ارشيف من :ترجمات ودراسات
المقتطف العبري ليوم السبت 1 أيار/ مايو 2010
"إسرائيل" قد تهاجم في الشمال قريباً
المصدر: "موقع القناة السابعة على الانترنت"
"قال هذا الأسبوع وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط انه يوجد "في لبنان حالة هلع كاملة" من احتمال شن هجوم إسرائيلي جديد. خلفية هذا الهلع هي التقارير التي تتحدث عن نقل صواريخ السكود من سوريا إلى حزب الله.
في هذا السياق قال العقيد احتياط كوبي ماروم، قائد القطاع الشرقي في لبنان، في مقابلة مع القناة السابعة انه على ما يبدو فان الرد يقترب، وأضاف انه "منذ انتهاء حرب لبنان الثانية يواصل حزب الله التسلح، القرار 1701 غير موجود، والجميع يرى أن سوريا وإيران يواصلان نقل السلاح. لا شك أن صواريخ السكود التي نقلت في الفترة الأخيرة رفعت من حالة التوتر، وإسرائيل لا تستطيع أن تجلس جانبا وتشاهد، قد تأتي اللحظة التي ترد فيها إسرائيل".
ويقدر ماروم أن "إسرائيل" لن تفتح فورا جبهة جديدة، ويضيف "أنا لا أرى وضع تبادر فيه إسرائيل لشن حرب لبنان ثالثة، لكن إذا لم تنجح جميع الرسائل الدبلوماسية، فبالتأكيد الأمر ليس من الوهم أن يتم مهاجمة قافلة ذخائر تنقل صواريخ إلى حزب الله، وسيكون الأمر إشارة تحذير".
وحسب كلامه سنوات الهدوء هي نتاج ترميم قدرة الردع الإسرائيلية، "ينبغي التذكير أن السنوات الأربع الأخيرة كانت من السنوات الأهدأ التي عرفها الشمال، وهذا حصل على الرغم من الإخفاقات في حرب لبنان الثانية. في نهاية الأمر إسرائيل نجحت في ترميم الردع".
ــــــــــــــــ
تهويل العدو نتيجة عجزه عن العدوان وليس تمهيدا له
كتب المحرر العبري
يطيب للبعض في لبنان أن يقارن بين الحملة الأميركية التي مهدت للعدوان على العراق واحتلاله في العام 2003، وبين الحملة الإسرائيلية الأميركية بخصوص صواريخ سكود ليصلوا إلى نتيجة مفادها أن العدو الصهيوني في طور الإعداد لعدوان وشيك على سوريا و/او لبنان، تمهد له بحملة إعلامية سياسية حول تزويد سوريا لحزب الله بصواريخ سكود.
من دون الدخول في الكثير من التفاصيل يكفي أن نشير إلى فرق أساسي بين الحالتين، ففي الحالة الأولى، العراقية، كانت الحملة الإعلامية الأميركية، نتاج قرار سابق اتخذته إدارة بوش باحتلال العراق، وأرادت أن تمهد له عبر رفع شعارات واعذار، تغطي حقيقة أهدافها، في المقابل لم يكن أمام الجيش الأميركي أي عقبات ميدانية.
أما في الحالة اللبنانية، فموازين القوى مختلفة بالكامل، والمشكلة أمام الإسرائيلي ليست في الغطاء الدولي ولا في المبررات التي يستطيع أن يختلقها في أي وقت، وانما مشكلته ميدانية عملانية. ولو كان، العدو، يستطيع أن يقضي على المقاومة لما تأخر عن المبادرة.
وأما ما يُحكى عن موقف أميركي رافض في هذه المرحلة لأي تصعيد عسكري واسع في المنطقة، فما هو إلا نتيجة للعجز الإسرائيلي، وفي اللحظة التي يُقدِّر فيها العدو، ومن ورائه الأميركي، انه قادر على تغيير الواقع في لبنان لتوفر الغطاء الأميركي، لهذا الاعتداء، فورا. أي إن توفر عنصر القدرة وضمان تحقيق النتائج هو الذي ينتج الغطاء الأميركي لهذه الحرب.
أمام هذا الواقع لم يعد غريبا أن يبادر رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، خلال يومين متتاليين وفي مناسبين مختلفتين، إلى نفي وجود نوايا إسرائيلية بضرب سوريا ووصفه ذلك بالكذب، رغم كل الصراخ والاتهامات التي يوجهها لسوريا على خلفية اتهامها تزويد حزب الله بصواريخ سكود.
خاصة وان التهويلات الإعلامية والقنوات الدبلوماسية، تفترض من اجل أن تعطي ثمارها، إلى قدر من التهديد أو على الأقل اعتماد الغموض حول حقيقة النوايا الإسرائيلية.
أما بخصوص ما يمكن أن تساهم به هذه الحملة الإسرائيلية التهويلية، على صعيد بناء مشروعية، في الرأي العام الغربي، لحرب مستقبلية. من الجدير الإشارة إلى أن هذا البعد ينطوي ضمنا على وجود قيود فعلية تمنع الإسرائيلي، في المرحلة الحالية، عن المبادرة العملانية. والدليل الأكبر على ذلك أن العدو يكتفي منذ سنوات بالحديث عن مسار تراكمي، كمي ونوعي، لقدرات حزب الله الصاروخية. وبات يقوم بدور المقدر لتنامي هذه القدرات التي يقيسها بأضعاف ما كانت عليه قبل حرب العام 2006. أما من حيث النوع فيؤكد العدو ان أي حرب مستقبلية لن تكون ككل الحروب التي خاضها منذ قيامها في العام 1948.
ويمكن القول ان المحطة الفاصلة في بلورة موازين القوى بين العدو وحزب الله، تتمثل بالخطاب الذي ألقاه الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في الذكرى السنوية للقادة الشهداء في شهر شباط الماضي، حيث أرسى معادلات وتوازنات جديدة في الصراع القائم.
وعليه ما يمكن التأكيد عليه، في ظل التفسيرات المتعددة للصراخ الأميركي الإسرائيلي، أن العدو لجأ إليه كبديل عن عجزه عن المبادرة الميدانية.
ـــــــــــــــــــ
تفاهم أوباما ـ نتنياهو: نحو تسوية انتقالية أم لكسب مزيد من الوقت؟
كتب المحرر العبريتحدثت تقارير إعلامية إسرائيلية عن تفاهم سري توصلت إليه إدارة البيت الأبيض والحكومة الإسرائيلية، يسمح بموجبه لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو الإعلان عن عدم موافقته على تجميد البناء في القدس الشرقية، على أن يمتنع عن القيام بأي خطوات عملانية تربك وتحرج الطرفين الأميركي والإسرائيلي، كمقدمة لاستئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية غير المباشرة.
من حيث المضمون يبدو جليا أن الرئيس الأميركي باراك اوباما اخذ بعين الاعتبار تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بالشعارات التي يرفعها وظروفه الداخلية. إذ بموجب ذلك يمكن لنتنياهو أن يبدو كزعيم صلب لم يرضخ أمام الضغوط الأميركية وهو أمر يحتاجه في مواجهة معارضيه سواء داخل حزبه أو من قبل الأطراف اليمينية الأخرى.
لكن السؤال الأساسي يتمحور حول القاعدة التي ينبغي أن تجري على أساسها المفاوضات، هل ستقتصر على محاولة تقريب المواقف، وفي ضوئها يتم تحديد ما إذا كان بالإمكان الانتقال إلى المفاوضات المباشرة؟ ام سيتم خلالها بحث القضايا الأساسية المتعلقة بالتسوية النهائية؟ أم كما أعلن في مرحلة سابقة، تحديد حدود الدولة الفلسطينية المرتقبة؟.
أمام هذه التساؤلات قدَّم نتنياهو اقتراحا للإدارة الأميركية، بحسب ما كشف المعلق السياسي في صحيفة "هآرتس"، "الوف بن"، يقضي بأن تبادر إسرائيل إلى تسوية انتقالية جديدة في الضفة الغربية، تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية بحدود مؤقتة، مقابل تأجيل البحث في القدس. على أن يتشدد الرئيس الأميركي في مقابل إيران وسوريا فضلا عن التوافق حول عدم إحراج أي من الطرفين للآخر في المجالات التي تتباين مواقفهما إزاءها.
رغم أن نتنياهو لم يعلن تبنيه رسميا لطرح كهذا، ومن المستبعد أن يقدم على ذلك في المدى المنظور، إلا أنه قد يشكل خط دفاع لنتنياهو في مواجهة ضغوط أميركية لفرض تسوية تتضمن صيغ معينة ذات صلة بقضية القدس وقضايا أخرى محرجة لليمين الإسرائيلي. رغم انه سيبقى يحاول التسويف والحؤول دون طرح القضايا الأساسية، القدس واللاجئين والمستوطنات والحدود، على طاولة المفاوضات للوصول إلى تسوية نهائية وشاملة.
أما في حال حصول ضغط أميركي جدي ومتواصل، سيجد نتنياهو نفسه ملزما بالتراجع خطوة إلى الوراء من اجل أن لا يضطر إلى تقديم مواقفه النهائية من القضايا الاساسية المشار إليها. والطريق الوحيد إلى ذلك هو الدفع باتجاه تسوية انتقالية جديدة، بعد 17 سنة من التسوية الانتقالية الأولى، اتفاق أوسلو عام 1993، وتشكل إقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة إحدى أهم صيغ هذه التسوية (الانتقالية).
خاصة وأن استمرار السجال الأميركي الإسرائيلي حول قضية التسوية يتعارض بشكل حاد مع أولويات الحكومة الإسرائيلية وتحديدا رئيسها بنيامين نتنياهو الذي يدفع باتجاه أن تكون وجهة إدارة اوباما نحو البرنامج النووي الإيراني. وبالتالي فإن إصرار نتنياهو على معارضة الطروحات الأميركية سيدفع بالتسوية إلى أعلى سلم اهتمامات الولايات المتحدة. في حين التوصل إلى صيغة ما ترضي الأميركي، قد تمكنه من إعادة توجيه الاهتمامات نحو الجمهورية الإسلامية وتفتح المجال أمامه للمطالبة بإجراءات عملية ضد ايران بعدما قام بنصيبه في هذا المجال.
لكن الشرط الاساسي لهذا السيناريو هو ان تكون لدى اوباما الجدية والقدرة على الدفع باتجاه تسوية نهائية والا فإن نتنياهو سيبقى يحاول، كما فعل حتى الان، كسب المزيد من الوقت خاصة وان أي تسوية سياسية مع السلطة الفلسطينية، انتقالية كانت ام نهائية، قد تؤدي إلى اهتزازات وتصدعات داخل حزب الليكود.