ارشيف من : 2005-2008
حرب الجنرالات بدأت
استقالة تعني الاعتراف بالفشل في الحرب، وليست هذه استقالة تنبع من معنى الاعتراف بالمسؤولية الشخصية، هذه استقالة بسبب إساءة (التي جرت نتيجة تعيين نائب رئيس الاركان موشيه كابلينسكي مسؤولا فوقه لادارة الحرب على لبنان بسبب تحميل القيادة المركزية للجيش الاسرائيلي إياه مسؤولية الفشل/ معد المقال)، واستعراض ضد محاولة القاء المسؤولية عليه، وانها ليست من مسؤوليته، ولكن معنى قراره بالاستقالة، أنه قبل أن تبدأ لجنة تحقيق برئاسة القاضي فينوغارد اعمالها، بدأ الجيش الاسرائيلي يشهد حرب جنرالات.
هذه عملية كانت منتظرة من قبل الجنرال آدم، وأنه سيختار طريقة خاصة للرد على الأمور التي نُسبت اليه اثناء ادارته للحرب. في البداية اختار آدم الصمت، والناطقة بلسان الجيش الاسرائيلي استغلت مقابلاته الصحفية، كما ألقت القيادة الشمالية بظلال قاتمة حول مواقفه بالنسبة لمعظم الأحداث التي جرت في الحرب. الجنرال آدم لم يوجد ايضا في الاجتماع الذي عُقد لكبار ضباط الاحتياط مع رئيس الاركان حلوتس، إلا أن استقالته قد حصلت الآن.
واذا قرر الجنرال آدم أن الاستقالة هي الطريق الأفضل من ناحيته، فتلك رغبته، وينبغي احترامها، ولكن لهذا الأمر توجد معانٍ فعلية وانعكاسات فورية، فلا يمكن الاستقالة من وظيفة بالغة الأهمية كهذه، وكذلك الاستمرار بالقيادة حاليا، الى أن يجدوا بديلا له، ولتكون هذه القيادة مسؤولة عن عشرات الآلاف من العاملين في اطار القيادة الشمالية.
الحديث لا يدور حول الخروج في عطلة جزئية، فالجنرال آدم سيُخلي مكانه فورا، ولن يبدأ بالأحاديث الاجتماعية أو أحاديث الصداقة مع وزير الدفاع عمير بيرتس، فللجنرال آدم انجازات بالغة التأثير في سيرته العسكرية الخاصة به، ومع ذلك يجب عليه أن يخلي مقعده فورا.
استقالة الجنرال آدم من وظيفته لن تدفعه للحياة السرية، بل على العكس، هو يستطيع الآن أن يقول ما في قلبه، وأن يعرض مواقفه، وأن يثبت ما كان يطالب به، وأين رُفض مطلبه ومن قِبل مَن. الجنرال آدم يمكن أن يكون أحد الشهود الأكثر أهمية أمام لجنة التحقيق التي يرأسها القاضي فينوغارد. هذه ستكون حرب جنرالات، وأكثر من نصفها سيوجه ضد الجنرال حلوتس. وعلى الرغم من عدم وجود تشابه فعلي وحقيقي ما بين الحرب مع حزب الله وحرب يوم الغفران، فإن تلك اشتهرت بحرب جنرالاتها الخاصة بها، والتي ما زالت أصداؤها تنبع من قرارات لجنة أغرانات التي حققت في تلك الحرب في ذلك الوقت. حرب الجنرالات التي دارت عام 1973 لم تُنس حتى هذا اليوم، وباكتمال 30 سنة لتلك الحرب نشبت من جديد وبرزت من الكتب ومن الصحف وبين اوساط الجنرالات وما يدور في رؤوسهم.
الأحداث التي تدور حول الجنرال آدم بدأت في ذروة الحرب الأخيرة، ففي هيئة الاركان العامة، ومن حول رئيس الاركان، بدأت تُسمع الادعاءات والاتهامات، بأن الجنرال آدم كان يجد صعوبة في السيطرة على قادة الفرق الذين يعملون تحت مسؤوليته، وأنه في مرحلة معينة كان رئيس الاركان هو الذي يوجه في هذه الأمور، وبالتالي اتخذ قرارا بوضع جنرال آخر كبير الى جانب آدم في القيادة، والذي ساعده في تلك المعركة. فقد قدم تقريرا بذلك الى وزير الدفاع ورئيس الحكومة، وعندما سُئل عمن يقترح أن يُعين في هذه الوظيفة، أجاب بأنه يقترح تعيين من سبقه في الوظيفة، أي الجنرال بني غينتس، ورئيس الحكومة اعترض على ذلك، بل وأوضح بأن آدم قد يصل الى قرار بالاستقالة كرد على هذه الخطوة، ولا بد من منع حدوث ذلك. ولكن في أعقاب ذلك تقرر تعيين نائب رئيس الاركان قائدا الى جانب آدم، أي تعيين الجنرال موشيه كابلنسكي، الذي توجه الى الشمال فورا وأدار الحرب بالاشتراك مع آدم.
الانتقاد/ العدد 1181 ـ 23 أيلول/سبتمبر2006
المصدر:هآرتس/ من زئيف شيف/ 14/9/2006