ارشيف من : 2005-2008
الإمام الخامنئي:كلام البابا حول الإسلام هو أحدث حلقة في مؤامرة شن حرب صليبية
الكلام هو إطلاق التهم ضد الإسلام، والجانب الثاني والأهم هو ان هذا الكلام يساعد سياسات قوى الهيمنة العالمية في إثارة أزمة دينية بين المسلمين والمسيحيين.
وقال سماحته: إن اتهام الإسلام بعدم الاهتمام بالعقل هو مثل إنكار ضياء الشمس، لأنه لا يوجد في أي كتاب سماوي بقدر القرآن تأكيد للتعقل والتدبر.. وإن الحضارة العلمية الساطعة للأمة الإسلامية تأسست على أساس الاهتمام بالتوصيات الإسلامية في مجال أهمية التعقل والتعلم والتدبر.
واعتبر الإمام الخامنئي أن كلام البابا حول الجهاد في الإسلام مجانب للحقيقة، فالذي لا يفهم قضية الجهاد في الإسلام سوف يعرفه بشكل سيئ. مؤكدا ان الجهاد في الإسلام ليس من أجل فرض العقيدة على الآخرين, وإنما هو الحرب التحررية للشعوب مع القوى التي تستعبد الإنسان.
وتطرق سماحته الى الآيات القرآنية وأحاديث آل البيت (ع) حول ضرورة احترام المسلمين لأتباع العقائد الأخرى، مضيفا: من وجهة نظر الإسلام فإن الأفراد ولطبيعتهم الإنسانية جديرون بالتعامل الصحيح والمتسم بالتكريم، ومع هذه الآيات الصريحة والمتعددة كيف يُتهم الإسلام بالتعامل بعنف!
وتابع قائد الثورة الإسلامية: ان الجانب الأهم في كلام البابا المؤسف جدا هو السياسات الاستكبارية التي تقف وراء هذه التصريحات، أي المساعدة في افتعال أزمة دينية بين أتباع الأديان المختلفة، والحيلولة دون تعاون الشعوب واتباع الأديان السماوية.
وأشار سماحته إلى محاولات أميركا إثارة سوء الظن والحقد بين المسلمين والمسيحيين وتقديم صورة مشينة عن الأقليات المسلمة في الغرب، واختلاق الذرائع لدعم الإرهاب من أجل قمع المجتمعات الإسلامية، وإلى أن القوى المتغطرسة العالمية تعتبر ان استمرار حياتها رهن بإثارة الأزمة الدينية في المجتمع الدولي, وأن البابا بكلامه قد ساعد هذه السياسة عمليا.
وأضاف آية الله العظمى الخامنئي: بالطبع فإنه يتصور ان البابا قد خُدع في هذا المجال ولم يعر اهتماما للنيات والأهداف التي تقف وراء مثل هذه التصريحات.
وتطرق سماحته الى أحد لقاءاته مع مسؤول أوروبي قبل عدة سنوات فقال: إن هذا الشخص أشار في ذلك اللقاء الى الحرب بين المسيحيين، ما أثار دهشتي آنذاك, ولكن عندما وقعت قضية أبراج نيويورك وتحدث الرئيس الأميركي عن الحرب الصليبية ومن ثم بدأ المخطط الأميركي الصهيوني بالهجوم على العراق, فقد توضح تماما معنى كلام ذلك المسؤول الأوروبي الذي كان له دور مباشر في الهجوم على العراق, وتبين ان قادة الاستكبار قد حددوا مسبقا حلقات هذه المؤامرة الأميركية الصهيونية.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية قضية الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة والتصريحات المهينة لبعض السياسيين والصحف الأميركية والأوروبية حول الإسلام حلقات مختلفة من مؤامرة إشعال حرب صليبية، وأن كلام البابا هو أحدث حلقة في هذه القضية.
وأضاف: هذا الكلام من شخصية دينية مسيحية كبيرة يبعث على بالغ الأسف والدهشة.
ودعا الإمام الخامنئي مسلمي العالم الى الاهتمام بالسياسات التي تقف وراء كلام البابا، موضحا ان الشيطان الأكبر لعب دورا في هذه القضية, وأن على الجميع ان يركزوا أثناء الاحتجاجات اهتمامهم على الجهات التي تستفيد من كلام البابا المجانب للحقيقة وتستغلها لتنفيذ سياساتها الاستكبارية.
الانتقاد/ العدد 1181 ـ 23 أيلول/سبتمبر2006