان التدريب كان قاسيا وادى الى اضرار، لكنه كان ضروريا وحيويا، في اشارة منه الى التقديرات الصهيونية التي تفرض إجراء مناورات، على خلفية امكان وقوع عمليات تطال الصهاينة في المدن والمستوطنات داخل الكيان.
ـــــــــــ
الاعلام الاسرائيلي اسير بيد المؤسسة العسكرية
قال الخبير الاسرائيلي افتيار بن تسديق، في مقابلة اجرتها معه اذاعة العدو امس، وهو احد الكتاب الرئيسيين في "معهد سياسة محاربة الارهاب"، ان الاعلام الاسرائيلي في ازمة فعلية تجاه كل ما يتعلق بالجيش، مشيرا الى انه "لا يستطيع تغطية اخباره وما يدور فيه".
وبحسب الخبير المذكور، "الاعلام في اسرائيل هو اداة في يد الجيش، ولا يتطرق الى مسائل سرية وبالتالي فان المؤسسة العسكرية يدها العليا في كل ما يتعلق بالعلاقة البينية بين الجانبين"، مضيفا ان "الاعلام يرى نفسه ادنى من الجيش، ويمكن وصفه بانه ناطق اعلامي باسم الجيش، همه الوحيد نقل ما يريده للمجتمع، بصورة جميلة".
وقال الخبير الاسرائيلي ان "الاعلام في اسرائيل يحاول اخفاء اخطاء الجيش او التقليل منها ومن شأنها، وما يرد في الاعلام من مسائل يكون نادر وبشكل فردي، ولا يعبر عن ظاهرة".
ــــــــــــ
تغيير قانون الليكود من اجل تأخير الانتخابات للمؤتمر العام
المصدر: "اذاعة الجيش" – تقرير "عيدان كفلر"
"نتنياهو منشغل بأمور الليكود أكثر من أي شيء آخر.. ويعتزم تغيير اللوائح الداخلية للحزب، من اجل بقائه السياسي، ومنعا من اي تفاعلات او تغيير في موازين القوى الداخلية، الامر الذي يؤدي الى اسقاطه من رئاسة الحزب، وبالتالي من رئاسة الحكومة الاسرائيلية.
وطلب نتنياهو بحسب تقرير اذاعة الجيش الاسرائيلي، تغيير قانون حزب الليكود، حتى يتمكن من تأجيل الانتخابات الى مؤتمر الحزب بعد ستة سنوات. إن انتخابات مؤتمر الحزب من المفترض أن تجري هذا الشهر بعد ثمانية سنوات من آخر مرة ، وبحسب الاقتراح فإن أعضاء مركز الحزب، سيصوتون بعد الانتخابات للكنيست، لكن إذا كان هذا الموعد في سنة انتخابات، فإنه سيتم تأجيلها.
إن بنيامين نتنياهو معني أن ينتسب الى الحزب مزيدا من الأعضاء من اجل إضعاف مكانة موشيه فايغلين المنافس له، اضافة الى نشطاء اليمين الآخرين في الحزب.
هذا وقد أقرت المحكمة العليا لنتنياهو تأجيل تنفيذ حكم المحكمة اللوائية التي حددت وفقا لقانون الحزب أن تجري الانتخابات لمؤتمر الحزب في نهاية الشهر الحالي، أي بعد سنة على الانتخابات العامة البرلمانية.
وعلم من حزب الليكود أن هدف التأجيل هو فتح باب الانتساب وإدخال دم جديد الى الحزب. إذ فقط في الآونة الأخيرة انظم الى الحزب 20 ألف عضو جديد ، وينتظر رئيس الحكومة أن ينهوا فترة التأهيل حتى يتمكنوا من عملية التصويت.
هذا وقد غضب نشطاء في الليكود على منعهم سنوات من إمكانية الانتخاب وبحسب احد الأعضاء فإن هذا التأجيل هو ضربة قاضية لليكود ووبساطة لن يكون انتخابات لمركز الليكود ومن الآن وصاعدا ما هو موجود سيبقى على حاله الى أبد الآبدين".
ومن أجل تمرير هذا الاقتراح فإن نتنياهو بحاجة ثلثي أعضاء مركز حزب الليكود ، وبحسب استطلاع داخلي فإنه يتوقع أن يحصل على تأييد 70% من أعضاء المركز . وكتب نتنياهو لنشطاء المركز أن هذا الاقتراح هو الأفضل لليكود وللدولة أيضا لأنه يمكنه من القيام بخطوات سياسية لا سابق لها. وبعد أسبوعين من اليوم ستفتح صناديق الاقتراع في المركز وبحسب التقديرات فإن نتانياهو سينجح في إحداث التغيير بقانون الحزب".
ـــــــــــــــــ
نهاية طريق اولمرت
المصدر: "هآرتس" – الوف بن
"أنهى ايهود اولمرت امس حياته العامة ببيان تلفزيوني حزين تلاه أمام الكاميرات بوجه مكفهر. وحتى لو كان التحقيق المتوقع معه في قضية هولي لاند لم يعطِ شيئا ، وحتى لو خرج بريئا من محاكمته في قضايا "ريشون تورز"، مغلفات المال ومركز الاستثمارات فانه لن يكون بوسعه العودة الى السياسة. هذا انتهى. من الان فصاعدا تبقى له ان يدافع عما تبقى له من سمعة طيبة.
شيء ما انكسر له امس. نعم، كان هذا ذات اولمرت مع الادعاءات ضد وسائل الاعلام والنفي القاطع للشبهات ضده. ولكن الحماسة، العدوانية والتصميم، تلك الصفات التي ميزته في الماضي لم تكن هناك. كلما تقدم في تلاوة البيان، أنزل عينيه نحو الصفحة. اسبوع الشائعات ضد أ ولمرت، الصور المحرجة من سفره الى اوروبا والتساؤلات اذا كان سيعود ليخضع للتحقيق اثرت فيه. فقد اعترف بان التحقيقات التي لا تنقطع ادت به الى "ضائقة غير قليلة". ولكنه أمل في أن يثير بذلك رأفة المشاهدين في البيوت.
لاولمرت توجد مشكلة ثلاثية. بداية، هو المشبوه المركزي في قضية الفساد الاكثر جسامة والتي جرى التحقيق فيها في "اسرائيل" في أي وقت من الاوقات. الشاهد الملكي يصف شبكة معقدة من الجريمة الاقتصادية المنظمة، التي شملت كل السلطات التي تعنى بالتخطيط والبناء في القدس، الى جانب منتخبين وموظفين مهنيين بل وضابط شرطة كبير. ويعرض اولمرت على لسان شاهد الدولة بانه هو الاعلى، الاكبر بين متلقي الرشوة، الذي ساعد المستثمرين المجرمين كرئيس بلدية القدس، وكوزير الصناعة والتجارة. وتصوره الشبهات بانه خاضع لمن يرشونه، ينفذ تعاليمهم بعد أن سقط في شباكهم واستخدم من أجلهم صلاحياته وقواه السياسية.
ووصف اولمرت أمس الادعاءات ضده بانها "محاولة غير مسبوقة لتشويه صورته"، وأعلن بانه لم يسبق له أبدا ان طلب او تلقى رشوة. تأييده لمشروع هولي لاند في القدس نبع على حد تعبيره من رغبته في تعزيز السياحة وجلب سكان علمانيين الى العاصمة. المسؤولية عن التغييرات في خطة البناء التي تم توسيعها القاها ضمنا على خليفته في رئاسة البلدية، اوري لوبليانسكي، الذي اعتقل اول امس بصفته مشبوه في القضية".