ارشيف من :ترجمات ودراسات
عندما يضبط العدو كاذباً: منظومة القبة الفولاذية في الكيان الغاصب تؤجل من جديد
حسان ابراهيم
لم تكن انباء العدو عن تأجيل نشر بطارية صواريخ دفاع جوي، من نوع "القبة الفولاذية"، خبرا مفاجئا. كانت تل ابيب امام استحقاق زمني وعدت به في السابق، وعليها ان تجد "عذرا" يتيح لها تمرير ذلك امام جمهورها واعدائها، في عدم امكان نشر المنظومة، للتعذر. فبحسب موقع "واللا" الاسرائيلي على الانترنت، حالت "مشاكل تقنية" دون تفعيل المنظومة، مشيرا الى ان "الدفاع الجوي الاسرائيلي كان بالفعل قد تلقى بطاريتين من المنظومة، لكن المشاكل التقنية لن تسمح بتشغيلها، وبالتالي صدر قرار بتأجيل التشغيل خمسة اشهر اضافية".
حمل العدو في الاشهر الماضية، وكنتيجة للارباك وللازمة التي عصفت بالجيش الاسرائيلي في اعقاب الفشل أمام حزب الله عام 2006، حمولة ثقيلة جدا، اذ نشرت وسائل إعلامه عن هذه المنظومة "قصصا خيالية" ووضعت آمال الاسرائيليين عليها، وانها قادرة على تأمين مظلة حماية لهم من صواريخ المقاومة، سواء أكان ذلك ضد فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، او ضد صواريخ حزب الله في الشمال..
بداية العام الحالي وفي 6\01\2010، أعلنت وزارة الحرب
الاسرائيلية في بيان لها، عن "انتهاء الاختبارات التي تجريها على منظومة القبة الفولاذية، والمخصصة لاعتراض الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى"، وبحسب البيان، فان "المنظومة قد اجتازت بنجاح كل الاختبارات التي اجريت عليها، وباتت جاهزة فعليا للاستخدام العملاني".. تبع هذا البيان حديث اعلامي نقلا عن مصادر عسكرية رفيعة المستوى في وزارة الحرب، شدد على انه "وفقا للجدول الزمني ستوكل مهمة تشغيل المنظومة الى كتيبة القبة الفولاذية في سلاح الجو، وان اول منظومة ستوضع في الخدمة في شهر ايار/ مايو 2010، وتحديدا لتأمين الحماية لمستوطنة سديروت بالقرب من قطاع غزة"، لكن بعد كشف صحيفة "هآرتس" عن "زيف" هذه المنظومة وعدم فاعليتها، وانها ما زالت في مراحل الدراسة والتجارب غير الموفقة، بما اسمتها "خطة وهمية"، تخلت وزارة الحرب الاسرائيلية عن حديثها الابتدائي، وعادت تتحدث عن عدم امكان ايجاد حل ناجع وكامل للتهديد الصاروخي، مشيرة الى ان "ضرورات عملية" فرضت نشر المنظومة في احدى قواعد سلاح الجو، وفي نفس الموعد، اي في ايار/ مايو المقبل، ثم عادت للحديث عن امكان نشرها في الشمال مقابل تهديدات صواريخ حزب الله، وعاودت لاحقا الحديث عن نشرها في احدى القواعد العسكرية، كي تؤمن الحماية لها في حال نشبت اي مواجهة يتخللها اطلاق صواريخ على "اسرائيل".
الاعلان الاخير عن تأجيل تشغيل المنظومة، رغم تسلمها من قبل سلاح الجو الاسرائيلي، يشير الى مدى الارباك وعدم القدرة على الاعتراف، في نفس الوقت. بل ان الرواية الاسرائيلية الاخيرة، اي الاعلان عن وجود المنظومة وتسملها مع مشاكل تقنية حالت دون تشغيلها، وبالتالي تأجيل التشغيل لخمسة اشهر، يشير الى عدم موفقية في "التلفيق" وعدم براعة في حبك الروايات.
كان بامكان الجيش الاسرائيلي ان يعلن عن واقع نشر المنظومة في احدى قواعد سلاح الجو، دون الاعلان عن وقف تشغيلها لاسباب تقنية، وبالتالي كان بامكانه ان يتجنب سلسلة من الانتقادات التي سيجرها الاعلان عن تأجيل التشغيل، لكن عمى الالوان وضرورة التأكيد على الرواية الاصلية، اي ان المنظومة قد انتهت واصبح واقعا بالفعل، دفع الى السعي لتحويل الرأي العام الاسرائيلي، والرأي العام في ساحات المواجهة ايضا، نحو وجود مشاكل تقنية تشغيلية، والمحافظة على الرواية الابتدائية، اي افهام الجميع ان المنظومة موجودة والتلهي بامور اخرى حالت دون تشغيلها.. من هنا فان الهم الاساسي للجيش الاسرائيلي ان يبعد الشكوك عن وجود المنظومة، ويدفع النقاش الى امكان اخرى، تتعلق بمشاكل تقنية كما هو الاعلان الاخير.
كما قيل في سياق التعليقات على رواية منظومة القبة الفولاذية، فهي احدى الروايات التي اضطر الجيش الاسرائيلي الى حبكها، كي يعيد ثقة الاسرائيليين بجيشهم وبقدرته على تأمين دفاع عنهم امام عدو ثبت انه لم يكن قادرا على مواجهته.. سيُكتب في الايام القليلة المقبلة عن تأجيل تشغيل المنظومة، وقد يتسرب الى الاعلام حقيقة ما حصل بالفعل، وان لا وجود لهذه المنطومة في الاساس، لكن كل ذلك لن يُحظى بتغطية اعلامية واسعة كما حصل مع الحديث الابتدائي عن المنظومة وقدرتها الحمائية الفائقة.. هذه هي عادة العدو.
وكما قيل يبدو الكيان الاسرائيلي اكثر من ذي قبل عملاقا يمشي على اقدام من خزف، تتكشف يوما بعد يوم مدى زيف ادعاءاته، فكم من الروايات الاسرائيلية الاخرى التي لم تكشف بعد، في سياق الحرب النفسية التي تشنها "اسرائيل" على جمهورها، وعلى اعدائها في آن معا.
لم تكن انباء العدو عن تأجيل نشر بطارية صواريخ دفاع جوي، من نوع "القبة الفولاذية"، خبرا مفاجئا. كانت تل ابيب امام استحقاق زمني وعدت به في السابق، وعليها ان تجد "عذرا" يتيح لها تمرير ذلك امام جمهورها واعدائها، في عدم امكان نشر المنظومة، للتعذر. فبحسب موقع "واللا" الاسرائيلي على الانترنت، حالت "مشاكل تقنية" دون تفعيل المنظومة، مشيرا الى ان "الدفاع الجوي الاسرائيلي كان بالفعل قد تلقى بطاريتين من المنظومة، لكن المشاكل التقنية لن تسمح بتشغيلها، وبالتالي صدر قرار بتأجيل التشغيل خمسة اشهر اضافية".
حمل العدو في الاشهر الماضية، وكنتيجة للارباك وللازمة التي عصفت بالجيش الاسرائيلي في اعقاب الفشل أمام حزب الله عام 2006، حمولة ثقيلة جدا، اذ نشرت وسائل إعلامه عن هذه المنظومة "قصصا خيالية" ووضعت آمال الاسرائيليين عليها، وانها قادرة على تأمين مظلة حماية لهم من صواريخ المقاومة، سواء أكان ذلك ضد فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، او ضد صواريخ حزب الله في الشمال..
بداية العام الحالي وفي 6\01\2010، أعلنت وزارة الحرب
الاسرائيلية في بيان لها، عن "انتهاء الاختبارات التي تجريها على منظومة القبة الفولاذية، والمخصصة لاعتراض الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى"، وبحسب البيان، فان "المنظومة قد اجتازت بنجاح كل الاختبارات التي اجريت عليها، وباتت جاهزة فعليا للاستخدام العملاني".. تبع هذا البيان حديث اعلامي نقلا عن مصادر عسكرية رفيعة المستوى في وزارة الحرب، شدد على انه "وفقا للجدول الزمني ستوكل مهمة تشغيل المنظومة الى كتيبة القبة الفولاذية في سلاح الجو، وان اول منظومة ستوضع في الخدمة في شهر ايار/ مايو 2010، وتحديدا لتأمين الحماية لمستوطنة سديروت بالقرب من قطاع غزة"، لكن بعد كشف صحيفة "هآرتس" عن "زيف" هذه المنظومة وعدم فاعليتها، وانها ما زالت في مراحل الدراسة والتجارب غير الموفقة، بما اسمتها "خطة وهمية"، تخلت وزارة الحرب الاسرائيلية عن حديثها الابتدائي، وعادت تتحدث عن عدم امكان ايجاد حل ناجع وكامل للتهديد الصاروخي، مشيرة الى ان "ضرورات عملية" فرضت نشر المنظومة في احدى قواعد سلاح الجو، وفي نفس الموعد، اي في ايار/ مايو المقبل، ثم عادت للحديث عن امكان نشرها في الشمال مقابل تهديدات صواريخ حزب الله، وعاودت لاحقا الحديث عن نشرها في احدى القواعد العسكرية، كي تؤمن الحماية لها في حال نشبت اي مواجهة يتخللها اطلاق صواريخ على "اسرائيل".
الاعلان الاخير عن تأجيل تشغيل المنظومة، رغم تسلمها من قبل سلاح الجو الاسرائيلي، يشير الى مدى الارباك وعدم القدرة على الاعتراف، في نفس الوقت. بل ان الرواية الاسرائيلية الاخيرة، اي الاعلان عن وجود المنظومة وتسملها مع مشاكل تقنية حالت دون تشغيلها، وبالتالي تأجيل التشغيل لخمسة اشهر، يشير الى عدم موفقية في "التلفيق" وعدم براعة في حبك الروايات.
كان بامكان الجيش الاسرائيلي ان يعلن عن واقع نشر المنظومة في احدى قواعد سلاح الجو، دون الاعلان عن وقف تشغيلها لاسباب تقنية، وبالتالي كان بامكانه ان يتجنب سلسلة من الانتقادات التي سيجرها الاعلان عن تأجيل التشغيل، لكن عمى الالوان وضرورة التأكيد على الرواية الاصلية، اي ان المنظومة قد انتهت واصبح واقعا بالفعل، دفع الى السعي لتحويل الرأي العام الاسرائيلي، والرأي العام في ساحات المواجهة ايضا، نحو وجود مشاكل تقنية تشغيلية، والمحافظة على الرواية الابتدائية، اي افهام الجميع ان المنظومة موجودة والتلهي بامور اخرى حالت دون تشغيلها.. من هنا فان الهم الاساسي للجيش الاسرائيلي ان يبعد الشكوك عن وجود المنظومة، ويدفع النقاش الى امكان اخرى، تتعلق بمشاكل تقنية كما هو الاعلان الاخير.
كما قيل في سياق التعليقات على رواية منظومة القبة الفولاذية، فهي احدى الروايات التي اضطر الجيش الاسرائيلي الى حبكها، كي يعيد ثقة الاسرائيليين بجيشهم وبقدرته على تأمين دفاع عنهم امام عدو ثبت انه لم يكن قادرا على مواجهته.. سيُكتب في الايام القليلة المقبلة عن تأجيل تشغيل المنظومة، وقد يتسرب الى الاعلام حقيقة ما حصل بالفعل، وان لا وجود لهذه المنطومة في الاساس، لكن كل ذلك لن يُحظى بتغطية اعلامية واسعة كما حصل مع الحديث الابتدائي عن المنظومة وقدرتها الحمائية الفائقة.. هذه هي عادة العدو.
وكما قيل يبدو الكيان الاسرائيلي اكثر من ذي قبل عملاقا يمشي على اقدام من خزف، تتكشف يوما بعد يوم مدى زيف ادعاءاته، فكم من الروايات الاسرائيلية الاخرى التي لم تكشف بعد، في سياق الحرب النفسية التي تشنها "اسرائيل" على جمهورها، وعلى اعدائها في آن معا.