ارشيف من : 2005-2008

بلا مواربة

بلا مواربة

مضمون الكلام من دون أن يشير إلى مصدره.‏

هي "أوركسترا" منسّقة، لعب كل واحد منهم دوره فيها، فلم "ينشّز" أو يخرق النوتة، لأن ملَكَة الإبداع لم تجد طريقها إليهم بعد.‏

ما ذنبهم إذا كانت الموسيقى التي طُلب منهم أن يؤدوها هي موسيقى صاخبة، أميركية المصدر وصهيونية الهوى؟‏

ما حيلتهم وهم لا يكادون يفقهون من النوتة أكثر من مفرداتها، من دون علم بالنتيجة التي تصدر عنها؟‏

لم يكن ما أدّاه هؤلاء سمفونية من الموسيقى الكلاسيكية التي تبث الهدوء في النفوس، أو تصاحب الكلام الجميل، فتزيده عمقاً وجمالاً..‏

كان ما "اقترفته" أصواتهم تهييجاً وزعيقاً لا يمكن أن يثير رضا إلا لدى أولئك الواقفين على تخوم الوطن، حاملين سكاكينهم لينشبوا نصالها في أبنائه.‏

كلهم، بعضهم، ثلثاهم أو ثلثهم، فتحوا في جسد الوطن مفازاً للتوتر، ومجالاً للهياج الذي لا يعرف أحد إلى أين يؤدي.‏

قالوا الشعر، ولبسوا العباءات، ومسحوا العرق بأيديهم أو بأيدي آخرين، وفي كل ذلك كانوا يحاولون التنطح لكي يقارنهم البعض بالأصل! فما أفلحوا.‏

إنهم نشاز.. فكيف يفلحون؟‏

محمود ريّا‏

الانتقاد/ العدد 1182ـ 29 أيلول/ سبتمبر 2006‏

2006-09-29