ارشيف من :ترجمات ودراسات
بعد أميركا اللاتينية.. نجاد في القارة الإفريقية على طريق سيادة الشعوب!
عقيل الشيخ حسين
"الرؤساء بشار الأسد وهوغو شافيز وروبرت موغابي وعمر البشير هم، إضافة إلى الأمين العام لحزب الله في لبنان والرئيس البيلوروسي، آخر من تبقى من أصدقاء لإيران في العالم" على ما زعمته إحدى الصحف الغربية في معرض تعليقها على الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مؤخراً إلى كل من زيمبابوي وأوغندا.
صفة أخرى أطلقتها الصحيفة على هؤلاء الزعماء عندما شددت على أنهم معادون لواشنطن. معتقدة بأنها وجهت إليهم ضربة قاضية... على أساس المقولة السمجة التي تقول إن العداء لواشنطن يضع هؤلاء الرؤساء والزعماء في خانة "الأشرار".
لكن عملية "الإحصاء" التي تجريها الصحيفة تشكو من عيب فاضح لأنها لا تحصي دولاً أخرى كثيرة معادية لواشنطن، أو على الأقل منكرة، من خلال عملها الدؤوب من أجل عالم متعدد الأقطاب، لمساعي واشنطن الهادفة إلى فرض هيمنتها على العالم.
والأهم من ذلك أنها لا تحصي الشعوب التي تناضل في عشرات البلدان من أجل كسر نير الاحتلال الأميركي أو المدعوم أميركياً، ومن أجل الإطاحة بالنظم المرتبطة بواشنطن، والتي تسجل الانتصارات تلو الانتصارات على طريق الاستقلال والتحرر.
ولا تحصي شرائح واسعة من شعوب الغرب التي ترفض الحروب التي تشنها حكوماتها على الشعوب المستضعفة، وتناضل ضد النظام الرأسمالي الذي بدأت معالم انهياره بالبروز في جميع بلدان الغرب.
وهي بالتالي لا تلحظ مسيرة التاريخ الذي شهد خلال السنوات الأخيرة انتكاس واشنطن من الطموح إلى إقامة النظام العالمي الجديد والإمبراطورية الأميركية العالمية إلى الغرق في ما لا يحصى من أزمات يرى فيها الكثيرون بداية النهاية للمشروع الأميركي بكل مرتكزاته السياسية والاقتصادية والايديولوجية والحضارية.
كما لا تلحظ، في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن وحلفاؤها إلى عزل إيران، أن إيران قد تمكنت برغم العقوبات الهادفة إلى خنقها اقتصادياً، من تحقيق إنجازات كبرى على مختلف الصعد أهمها أنها صمدت، منذ ثورتها الإسلامية قبل ثلاثين عاما، أمام أعتى أشكال الضغوط والحروب، وتمكنت من توسيع شبكة علاقاتها مع الكثير من بلدان العالم.
علاقات تشير الوقائع إلى أنها ترسم معالم النظام العالمي الجديد والبديل التحرري عن نظام الهيمنة الأميركية على العالم.
وإذا كانت الصحيفة المذكورة قد استندت إلى البروباغندا الغربية المعروفة بالتشنيع على نظام روبرت موغابي، متوهمة أن توثيق العلاقات بين هذا النظام والنظام الإسلامي في إيران يذهب باتجاه تأكيد التلفيقات الغربية حول الطبيعة الديكتاتورية للنظامين، فإنها لا تفعل بذلك غير الإمعان في السقوط في الفضيحة.
فنظام موغابي، وهنا سر النقمة الغربية عليه، فاق جميع الأنظمة التحررية في العالم الثالث بكونه قد خاض نضالاً مشهوداً ضد واحد من أبشع نظم التمييز العنصري في التاريخ. يكفي أن نتذكر اسم روديسيا الشمالية وأدم سميث، لندرك حجم الانجاز الذي حققه موغابي.
وفوق ذلك، وفي الوقت الذي تحولت فيه استقلالات البلدان الإفريقية وغيرها من بلدان العام الثالث إلى تغطيات لأنظمة رعت أشكالاً جديدة من الخضوع للمستعمر السابق أشد وأدهى من الأشكال التقليدية، استمر نظام موغابي في مسيرته التحررية عبر استعادة أراضي زيمبابوي من المستوطنين الأوروبيين وتسليمها إلى الأفارقة، أصحابها الشرعيين.
إن مجرد فكرة استعادة الأرض من مغتصبيها وتسليمها لأصحابها الشرعيين هي أشد ما يثير نقمة الغرب على موغابي، في وقت تتكاثف فيه المساعي الدولية والإقليمية لطمس جريمة اغتصاب الأرض الفلسطينية من قبل المستعمرين والمستوطنين اليهود الذي قدموا إلى فلسطين من البلدان ذاتها التي قدم منها المستوطنون البيض إلى ما كان يعرف بروديسيا الشمالية.
وبالطبع، فإن اللقاء بين موغابي ونجاد، وإقامة هذا الجسر بين إيران وقلب القارة الإفريقية، بعد الجسور التي تمت إقامتها بين إيران وأميركا اللاتينية وغيرها، من شأنه أن يفاقم نقمة واشنطن "وإسرائيل" وخوفهما على حاضر ومستقبل وجودهما في إفريقيا والعالم.
إيران وزيمبابوي بلدان يخضعان منذ سنوات لأنظمة عقوبات صارمة وإجراءت عزل مشددة. لكنهما، على الأقل منذ زيارة موغابي لطهران، عام 2007، يفكان الحصار المفروض عبر توثيق العلاقات بينهما وبين العديد من البلدان الأخرى الموصوفة بأنها تعادي واشنطن. وعبر توثيق روابط التعاون والتبادل في مجالات الطاقة والنووي وغيرها من المجالات.
إنها مؤشرات السيادة العالمية للشعوب، على ما قاله الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، خلال لقائه الأخير مع الرئيس الزيمبابوي روبرت موغابي.
"الرؤساء بشار الأسد وهوغو شافيز وروبرت موغابي وعمر البشير هم، إضافة إلى الأمين العام لحزب الله في لبنان والرئيس البيلوروسي، آخر من تبقى من أصدقاء لإيران في العالم" على ما زعمته إحدى الصحف الغربية في معرض تعليقها على الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مؤخراً إلى كل من زيمبابوي وأوغندا.
صفة أخرى أطلقتها الصحيفة على هؤلاء الزعماء عندما شددت على أنهم معادون لواشنطن. معتقدة بأنها وجهت إليهم ضربة قاضية... على أساس المقولة السمجة التي تقول إن العداء لواشنطن يضع هؤلاء الرؤساء والزعماء في خانة "الأشرار".
لكن عملية "الإحصاء" التي تجريها الصحيفة تشكو من عيب فاضح لأنها لا تحصي دولاً أخرى كثيرة معادية لواشنطن، أو على الأقل منكرة، من خلال عملها الدؤوب من أجل عالم متعدد الأقطاب، لمساعي واشنطن الهادفة إلى فرض هيمنتها على العالم.
والأهم من ذلك أنها لا تحصي الشعوب التي تناضل في عشرات البلدان من أجل كسر نير الاحتلال الأميركي أو المدعوم أميركياً، ومن أجل الإطاحة بالنظم المرتبطة بواشنطن، والتي تسجل الانتصارات تلو الانتصارات على طريق الاستقلال والتحرر.
ولا تحصي شرائح واسعة من شعوب الغرب التي ترفض الحروب التي تشنها حكوماتها على الشعوب المستضعفة، وتناضل ضد النظام الرأسمالي الذي بدأت معالم انهياره بالبروز في جميع بلدان الغرب.
وهي بالتالي لا تلحظ مسيرة التاريخ الذي شهد خلال السنوات الأخيرة انتكاس واشنطن من الطموح إلى إقامة النظام العالمي الجديد والإمبراطورية الأميركية العالمية إلى الغرق في ما لا يحصى من أزمات يرى فيها الكثيرون بداية النهاية للمشروع الأميركي بكل مرتكزاته السياسية والاقتصادية والايديولوجية والحضارية.
كما لا تلحظ، في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن وحلفاؤها إلى عزل إيران، أن إيران قد تمكنت برغم العقوبات الهادفة إلى خنقها اقتصادياً، من تحقيق إنجازات كبرى على مختلف الصعد أهمها أنها صمدت، منذ ثورتها الإسلامية قبل ثلاثين عاما، أمام أعتى أشكال الضغوط والحروب، وتمكنت من توسيع شبكة علاقاتها مع الكثير من بلدان العالم.
علاقات تشير الوقائع إلى أنها ترسم معالم النظام العالمي الجديد والبديل التحرري عن نظام الهيمنة الأميركية على العالم.
وإذا كانت الصحيفة المذكورة قد استندت إلى البروباغندا الغربية المعروفة بالتشنيع على نظام روبرت موغابي، متوهمة أن توثيق العلاقات بين هذا النظام والنظام الإسلامي في إيران يذهب باتجاه تأكيد التلفيقات الغربية حول الطبيعة الديكتاتورية للنظامين، فإنها لا تفعل بذلك غير الإمعان في السقوط في الفضيحة.
فنظام موغابي، وهنا سر النقمة الغربية عليه، فاق جميع الأنظمة التحررية في العالم الثالث بكونه قد خاض نضالاً مشهوداً ضد واحد من أبشع نظم التمييز العنصري في التاريخ. يكفي أن نتذكر اسم روديسيا الشمالية وأدم سميث، لندرك حجم الانجاز الذي حققه موغابي.
وفوق ذلك، وفي الوقت الذي تحولت فيه استقلالات البلدان الإفريقية وغيرها من بلدان العام الثالث إلى تغطيات لأنظمة رعت أشكالاً جديدة من الخضوع للمستعمر السابق أشد وأدهى من الأشكال التقليدية، استمر نظام موغابي في مسيرته التحررية عبر استعادة أراضي زيمبابوي من المستوطنين الأوروبيين وتسليمها إلى الأفارقة، أصحابها الشرعيين.
إن مجرد فكرة استعادة الأرض من مغتصبيها وتسليمها لأصحابها الشرعيين هي أشد ما يثير نقمة الغرب على موغابي، في وقت تتكاثف فيه المساعي الدولية والإقليمية لطمس جريمة اغتصاب الأرض الفلسطينية من قبل المستعمرين والمستوطنين اليهود الذي قدموا إلى فلسطين من البلدان ذاتها التي قدم منها المستوطنون البيض إلى ما كان يعرف بروديسيا الشمالية.
وبالطبع، فإن اللقاء بين موغابي ونجاد، وإقامة هذا الجسر بين إيران وقلب القارة الإفريقية، بعد الجسور التي تمت إقامتها بين إيران وأميركا اللاتينية وغيرها، من شأنه أن يفاقم نقمة واشنطن "وإسرائيل" وخوفهما على حاضر ومستقبل وجودهما في إفريقيا والعالم.
إيران وزيمبابوي بلدان يخضعان منذ سنوات لأنظمة عقوبات صارمة وإجراءت عزل مشددة. لكنهما، على الأقل منذ زيارة موغابي لطهران، عام 2007، يفكان الحصار المفروض عبر توثيق العلاقات بينهما وبين العديد من البلدان الأخرى الموصوفة بأنها تعادي واشنطن. وعبر توثيق روابط التعاون والتبادل في مجالات الطاقة والنووي وغيرها من المجالات.
إنها مؤشرات السيادة العالمية للشعوب، على ما قاله الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، خلال لقائه الأخير مع الرئيس الزيمبابوي روبرت موغابي.