ارشيف من :أخبار اليوم
ضباط إسرائيليون يتهمون حكومتهم والأركان العامة بعدم امتلاك إستراتيجية واضحة مقابل سوريا وحزب الله
المصدر: "موقع تيك دبكا الاخباري على الانترنت"
"وجه يوم أمس ضباط رفيعي المستوى شاركوا هذا الاسبوع في مناورة الحرب الواسعة النطاق التي اجراها الجيش الاسرائيلي في الشمال، انتقادات واسعة ضد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وضد رئيس الاركان العامة غابي أشكنازي، والمناورة المذكورة جرى فيها محاكاة امكانية ووقوع حرب مع حزب الله.
احد الضباط يقول إنه ليس فقط أن ليس لدى الحكومة والاركان العامة سياسة واضحة بخصوص كيفية معالجة التهديد العسكري لحزب الله، بل أيضا ليس لديهما أي خطة بخصوص كيفية وقف تدفق السلاح من سوريا الى حزب الله.
وقال عدد من الضباط الذين التقوا رئيس الحكومة نتنياهو ورئيس الاركان يوم الثلاثاء الماضي، في ختام المناورة، أنهم فهموا بأن السياسة الوحيدة القائمة هي عدم القيام بأي عملية لوقف تدفق السلاح السوري الى حزب الله ، والانتظار حتى يفتح حزب الله الحرب، لأن كل ما يريده نتنياهو وأشكنازي هو المحافظة على الهدوء على الحدود الاسرائيلية مع لبنان وسوريا، ومهما كان الثمن.
وانتقد عدد من الضباط كلام نتنياهو، عندما قال أن إيران تقرع طبول الحرب وهي تحرض سوريا وحزب الله، وايضا قوله انها تنقل اليهما معلومات كاذبة، وكأن اسرائيل تنوي مهاجمتهما. وقال الضباط إن عرض هذه الامور هو أمر خاطئ، وهو يصب في مصلحة بشار الاسد وحسن نصر الله.
وقال أحد الضباط الذين شاركوا في المناورة "ربما قد تكون ايران قد نقلت مثل هذه المعلومات، ولكن من الامور التي تبدو على الارض، فإن الاسد ونصر الله ليسا بحاجة الى هذه المعلومات من اجل أن يعملا". وكما ننظر اليهم بمناظير كبيرة يقول ضابط، فهم أيضا ينظرون الينا بمناظير أكبر، ويشاهدون كل حركة صغيرة نقوم بها. لكن ما الذي يرونه؟.
يرون إن الجيش لا يستعد للقيام حتى بخطوة صغيرة واحدة ، من أجل تنفيذ تحذيرات حكومة اسرائيل التي قالت فيها بأنها سوف تعمل ضد نقل الصواريخ ومنظومات أسلحة اخرى الى حزب الله. وما الذي يفهمونه من ذلك؟ يسأل الضابط ، يفهمون ان بامكانهم أن يواصلوا استعداداتهم للحرب القادمة، من دون أي خوف أو إزعاج.
وقال ضباط آخرون إن ما يحدث في العام 2010 على الجبهة الشمالية، هو تماما نفس ما حدث قبل أربع سنوات في العام 2006 . صحيح انه يوجد تحسن في العتاد والمجال اللوجستي، لكن لا يوجد أي تغيير في التفكير الاستراتيجي. وما كان آنذاك، هو ما يحدث اليوم، وهذا كله على حد قول أحد الضباط.
حزب الله يعرف بوضوح أن اي من التحذيرات التي ارسلتها اليه اسرائيل في السنة الاخيرة، لم يتحقق، وأن اسرائيل قد تراجعت عنها، لأنه في كل مرة تطلق تصريحات جديدة ليس لها أي غطاء.
وبحسب المصادر العسكرية الخاصة بـ "تيك دبكا"، فإنه فقط في الآونة الاخيرة نقلت سوريا الى حزب الله صواريخ أرض ـ أرض من طراز M-600 والتي هي عمليا صواريخ سكود، رغم تحذيرات اسرائيل من أنه إذا عبرت هذه الصواريخ الحدود فسوف تهاجمها اسرائيل.
النقطة المركزية في انتقادات الحادة لضباط الاحتياط هي أنه بسبب عدم وجود أي عملية اسرائيلية لوقف تدفق السلاح، سوى التحدث فقط، فإن قدرات حزب الله الهجومية داخل الاراضي الاسرائيلية، بما في ذلك الصواريخ، سوف تكون ذات مدى أبعد وقدرة تدميرية أكبر وتكبيد الخسائر لديها كبيرة جدا. وأجمل احد الضباط بالقول إذا كانت هذه هي استراتيجية حكومة نتنياهوـ باراك، فإن المناورة كان يجب أن لا تجري هنا في الشمال بل في تل أبيب".