ارشيف من : 2005-2008
النائب الحاج حسن: المطلوب تشكيل حكومة وحدة وطنية تفادياً للمزيد من التصعيد والانقسام
خلدون الشريف ممثلا الرئيس عمر كرامي، الدكتور عبد الاله ميقاتي ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي، الدكتور مصطفى حلوة ممثلا وزير الاشغال العامة والنقل محمد الصفدي، النائب حسين الحاج حسن ممثلاً المقاومة الاسلامية، عصام كباره ممثلا النائب محمد عبد اللطيف كباره، ايلي عبيد ممثلا الوزير السابق جان عبيد، النواب السابقين: وجيه البعريني، عبد الرحمن عبد الرحمن وصالح الخير، مسؤول حزب الله في الشمال محمد صالح وجمع من الهيئات السياسية والحزبية والثقافية والبلدية. وفي كلمته التي ألقاها قال النائب الحاج حسن "في شهر رمضان، شهر البركات، أعاده الله علينا جميعا بأفضل التوفيق، وأعاده علينا ايضا والامة بألف خير ونصر وعز وكرامة. اننا نحيي هذا الشهر في هذا العام، ونحن خارجون من حرب، ومن انتصار في هذه الحرب، ولا بد من الحديث عن هذه الحرب وعن هذا الانتصار، منطلقين من سؤال يردده العامة والخاصة من الناس عن الواقع الحالي وعن المستقبل، وأنا واحد ممن يخدمون الناس وأسأل كل يوم: ماذا بعد؟ وأي مستقبل ينتظر ابناءنا واحفادنا والبلاد، هذا السؤال يطرح في لبنان وفي المنطقة ككل. لذلك احببت انطلاقا من هذا السؤال ان اتحدث في كلمتي المختصرة هذه عن هذا الموضوع، وسوف اتناول قضايا عدة في هذه الكلمة". أضاف: "الحرب التي جرت ما بين 12 تموز و14 آب - بلسان السيدة الفاضلة الجليلة، وطبعا بين هلالين وتحتها سطرين، لأنها سوف تصبح بعد حين امام المسلمين والعرب، خصوصا بعد لقاء القاهرة في الامس - قالت (وزيرة الخارجية الاميركية) كونداليزا رايس خلال الحرب في اكثر من تصريح، ان هذه الحرب هي من اجل ولادة شرق اوسط جديد من رحم المعاناة، والذي لم يسمع، خصوصا أحبابنا في "14 شباط"، فليعيدوا قراءة التصريح، ويقرأوا ان رايس هذه ماذا تتحدث الآن، وسوف نتحدث لاحقا عن الموضوع. (الرئيس الاميركي) جورج بوش خلال الحرب رفض وقف اطلاق النار، وهذا صديق الحكومة اليوم وراعيها، وصديق لبنان والمحافظ على مصالحه، رفض وقف اطلاق النار لمدة ثلاثة وثلاثين يوما، وكذلك فعل جون بولتن تحت عنوان تغيير قواعد اللعبة في الشرق الاوسط وبناء واقع جديد. واستمرت الحرب الاميركية على لبنان، وهي ليست لا حرب سورية ولا حرب ايرانية، فالتصريح الاميركي كان واضحا، ان هذه الحرب هي اميركية من أجل تغيير الشرق الاوسط وبناء شرق أوسط جديد، والذي جرى انه بفضل الله ورعايته وعنايته، ونؤكد هنا ان النصر من عند الله، وان العبد والمؤمن والمسلم والمسيحي، عليه ان يفعل وان يقوم بواجبه، والله سبحانه وتعالى يقدر الامر كيف يشاء، وهكذا يكون النصر نصرا الهيا. وكان النصر وانتصرت المقاومة ومصيبتنا مع "14 شباط" انه عندما نرفع "الدوز" يخففون لهجتهم قليلا ويعترفون بالانتصار، وعندما نكون نسايرهم "يطلعون في العالي"، "نطلع عليهم بالعالي ينزلون بالنزول، حيرونا؟". تابع "النصر حصل وسمعنا من قادة "14 شباط" في الايام الماضية اعادت تصويب لبعض التصريحات، النصر حصل، وانا أحمل "جماعة 14 شباط" مسؤولية التفريط في استثمار النصر من اجل منعة وقوة وسيادة وحرية واستقلال لبنان. أحملهم هذه المسؤولية بأنهم استجابوا للأميركي من اجل تشويه هذا النصر. وأقول لكم وفي كل وضوح ان اميركا اذا فشلت في لبنان وهزم الجيش الذي لا يقهر في لبنان، في تحقيق بداية هذا الشرق الاوسط الجديد، فإن اميركا لن تتراجع ولم تتراجع عن مشروعها. ماذا يحصل اليوم وفي هذه الايام، سواء في لبنان ام في المنطقة؟ لنبدأ في المنطقة اولا، من ثم نعود الى لبنان. ان الذي يحصل اليوم في المنطقة، ان كونداليزا رايس تتوقع في لبنان اغتيالات، وتتوقع انقساما شيعيا يؤدي الى تغيير في معالم السياسة الداخلية اللبنانية، وحرضت الرئيس الفلسطيني ابو مازن على حركة حماس، وحرضت انظمة عربية على "حركة حماس" وعلى "حزب الله" وعلى ايران". وقال: "ان المشروع المسمى بالشرق الاوسط الجديد، ليس سرا، وليس معلومات استخبارية، ولا تحليلا، انها مشاريع منشورة في كبرى الصحف الاميركية وعلى صفحات الانترنت وعلى ألسنتهم بالتصريح المباشر، الشرق الاوسط الجديد هو اعادة هيكلة للأنظمة السياسية وللكيانات على أسس عرقية او مذهبية او دينية، وتهجير المزيد من الفلسطينيين وتوطينهم في الدول المحيطة بفلسطين، او ما أبعد الى العراق، وتصفية القضية الفلسطينية، وكل كلام عن دولتين، رؤية بوش الذي تراجع عن رؤيته لأنه وعد الفلسطينيين عام 2005 ثم سنة 2009 والآن تراجع. كل كلام آخر انما هو وعود كاذبة وتقطيع للوقت، وامامنا نماذج في الايام الماضية، نموذج اول هو ما يجري من تحريض للفلسطينيين على بعضهم البعض، ونأمل من حركتي "فتح" و"حماس" ان يلتفتوا الى ما يدفعون اليه، لأن ما يجري في فلسطين هو مؤامرة اميركية ينقاد اليها الشعب الفلسطيني من اجل حرب اهلية لتصفية ما تبقى من قدسية ومن كيان للقضية الفلسطينية". ولفت الى ان "النموذج الآخر هو نموذج العراق، حيث تجري محاولات اميركية حثيثة لإحداث فتنة سنية شيعية، وفتنة عربية كردية، وماذا يعني حضور ممثل للاكراد بصفة مراقب في هيئة الامم المتحدة، الا تعزيزا لتقسيم هذا البلد الى كيانات، وان ما معظم ما يجري من عمليات تستهدف كل الشعب العراقي بكل اطيافه وفئاته. اذا أمعنا النظر سوف نجد ان ما يستهدف الاميركيين هو مقاومة وما يستهدف العراقيين هو بأيدي خبيثة او أيدي اميركية تريد احداث الفتنة. وايضا يخطط الى تدويل دارفور، وقد أتت لكي تبحث مع وزراء الخارجية العرب، قضية فلسطين، قضية العراق، وقضية "حزب الله" في لبنان، وقضية تدويل دارفور. وماذا يعني تدويل اقليم دارفور في السودان؟ يعني بدايات لتقسيم السودان، هذا هو الشرق الاوسط الجديد، هذه هي معالمه، ومن استراتيجيات هذا الشرق الاوسط الجديد، استبدال الصراع العربي الاسرائيلي بصراعات اخرى منها معتدل ومتطرف. ففي فلسطين كل الشعب سنة وكلهم عرب ويكون العنوان صراع معتدل ومتطرف. بين ايران والدول العربية يكون العنوان فارسي وعربي. في العراق سنة وشيعة، او اكراد وعرب، في السودان ولمن لا يعرف التفاصيل، فليعلم ان في السودان ثلاثة انواع من النزاعات، واحد طائفي مسلم ومسيحي، ونوعان آخران بين المسلمين على اساس عرقي، وكل هذه الصراعات يديرها الاميركيون عبر التخطيط والتمويل والتدريب، واعطائه السلاح". ورأى ان "لبنان هو جزء من صراعات الشرق الاوسط الجديد، هناك تحريض واضح من السفير الاميركي وغيره من السفراء، كثير من السفراء يحرضون، وكثير من القيادات السياسية في "14 شباط" يحرضون، وأحدهم أراد ان يقارن بسلاح الفتنة، سلاح بداية الحرب الاهلية في بوسطة عين الرمانة، بسلاح المقاومة المشرف في مارون الراس، لا بل انه قدمه عليه. وبموازات هذا التحريض نحن نقول لهم لا نريد إلغاءكم لأننا نعرف انكم تمثلون شرائح من الشعب اللبناني، قلنا لكم ونعيد ونكرر، تعالوا لنشكل معا حكومة وحدة وطنية، وانا أخشى ان يكون هناك من يمنعكم، كما يجري في فلسطين ان هناك من يمنع تشكيل حكومة وحدة وطنية، اذ ان حركتي "فتح" و"حماس" كانا يقتربان من تشكيل حكومة وحدة وطنية، ومنعا من تشكيلها، والا ماذا يعني الاقتتال بديلا عن الوحدة؟ وماذا يعني في لبنان ان ترفض حكومة وحدة وطنية، ولصالح من؟ وما المقصود ان يستمر التصعيد السياسي، ولصالح من؟ ان يستمر الشحن، ولصالح من؟ وان نستمر في تعليق اليافطات المثيرة للفتنة، ولصالح من؟ والتخويف من سلاح المقاومة، ولصالح من؟ ومن من اللبنانيين يستطيع ان يقول انه كان ضحية طلقة واحدة من طلقات المقاومة، قولوا لنا يا احباءنا في "14 شباط" لصالح من تهربون الى الامام من مشروع تشكيل حكومة وحدة وطنية وأنتم تعرفون ان هناك استحقاقات مقبلة، فإذا كنتم حريصون على البلد فتعالوا الى تشكيل حكومة وحدة وطنية". اضاف: "اذا كنتم حريصون على تفادي الفراغ، وتفادي الوصول الى ازمة حكم، وتفادي الوصول الى انقسام سياسي، فتعالوا الى تشكيل حكومة وحدة وطنية. اذا كنتم حريصون على الامن والاستقرار، على الواقع الاجتماعي وعلى الناس، فتعالوا الى تشكيل وحدة وطنية. فلا تتهموننا اننا ادوات سورية او ايرانية وانتم لا تملكون اي دليل، بل على العكس نحن نقول لكم اننا حلفاء لسوريا وايران، هم في دولتهم ونحن في دولتنا، لنا مصالح مشتركة لنا عدو مشترك، لنا تاريخ مشترك وثقافة مشتركة، لنا مستقبل مشترك واقتصاد مشترك، ولنا جغرافية مشتركة، وماذا تريدون اكثر من "هيك" مشترك؟ اما انتم فنقول انكم ادوات اميركية فتزعلون، اذا قولوا لنا كيف تثبتوا انكم لستم ادوات اميركية اذا كنتم لا تجرؤون على انتقاد السياسات الاميركية في المنطقة، فتفضلوا قولوا لنا كيف ستواجهون الشرق الاوسط الجديد، كيف ستواجهون التوطين؟ لا يكفي ان نقول نحن ضد التوطين، وتصفية القضية الفلسطينية، نحن كلبنانيين ندعو بعضنا البعض، الى تشكيل حكومة وحدة وطنية، اولا تفاديا لمزيد من التصعيد والانقسام، وتأزيم الشارع حتى يستريح الناس والاقتصاد، ومن اجل تفادي الفراغ، ولمواجهة الرياح التي تضرب بالمنطقة". وختم: "سوف تبقى القدس في القلب، وسوف تبقى فلسطين في القلب، وسوف يبقى الصراع مع العدو، ولن نسمح بأن يتحولوا الى اي شكل آخر من اشكال الصراع، مجرم وحاقد من يساهم في اي شكل من الاشكال في تحويل الصراع عن وجهته الوحيدة عن العدو الصهيوني، واذا كان من صوت يسمع في فلسطين اقول اتركوا خلافاتكم، اتركوا طموحاتكم، ان ما يجري اليوم في فلسطين هو خسارة للجميع ليس فيه رابح الا العدو الصهيوني. لا تديروا آذانكم الى اي احد من الحكام العرب الذين يخدعونكم، كما خدعتم في أوسلو. ان العدو الاسرائيلي لا يريدكم شريك سلام، انهم لا يريدون احدا من الفلسطينيين شريكا للسلام وكلما استهلكوا واحدا راحوا يفتشون عن آخر، فقط لكي يكملوا تصفية القضية الفلسطينية، فيا احباءنا الفلسطينيين لا تساهموا مع الاسرائيليين، من حيث لا تعلمون، بتصفية قضيتكم التي هي حياتنا ومستقبلنا وروحنا وكل عقيدتنا، ان الاقصى سوف تعود".