ارشيف من :ترجمات ودراسات
لماذا رفعت الرقابة العسكرية الإسرائيلية السرية عن صواريخ حزب الله الاستراتيجية؟
كتب المحرر العبري
بعد التقرير الذي قدمه رئيس وحدة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية الصهيونية، العميد يوسي بايدتس، أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست وأقر فيه بأن حزب الله يملك قدرات صاروخية استراتيجية قادرة على ضرب العمق الإسرائيلي من عمق الأراضي اللبنانية، تتمتع بدقة الإصابة وبقدرات تدميرية هائلة، وتعمل على الوقود الصلب...، وسماح الرقابة العسكرية للإعلام في كيان العدو بالحديث عن القدرات الصاروخية لحزب الله، ضخت مختلف الوسائل الإعلامية في كيان العدو سلسلة تقارير تتحدث بإسهاب عن امتلاك حزب الله صواريخ متطورة من نوع M600، وعن تداعيات ذلك على الوضع الاستراتيجي على الكيان الغاصب ودوره في بلورة معادلات إقليمية جديدة.
وعليه، يطرح سؤال لماذا رفعت الرقابة العسكرية في الكيان الاحتلالي ستار السرية عما هو متوافر من معطيات حول قدرات حزب الله الصاروخية؟.
لا شك أن للرقابة العسكرية في الكيان الصهيوني، معاييرها في عمليتي المنع والسماح، سواء كان بهدف إخفاء المعلومات أو للتضليل أو للمحافظة على حالة الغموض أو تفاديا لحدوث آثار سلبية على الجمهور الإسرائيلي، أو لغايات أخرى مفترضة...
في كل الأحوال، من الجدير الإشارة إلى أن سماح الرقابة العسكرية بالحديث عن صواريخ حزب الله أتى بعد انتشار التقارير الإعلامية، حول صواريخ حزب الله، في الوسائل الأجنبية، عربية ودولية، وبالتالي لم يعد هناك أي معنى واقعي لمنع وسائل الإعلام الصهيونية عن الحديث بقضايا منتشرة في أنحاء العالم، وخاصة ان الجمهور الإسرائيلي قادر على الاطلاع عليها...
أضف إلى أن إعلان الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، في خطابه في الذكرى السنوية للقادة الشهداء، عن معادلة الرد بالمثل والتي لا يمكن تطبيقها إلا في حال امتلاك حزب الله قدرات صاروخية تتمتع بالدقة والتدمير والمدى الطويل، افقد السرية المفروضة حول هذه المعلومات، الكثير من معانيها وأبعادها خاصة بعدما ترك ذلك آثاره على جمهور المستوطنين، الذي لم يبق أمامه سوى معرفة أنواع الصواريخ وأسمائها (وهذا ما لا اهمية له).
من ناحية أخرى، يمكن التقدير بأن الصراخ الإسرائيلي، الاعلامي والامني والسياسي، أتى بعدما وصل العدو إلى طريق مسدود لدى دراسته لخياراته في مواجهة تنامي قدرات حزب الله الصاروخية، الكمية والنوعية.
وعليه يمكن القول ان إخراج هذه القضية إلى الضوء في الساحة الإسرائيلية، أتى بعدما فقدت السرية معناها وأهدافها، وبعدما وجد العدو نفسه مقيدا ومردوعا عن المبادرة إلى خطوات عملانية، ما دفعه للسماح للإعلام بأن ينطلق استنجادا بالمجتمع الدولي، وتحديدا بالإدارة الأميركية. من هنا نلاحظ أن كل ذلك تم بالتزامن مع المحادثات التي أجراها وزير الحرب في كيان العدو ايهود باراك في واشنطن، والتي كان احد محاورها، قدرات حزب الله الصاروخية.. واعتبار وزير الحرب الأميركي روبرت غيتس أن حزب الله يملك من الصواريخ اكثر مما تملكه اغلب حكومات العالم.