ارشيف من : 2005-2008
حزب الله وحركة أمل يردان على جنبلاط:لو تجسد الغدر رجلا في هذا الزمن الرديء لكان اسمه وليد جنبلاط
ردّ حزب الله وحركة أمل على افتراءات النائب وليد جنبلاط المتمادية على المقاومة وسلاحها، التي تجاوز فيها كل الخطوط الحمراء بوصفه سلاح المقاومة بأنه "سلاح الغدر"! وقال حزب الله في بيانه الأول رداً على الأخير: "لو تجسد الغدر رجلا في هذا الزمن الرديء لكان اسمه وليد جنبلاط". وفند الحزب أيضاً افتراءات جنبلاط في بيان ثانٍ متهماً إياه بـ"تنصيب نفسه وصيّا على الحكومة وتحديد شروط العودة إليها". ودعاه إلى "إفراغ ما بقي في جعبته من اتهامات وشتائم إذا كان لديه من تهم جاهزة لإحداث فتن بين شرائح المجتمع اللبناني". واعتبرت حركة أمل في سياق ردها على جنبلاط أنه "صاحب الدور الأساسي في إفشال كل اتفاق ووفاق حول عودة وزراء الحركة والحزب إلى الحكومة".
وقال حزب الله في بيانٍ هو الأول من نوعه: "إن وصف النائب وليد جنبلاط لسلاح المقاومة بسلاح الغدر هو أخطر ما قاله جنبلاط حتى الآن في حفلة جنونه القائمة منذ أسابيع، وهذا الوصف الغادر قد تجاوز كل الخطوط الحمراء وكل الضوابط والقيم والمصالح والموازين. وإننا اليوم نحتكم الى ضمير الشعب اللبناني وإلى شعوب أمتنا العربية والإسلامية لتحكم بيننا وبين من ظلمنا واجترأ علينا. ونقول للبنانيين: استعرضوا تاريخكم المعاصر كله ـ ولا نريد أن ندخل في التفاصيل ـ أيهما سلاح الغدر، سلاح المقاومة أم سلاح وليد جنبلاط؟ هل السلاح الذي حرر وحمى وأعز لبنان أم السلاح الذي دمر وهجر وأحرق وقتل وارتكب المجازر! ردنا (الليلة) وفي هذه العجالة هو جملة مختصرة.. "أيها اللبنانيون، لو تجسد الغدر رجلا في هذا الزمن الرديء لكان اسمه وليد جنبلاط".
وفي بيان ثانٍ قال حزب الله: طالعنا النائب وليد جنبلاط بمجموعة جديدة من المواقف والتصريحات في سياق اتهاماته وحملته المستمرة على المقاومة، وتوخيا لإطلاع الرأي العام وجعله حكماً بيننا وبين من يظلم مقاومتنا ويفتري عليها، يهمنا الإشارة إلى النقاط التالية:
أولا: هل كانت مواقف السيد جنبلاط في الآونة الأخيرة عبارة عن نقد سياسي أو رأي آخر، أم هي اتّهامات وشتائم طعنت آلاف الشهداء في معركة تحرير بيروت إلى تحرير الشريط الحدودي من العدو الإسرائيلي؟ ومن الذي فقد أعصابه في سياق حملة الشتائم ضدّ المقاومة وفيها الحديث عن المربعات الأمنية إلى السيارات المفخخة والتشكيك في ولاء المقاومة وصولا إلى "سلاح الغدر"؟ فضلا عن الحديث عن أدوار الدول التي دعمت الشعب اللبناني وخصوصا إيران واعتبار أدوارها مشبوهة، واتهام حزب الله بأنه يريد إفقار الشعب.. واللائحة تطول في حفلة الشتائم الموثقة تسجيلا وتصويرا لدى كل وسائل الإعلام، ويستطيع السيد جنبلاط أن يراجعها ليتأكد من هو الشتّام الفاقد لأعصابه.
ثانيا: إننا ننصح السيد جنبلاط بعدم الاختباء وراء جمهور 14 آذار أو أهل الجبل وهو يطلق شتائمه واتهاماته ضدّ المقاومة. إنّ بياننا توجه بالنقد المباشر له شخصيا ولمواقفه وحفلاته الشخصية، ولم يرد أي ذكر أو إشارة مضمرة أو معلنة تجاه أهل الجبل الذين نجلّهم ونحترمهم ونقدّر تضحياتهم، أو إلى جمهور واسع من شعبنا اللبناني هو جمهور 14 آذار، إلاّ إذا كان السيد جنبلاط يعتبر أنّه يختصر بشخصه أهل الجبل وجمهور 14 آذار، وهذا ما لا نقره، تماما كما لا نقر محاولته تنصيب نفسه وصيّا على الحكومة وتحديد شروط العودة إليها.
ثالثا: في سياق حملة التحريض ومحاولة زرع الفتن المتنقلة، يوجه السيد جنبلاط اتهامات القتل والاغتيال لكل جهة يرغب في مخاصمتها، فهو للمرة الثانية يحاول إيجاد فتنة بين جمهور المقاومة من حزب الله والحزب الشيوعي اللبناني باتهامنا بأعمال اغتيال ضدّ كوادر في الحزب الشيوعي.. إنّ طلبنا البسيط من السيد جنبلاط تقديم أي دليل مهما كان نوعه لإثبات مزاعمه وادعاءاته، وندعوه لإفراغ ما بقي في جعبته من اتهامات وشتائم إذا كان لديه من تهم جاهزة لإحداث فتن بين شرائح المجتمع اللبناني.
حركة أمل
من جهتها قالت حركة أمل في بيان صدر عن المكتب الإعلامي المركزي: "في محاولتنا لخفض سقف التوتر وإفشالا للتصريحات اليومية المتدحرجة من أعلى لجر الوطن نحو الفتنة، كنا آلينا على أنفسنا في حركة أمل كظم الغيظ والتمهل علّ الرشد يعود لمن يظن أنه عاد الى عهد المتصرفية. ولكن ازاء التمادي المتواصل على المقاومة ودورها ورموزها ومواقعنا السياسية وعلى التاريخ والجغرافيا معاً، فإننا نؤكد:
أولاً: ان آخر من يحق له الكلام عن الولاء الوطني هو الذي كما يعلم الجميع آخر من تعرّف الى علم لبنان.
ثانياً: من نصّب نفسه قيّما على الحكومة "وهو ليس رئيس وزرائها" كيف يسمح لنفسه بوضع شروط او ضوابط لعملها؟ وكيف يحق له ان يطالب وزراء الحركة والحزب بالخضوع لامتحان للعودة، وهو صاحب الدور الأساسي في إفشال كل اتفاق ووفاق حول هذا الأمر؟
ثالثاً: من يقف ضد الحوار الداخلي او الخارجي لمصلحة لبنان هو الذي يجمّد البلد ووضعه الاقتصادي وتأخير كل مؤتمر داعم للبنان، وليس الذي ينادي بالتوافق والتشاور.
رابعاً: إننا أخيرا لا آخراً، لا نميّز جمهور الرابع عشر من آذار عن جمهورنا، ولم نمارس يوما من الأيام سياسات العزل، وكنا ولا نزال نطالب ونسعى لجمع شباب لبنان سواء الذين احتشدوا في 8 او 14 آذار ليكونوا قوة وحدة من أجل لبنان.
عاش لبنان.. فهل نتركه يعيش؟
فلنتقِ الله!
كما ردّ عدد من فصائل المقاومة الفلسطينية على اتهامات جنبلاط، فتحدث الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد جبريل عن محاولة جنبلاط قبل أربعة أشهر تبديل سلاح الجبهة بتوفير الغطاء سياسي لها، مشدداً على رفض تلك الخطة، واصفاً إياها بأنها جزء من "المخطط الانهزامي الصهيوني يقوده جنبلاط".
وأصدرت حركة فتح الانتفاضة بياناً أدانت فيه مواقف جنبلاط من السلاح الفلسطيني، واعتبرت أن مواقفه تصب في خانة تحقيق البرامج والأهداف الأميركية والصهيونية.
متفرقات/ العدد 1145 ـ 20 كانون الثاني/ يناير 2006