ارشيف من : 2005-2008

متابعة دقيقة.. رسائل خلوية وأهالي الأسرى ينتظرون: .. وفي جنين أيضاً موعد مع خطاب نصر الله

متابعة دقيقة.. رسائل خلوية وأهالي الأسرى ينتظرون: .. وفي جنين أيضاً موعد مع خطاب نصر الله

وبينما كانت الجماهير اللبنانية تزحف نحو الضاحية الجنوبية لتشارك في مهرجان النصر الإلهي, انحبس فلسطينيو مدينة جنين ومخيمها في منازلهم والمقاهي التي توفر أجهزة تلفاز لمتابعة الخطاب التاريخي، إبراهيم جمال قال: "لن أفوّت على نفسي لحظة من خطاب السيد نصر الله الذي أحيا في قلوبنا الإرادة والتحدي, ويكفي أنه رفع رأسنا عاليا لأول مرة منذ النكبة، إنه معلم ويجب ان نتعلم منه".‏

أما مفيد صباح صاحب محل لتسويق الأشرطة وسط المدينة فقد ربط جهاز الصوت الذي يبث للخارج على قناة المنار وبدأ ببث أغنية الفلسطينيين المفضلة "هلا صقر لبنان هلا حسن نصر الله"، التي أهداها مؤلفها ومغنيها من اليامون للأمين العام لحزب الله. وعندما بدأ الخطاب دوى صوت كلمات نصر الله في الشوارع، بينما اجتمع عدد من الشبان في الموقع للمتابعة.‏

وفور انفضاض صلاة العصر غادر المصلون المساجد عائدين الى منازلهم بانتظار اللحظة التي وصفها الحاج علي تركمان بالأجمل والأعظم لسيد المقاومة والعرب، الذي قلب المعادلة العربية والدولية وأسس للنصر الذي طالما قال البعض إنه معجزة، فإذا به حقيقة على أرض لبنان.‏

رسائل هاتفية مستعجلة‏

وتبادل الأقارب والأصدقاء الرسائل عبر أجهزة الهاتف الخلوي تبشر بالخطاب وتحثهم على المسارعة لحضوره, بينما قامت مجموعات من الشباب بتسجيل الخطاب والاحتفاظ به على ذاكرة الأجهزة الخلوية. الشاب يوسف جمال كتب في عشرين رسالة بعثها لأصدقائه: "بشرى سارة.. سارعوا لحجز مكان لكم.. السيد حسن نصر الله سيكون على الهواء مباشرة فلا تضيعوا الفرصة".. أما مريم زيدان فرسمت على الخلوي الخاص بها صورة السيد حسن نصر الله وكتبت تحتها "رمضان كريم.. لتحظوا بكرامة كبرى.. استمعوا الى خطاب النصر لسيد المقاومة".. ووزعت مريم الرسائل على جميع رفيقاتها في الجامعة.‏

صوت نصر الله‏

وخلت الشوارع من المارّة والتزم غالبية المواطنين منازلهم, صغارا وكبارا، في أجواء من الفرح لفّ الصمت فيها المكان ولم يعلُ سوى صوت نصر الله. المواطن حسن عبد الرازق قال: من حقنا أن نحتفل مع الشعب اللبناني بالنصر لأول مرة على "إسرائيل"، ومن حقنا أن نفرح وندعو الله ليمنّ علينا بنصر قريب، وعلى الجميع ان يتعلم من سيد المقاومة الدرس لنصل الى اللحظة التي طالما انتظرناها ودفعنا الكثير من الدماء والآلام في سبيلها.‏

واعتذرت المواطنة أم زياد عن عدم التوجه لحفل زفاف قريب لها وقالت: عندما علمت بالخطاب قررت عدم مغادرة المنزل، لأنها لحظات لا تُعوّض, فالفرح يتحقق عندما أشاهد السيد الذي صان شرفنا. وأصرّ الشاب جمال نعيم على الاحتفال بهذه المناسبة التي يطلّ فيها السيد للمرة الأولى بعد الحرب، فجمع أصدقاءه في منزله لحضور الخطاب والاحتفال بعده. وقال: أقسمت أن أوزع الحلوى الفلسطينية في يوم النصر, لأنه نصر لنا يبشرنا بالنصر القادم إن شاء الله إلى فلسطين ولبنان.‏

صور أخرى من جنين‏

طوال لحظات الخطاب بدت شوارع جنين كأنها تعيش حظر تجوال بعدما شُلت الحياة, بينما بادرت المحطات المحلية المرئية والمسموعة لقطع برامجها وبث الخطاب. ناصر أبو عبيد مدير البرامج في تلفزيون فرح قال: "انه تلقى مئات الاتصالات التي طالبت ببث الخطاب، وآخرون طلبوا تسجيله للحصول عليه لاحقا".‏

وحتى في المستشفيات غادر المرضى أسرّتهم وتغلبوا على أمراضهم واجتمعوا على جهاز تلفاز أحضره أحدهم.. وفي موقع آخر أطلقت المواطنة أم أحمد زغرودة وسارعت نحو جهاز التلفاز تقبل صورة السيد حسن نصر الله في أول ظهور علني وقالت: بأرواحنا نفديك يا سيد المقاومة, الله معك وإحنا بنستنّى وعدك الصادق.‏

ننتظر الوعد الصادق‏

واغرورقت عينا الحاجة جميلة زايد بالدموع وهي تتابع الخطاب وقفزت من مكانها تهتف فرحة وسعيدة عندما جدد السيد حسن نصر الله في كلمته تمسكه بتحرير الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال وقالت: كثرة المواقف والتصريحات والتناقضات سببت لنا آلاما وهموما لا توصف, فمنذ 20 عاما وأنا أعيش الحزن والألم لاعتقال ابني حمزة نايف زايد المحكوم مدى الحياة، وعلى مدار السنوات الماضية رفضوا الإفراج عنه وشُطب اسمه من جميع قوائم التبادل، ودعائي أن يتحرر في وعد السيد حسن نصر الله الصادق. أما والدة الأسير محمد الصباغ من مخيم جنين المحكوم مدى الحياة فقالت: أملي اليوم أن يمن الله بالفرج على ابني, وكأم فلسطينية رجائي أن يتمسك السيد حسن نصر الله والمقاومة في غزة بوعدهم الصادق، فيعود محمد ومئات الأسرى الفلسطينيين والعرب الى عائلاتهم، فلم يبقَ لنا سوى هذا الأمل الذي سيمسح عذابات وأحزان 17 عاما.‏

الانتقاد/ العدد 1182ـ 29 أيلول/ سبتمبر 2006‏

2006-09-29