ارشيف من :أخبار اليوم
"تشرين": التنازلات المطلوبة أميركيا لعملية التسوية هي من العرب فقط
تحت عنوان "ما وراء تأفف الأميركيين"، كتبت صحيفة "تشرين" السورية تقول: "إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تكاد تقول في تصريحاتها المتوالية هذه الأيام عن الأوضاع في المنطقة وعملية التسوية إنها على دراية تامة برفض "إسرائيل" للسلام، وإنه على العرب أن يتعاملوا مع هذه الحقيقة وهذا الواقع.
ورأت أن لا شيء يثبت أن الإدارة الأميركية الحالية وكل الإدارات التي سبقتها ليست على دراية تامة بسياسات "إسرائيل" ومواقفها وخططها، لافتة الى أن التعاون والتنسيق بين الجانبين شامل، ويتناول أدق التفاصيل أحياناً، والتطابق في هذه السياسات والمواقف معلن من الجانبين اللذين يتباهيان بشكل واضح عندما يتحدثان عن تعاونهما، الاستراتيجي، وانعكاساته، حتى إنهما يدّعيان أن هذا التعاون ينعكس خيراً على العالم برمته وليس على المنطقة فحسب.
وأضافت أنه "على هذه القاعدة يمكن فهم ما تعلنه إدارة أوباما مثلاً من سأم بسبب عدم تقدم جهود السلام، ومن مطالبات للجانبين العربي والإسرائيلي بتقديم تنازلات، فالعارفون والمتابعون يدركون أن مثل هذا الكلام الأميركي موجه للعرب حصراً، وأن التنازلات المطلوبة أميركياً يفترض أن تكون من العرب وليس من "إسرائيل"، التي لا تمتلك شيئاً أصلاً للتنازل عنه، فالأراضي المحتلة كلها عربية، والحقوق كلها أيضاً للعرب.
وأوضحت أنه عندما يتأفف الأميركيون ويطالبون بتنازلات عربية فهم يريدون تقريب العرب شيئاً فشيئاً من المنظور الإسرائيلي للتسوية، بما يعنيه من استمرار للاحتلال، واستيطان، وتهويد، وهيمنة، مشيرة الى أن الأميركيين يريدون من العرب ليس تقديم تنازلات على الأرض فحسب بل التطبيع السريع مع "إسرائيل"، وفتح كل المجالات للتعاون معها، وبالتالي الثقة بها ثقة عمياء.
أما "إسرائيل" فهي غير مطالبة أميركياً بشيء، بل يجب، بحسب "تشرين"، أن تظل على راحتها، فإن اقتنعت بالسلام وفوائده كان به، وإن لم تقتنع فلها من الوقت ما تريد، ولن تمارس أي ضغوط عليها لحملها على تغيير مواقفها.
وختمت بالقول: "إن مثل هذه السياسات الأميركية تكفي وتزيد لا لترفض إسرائيل السلام فحسب، بل لتتعنت، ولتتمادى في العدوان، وهذا ما يفترض بالعرب أن يأخذوه في الحسبان اليوم قبل الغد، وأن يعدّوه الدافع الأول لبناء تضامنهم الذي به وحده يمكن الردّ على هذه السياسات والمواقف الإسرائيلية والأميركية".
المحرر الاقليمي