ارشيف من :ترجمات ودراسات
تهويل العدو نتيجة عجزه عن العدوان وليس تمهيدا له
كتب المحرر العبري
يطيب للبعض في لبنان أن يقارن بين الحملة الأميركية التي مهدت للعدوان على العراق واحتلاله في العام 2003، وبين الحملة الإسرائيلية الأميركية بخصوص صواريخ سكود ليصلوا إلى نتيجة مفادها أن العدو الصهيوني في طور الإعداد لعدوان وشيك على سوريا و/او لبنان، تمهد له بحملة إعلامية سياسية حول تزويد سوريا لحزب الله بصواريخ سكود.
من دون الدخول في الكثير من التفاصيل يكفي أن نشير إلى فرق أساسي بين الحالتين، ففي الحالة الأولى، العراقية، كانت الحملة الإعلامية الأميركية، نتاج قرار سابق اتخذته إدارة بوش باحتلال العراق، وأرادت أن تمهد له عبر رفع شعارات واعذار، تغطي حقيقة أهدافها، في المقابل لم يكن أمام الجيش الأميركي أي عقبات ميدانية.
أما في الحالة اللبنانية، فموازين القوى مختلفة بالكامل، والمشكلة أمام الإسرائيلي ليست في الغطاء الدولي ولا في المبررات التي يستطيع أن يختلقها في أي وقت، وانما مشكلته ميدانية عملانية. ولو كان، العدو، يستطيع أن يقضي على المقاومة لما تأخر عن المبادرة.
وأما ما يُحكى عن موقف أميركي رافض في هذه المرحلة لأي تصعيد عسكري واسع في المنطقة، فما هو إلا نتيجة للعجز الإسرائيلي، وفي اللحظة التي يُقدِّر فيها العدو، ومن ورائه الأميركي، انه قادر على تغيير الواقع في لبنان لتوفر الغطاء الأميركي، لهذا الاعتداء، فورا. أي إن توفر عنصر القدرة وضمان تحقيق النتائج هو الذي ينتج الغطاء الأميركي لهذه الحرب.
أمام هذا الواقع لم يعد غريبا أن يبادر رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، خلال يومين متتاليين وفي مناسبين مختلفتين، إلى نفي وجود نوايا إسرائيلية بضرب سوريا ووصفه ذلك بالكذب، رغم كل الصراخ والاتهامات التي يوجهها لسوريا على خلفية اتهامها تزويد حزب الله بصواريخ سكود.
خاصة وان التهويلات الإعلامية والقنوات الدبلوماسية، تفترض من اجل أن تعطي ثمارها، إلى قدر من التهديد أو على الأقل اعتماد الغموض حول حقيقة النوايا الإسرائيلية.
أما بخصوص ما يمكن أن تساهم به هذه الحملة الإسرائيلية التهويلية، على صعيد بناء مشروعية، في الرأي العام الغربي، لحرب مستقبلية. من الجدير الإشارة إلى أن هذا البعد ينطوي ضمنا على وجود قيود فعلية تمنع الإسرائيلي، في المرحلة الحالية، عن المبادرة العملانية. والدليل الأكبر على ذلك أن العدو يكتفي منذ سنوات بالحديث عن مسار تراكمي، كمي ونوعي، لقدرات حزب الله الصاروخية. وبات يقوم بدور المقدر لتنامي هذه القدرات التي يقيسها بأضعاف ما كانت عليه قبل حرب العام 2006. أما من حيث النوع فيؤكد العدو ان أي حرب مستقبلية لن تكون ككل الحروب التي خاضها منذ قيامها في العام 1948.
ويمكن القول ان المحطة الفاصلة في بلورة موازين القوى بين العدو وحزب الله، تتمثل بالخطاب الذي ألقاه الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في الذكرى السنوية للقادة الشهداء في شهر شباط الماضي، حيث أرسى معادلات وتوازنات جديدة في الصراع القائم.
وعليه ما يمكن التأكيد عليه، في ظل التفسيرات المتعددة للصراخ الأميركي الإسرائيلي، أن العدو لجأ إليه كبديل عن عجزه عن المبادرة الميدانية.
يطيب للبعض في لبنان أن يقارن بين الحملة الأميركية التي مهدت للعدوان على العراق واحتلاله في العام 2003، وبين الحملة الإسرائيلية الأميركية بخصوص صواريخ سكود ليصلوا إلى نتيجة مفادها أن العدو الصهيوني في طور الإعداد لعدوان وشيك على سوريا و/او لبنان، تمهد له بحملة إعلامية سياسية حول تزويد سوريا لحزب الله بصواريخ سكود.
من دون الدخول في الكثير من التفاصيل يكفي أن نشير إلى فرق أساسي بين الحالتين، ففي الحالة الأولى، العراقية، كانت الحملة الإعلامية الأميركية، نتاج قرار سابق اتخذته إدارة بوش باحتلال العراق، وأرادت أن تمهد له عبر رفع شعارات واعذار، تغطي حقيقة أهدافها، في المقابل لم يكن أمام الجيش الأميركي أي عقبات ميدانية.
أما في الحالة اللبنانية، فموازين القوى مختلفة بالكامل، والمشكلة أمام الإسرائيلي ليست في الغطاء الدولي ولا في المبررات التي يستطيع أن يختلقها في أي وقت، وانما مشكلته ميدانية عملانية. ولو كان، العدو، يستطيع أن يقضي على المقاومة لما تأخر عن المبادرة.
وأما ما يُحكى عن موقف أميركي رافض في هذه المرحلة لأي تصعيد عسكري واسع في المنطقة، فما هو إلا نتيجة للعجز الإسرائيلي، وفي اللحظة التي يُقدِّر فيها العدو، ومن ورائه الأميركي، انه قادر على تغيير الواقع في لبنان لتوفر الغطاء الأميركي، لهذا الاعتداء، فورا. أي إن توفر عنصر القدرة وضمان تحقيق النتائج هو الذي ينتج الغطاء الأميركي لهذه الحرب.
أمام هذا الواقع لم يعد غريبا أن يبادر رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، خلال يومين متتاليين وفي مناسبين مختلفتين، إلى نفي وجود نوايا إسرائيلية بضرب سوريا ووصفه ذلك بالكذب، رغم كل الصراخ والاتهامات التي يوجهها لسوريا على خلفية اتهامها تزويد حزب الله بصواريخ سكود.
خاصة وان التهويلات الإعلامية والقنوات الدبلوماسية، تفترض من اجل أن تعطي ثمارها، إلى قدر من التهديد أو على الأقل اعتماد الغموض حول حقيقة النوايا الإسرائيلية.
أما بخصوص ما يمكن أن تساهم به هذه الحملة الإسرائيلية التهويلية، على صعيد بناء مشروعية، في الرأي العام الغربي، لحرب مستقبلية. من الجدير الإشارة إلى أن هذا البعد ينطوي ضمنا على وجود قيود فعلية تمنع الإسرائيلي، في المرحلة الحالية، عن المبادرة العملانية. والدليل الأكبر على ذلك أن العدو يكتفي منذ سنوات بالحديث عن مسار تراكمي، كمي ونوعي، لقدرات حزب الله الصاروخية. وبات يقوم بدور المقدر لتنامي هذه القدرات التي يقيسها بأضعاف ما كانت عليه قبل حرب العام 2006. أما من حيث النوع فيؤكد العدو ان أي حرب مستقبلية لن تكون ككل الحروب التي خاضها منذ قيامها في العام 1948.
ويمكن القول ان المحطة الفاصلة في بلورة موازين القوى بين العدو وحزب الله، تتمثل بالخطاب الذي ألقاه الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في الذكرى السنوية للقادة الشهداء في شهر شباط الماضي، حيث أرسى معادلات وتوازنات جديدة في الصراع القائم.
وعليه ما يمكن التأكيد عليه، في ظل التفسيرات المتعددة للصراخ الأميركي الإسرائيلي، أن العدو لجأ إليه كبديل عن عجزه عن المبادرة الميدانية.