ارشيف من :أخبار اليوم

المقتطف العبري ليوم الجمعة: "تركنا لبنان.. فهل سيتركنا؟"

المقتطف العبري ليوم الجمعة: "تركنا لبنان.. فهل سيتركنا؟"
أخبار ومقالات مترجمة من صحافة العدو

وعود جديدة قديمة... العثور على ممول "للقبة الفولاذية"

المصدر: "هآرتس – عاموس هرئيل"
" الصعوبات في الميزانية التي عرقلة مواصلة التجهز بمنظومة اعتراض الصواريخ من نوع "القبة الفولاذية"، حُلت على ما يبدو. فقد ابلغ البنتاغون وزارة "الدفاع" الإسرائيلية أن رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما، صادق على تحويل مساعدة مالية خاصة بمبلغ 205 مليون دولار، التي يفترض أن تشتري أكثر من عشرة بطاريات جديدة، من إنتاج "إسرائيل".
وكانت قد جرت تجربة ناجحة على "القبة الفولاذية" في شهر كانون الثاني/ يناير، أدت إلى إقناع مسؤولي المؤسسة الأمنية الكبار بان المنظومة يمكن وضعها قيد الاستخدام العملياتي وسيكون بالإمكان أيضا تشغيلها بنجاح على اعتراض صواريخ قصيرة المدى، مثل القسام والكاتيوشا. المرحلة الأولى من المشروع، الذي تضمن التطوير، تمت فيها تجربة وإنتاج بطاريتين، وخُصص لها حوالي 800 مليون شيكل. في المقابل، أنشأت منظومة الدفاع الجوي في سلاح الجو أول كتيبة يمكن أن تُشغل في القريب هذه البطاريات.
لكن، لم يخصص للبرنامج مبلغ مناسب للتجهيز. الجيش الإسرائيلي من جهته تملص من تمويل المشروع من ميزانيته، بذريعة انه يجب إعطاء أولويات للاستعداد الهجومي، ووزارة "الدفاع" بحثت عن حلول أخرى. من بينها، اتفاق "إسرائيل" مع دولة في شرق آسيا على مشاركتها في تطوير المراحل الإضافية من المشروع.
طرحت في الفترة الأخيرة أمام الولايات المتحدة إمكانية تقديمها المساعدة في موازنة "القبة الفولاذية"، كميزانية هادفة، غير المساعدة الأمنية السنوية التي تمنحها الولايات المتحدة إلى إسرائيل. تمت مناقشة الطلب بالتفصيل خلال زيارة وزير "الدفاع" إيهود باراك الأخيرة إلى واشنطن في بداية الشهر الحالي، وفي المحادثات التي أجراها مع أوباما ومسؤولين كبار في وزارة الدفاع والخارجية.
وابلغ مساء أمس مساعد وزير الدفاع الأمريكي، ميشال بلورنوي، باراك بان  الولايات المتحدة ردت بإيجاب على الطلب. ويفترض بمدير عام وزارة الدفاع اللواء احتياط أودي شني، المتواجد في واشنطن، أن ينهي تفاصيل الاتفاق في الأيام القريبة. وقال مصدر امني اسرائيلي لـ"هآرتس" أن الموافقة الأمريكية هي "انطلاقة، تسهل علينا جدا مواصلة تجهيز المشروع. ومسألة المال كانت حتى الآن العائق الأساسي".
حسب كلامه، "الأمريكيون كانوا في البداية شكاكين، لكن بعد رأوا نتائج تجربة الاعتراض الأخيرة اقتنعوا بفرصة نجاح المنظومة". وقال المصدر أن المؤسسة الأمنية مضطرة إلى اتخاذ قرار حول كيفية توزيع الأموال، بين إنتاج الرادارات والبطاريات وبين التجهز بصواريخ الاعتراض. وأضاف المصدر الكبير، يتعلق الأمر بعملية ستأخذ وقت وسيمر أكثر من سنة حتى يمكن التجهز بعدد هام من البطاريات".
ــــــــــــــــــــــ
الإذلال الروسي للرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز
المصدر: "معاريف"
" بسبب التصرفات المخزية لوزارة الخارجية الروسية، وجهاز مراقبة الجوازات الروسي، مر الرئيس شمعون بيريز بسلسلة من العراقيل والإزعاج، واضطر إلى الانتظار لأكثر من ساعة داخل الطائرة، مع مئات من المسافرين، قبل الإقلاع عائدا إلى إسرائيل، في أعقاب زيارته الأخيرة إلى روسيا.
شددت مصلحة مراقبة الجوازات عملية فحص جوازات الرئيس وحاشيته، وطلبت أن تجري عملية فحص الجوازات بحضور الرئيس ومرافقيه، بخلاف ما هو متبع. كذلك أيضا، لم يسمح للرئيس بان يدخل بالسيارة إلى المطار والوصول مباشرة إلى سلم الطائرة، وحتى أنهم طلبوا منه الذهاب سيرا على الأقدام من خلال الممر حتى باب الطائرة، مثله مثل أي شخص عادي، إلى  أن نجح موظفو السفارة الإسرائيلية في موسكو بتغيير ذلك.
وفي البداية رفض الروس تقديم خدمات تقدم إلى شخصية مهمة، كما هو متبع لأي رئيس دولة، وضغطوا على الحاشية أن تدفع ثمن الخدمات. والرئيس بيريز، الذي كان من المتوقع أن يدخل إلى الطائرة بعد أن انتهى تفتيش كل حاشيته، اضطر إلى الانتظار في الطائرة مثل كل المسافرين.
وقال مصدر إسرائيلي في موسكو أن "الروس طوال الوقت كان يجدون الذرائع الهزيلة على تصرفهم مع رئيس دولة إسرائيل. لقد احتقروا الرئيس بيريز. قد يكون الأمر مرتبط بأن رئيسهم كان في طريقه إلى سوريا. وعلى أية حال تصرفوا كما يتصرفون مع أي مدني عادي يمكن أن ينكلوا به، ومن دون أي لياقة تصرفوا مع الرئيس بيريز كما يتصرفون بشكل يومي مع مواطنيهم".
وكان الرئيس الإسرائيلي بيريز قد زار موسكو للمشاركة بحفل الذكرى الخامسة والستون للانتصار على ألمانيا النازية".
ــــــــــــــــــــــ
نائب رئيس اركان الجيش: تهديد حزب الله المتعاظم، حقيقي وملموس حيال اسرائيل

المصدر: "إسرائيل اليوم ـ ايالا حسون"
"قال نائب رئيس اركان الجيش الإسرائيلي، بني غنتس أن حزب الله تعاظم كثيرا منذ الانسحاب من لبنان، لكن على خلفية التصعيد الكلامي الآتي من جهة سوريا، وعلى خلفية الرسائل الدبلوماسية  العلنية وغير العلنية المتعلقة بالتصعيد في الساحة الشمالية، يقول غنتس أنه لا مصلحة لأي طرف بالتصعيد في الجبهة الشمالية. ومع ذلك يشدد على أن الجيش مستعد وجاهز لان يقاتل في هذه الجبهة إذا طلب منه ذلك.
والمح غنتس الى أن الجبهة الشمالية متوترة، لكنه اوصى بعدم السرور كثيرا من هذا الهدوء، وهو هدوء لا يجب أن نثق به.
وتعرض اللواء غنتس الى التهديد الموجه الى الجبهة الداخلية وقال إن هذا التهديد موجود ومحسوس ومهم جدا، وإذا "لا سمح الله حدثت مواجهة فإن الامر يتعلق بواقع حقيقي".
اقوال نائب رئيس الأركان جاءت في سياق مقابلة اجرتها معه القناة الاولى الإسرائيلية، وستبث كاملة مساء اليوم، الجمعة، بمناسبة مرور عشر سنوات على الانسحاب من لبنان الذي كان لـ غنتس دور مهم فيه، بصفته قائدا لوحدة الارتباط في لبنان سابقا.
يذكر أن الجيش الإسرائيلي تعرض لانتقادات قاسية على الطريقة التي نفذ فيها الانسحاب، وعلى حقيقة أن الجيش الإسرائيلي خلف وراءه الكثير من العتاد الذي وقع في أيدي حزب الله".
ــــــــــــــــــــــ
معضلة على الحدود الشمالية مع حزب الله

المصدر: "إسرائيل اليوم ـ يؤاف ليمور"
" إذا شعر حزب الله أن اسرائيل مرتدعة عن الحرب، فإنه من الممكن أن يحاول ارسال رسالة مؤلمة ـ على شاكلة مواجهة في الشمال غير متوقعة، وهذا على الاقل ما يبدو، فنحن نعيش في منطقة هي مملكة المفاجآت.
نبدأ بصافرة التهدئة: لا يوجد لدى احد الآن مصلحة حقيقية في تصعيد الوضع شمالا وتتنفيذ نبوءة ـ حرب في الصيف ـ . اسرائيل وحزب الله وأيضا سوريا يستعدون في الواقع لسيناريو كهذا، لكن لا يوجد لدى الجانبين رغبة كبيرة بوقوع التدهور الى حرب لبنان ثالثة.
السبب المركزي لذلك هو الردع. ردعنا اتجاههم وللأسف الشديد ردعهم اتجاهنا أيضا. مع وجود أكثر من 50 ألف صاروخ، بينها المئات من الصواريخ القادرة على أن تصل الى تل أبيب وجنوبها، فواضح للجميع هنا كيف ستكون الجولة القادمة: عنيفة جدا في كلا الجانبين. لذلك هناك وأيضا هنا يمتنعون عن الافعال ويكتفون حتى الآن بالكلام. يتحدثون عن التزامهم بالانتقام لاغتيال عماد مغنية، ونحن عن الحاجة الى ضرورة وقف تدفق الاسلحة الى لبنان.
مسألة وقف تدفق السلاح الى لبنان، موجودة على جدول الاعمال بشكل ثابت منذ اتخاذ القرار 1701 من قبل مجلس الامن الدولي وهو القرار الذي أنهى حرب لبنان الثانية، والذي ينص على منع بيع السلاح ونقله الى حزب الله. مباشرة وبعد انتهاء القتال، بدأت تنقل كميات ضخمة من السلاح وتحديدا صواريخ، وإسرائيل وقفت دائما أمام مشكلة "ما العمل؟". كان هناك في الجيش الاسرائيلي من أوصى بأن نهاجم مباشرة القوافل الاولى من السلاح، لكي نوضح بأنه لا يوجد لدينا أي نية للتعايش مع التسلح الجديد لحزب الله، لكن المستوى السياسي بتلك الفترة، والى حد كبير أيضا قيادة الاركان العامة ـ كانوا مطاردين بتحضير اجوبة لجنة فينوغراد، على كيفية تدحرجنا الى حرب لبنان الثانية، وبالتالي لم يكن للدى أحد رغبة في أن يكون مسؤولا في تلك الفترة تحديدا عن التدهور الى حرب لبنان ثالثة.
إن ما لم نهاجمه في الايام الاولى، لم يعد هناك سبب لمهاجمته لاحقا. إذ أنه ليس هناك فرق بين 30 ألف صاروخ وبين الـ45 ألف صاروخ أو بين الشاحنة الالف التي عبرت من سوريا الى لبنان وبين الشاحنة الألف وخمسماية.
مع ذلك بقي هذا الموضوع هلة جدول الاعمال اليومي في ظل تعاظم التهديد: التقارير الاجنبية أفادت بأن "اسرائيل" كادت ان تهاجم القوافل التي كانت تحمل صواريخ سكود، ومؤخرا سمح بالنشر عن أن حزب الله تزود أيضا بصواريخ M-600 الدقيقة والقاتلة والاخطر من كل الاسلحة الموجودة في مخازن الحزب.
واضح لـ"اسرائيل" أن هكذا هجوم سيؤدي بالضرورة الى رد، وممكن الى حرب. هناك منطق مشابه كان في اساس قرار ضبط النفس أمام سلسلة من الانشطة التي قام بها حزب الله من اللحظة التي انسحب فيها الجيش الاسرائيلي من لبنان في أيار/ مايو عام 2000 وحتى خطف الجنود في تموز/يوليو 2006. خرقت سيادتنا في هذه الفترة يوميا: هاجم حزب الله وخطف في هار دوف، أرسل طائرات غير مأهولة، أطلق قذائف هاون، وبالطبع هرّب صواريخ ـ وقد خرج من كل ذلك سالما. نظرية ان تصدأ الصواريخ في المخازن التي تبناها رئيس الاركان يعلون سيطرت، بل وأملت الامتناع عن أي مبادرة هجومية.
في موازاة ذلك تدهور الجيش الاسرائيلي عملياتيا وذهنيا في حرب لبنان الثانية. وهذه العبرة تم استيعابها، واليوم يعتبر الجيش الاسرائيلي مدرب ومستعد. ليس لأن تنتهي حرب لبنان الثالثة لصالحنا ـ لقد سبق ان قلنا أنها ستكون عنيفة في كلا الجانبين ـ لكن الجيش الاسرائيلي يعرف على الاقل ذهنيا تماما ما حصل في عملية الرصاص المسكوب، بحيث يجب أن يكون واضح للجميع من انتصر.
قيادة الأركان العامة اليوم مركبة من ضباط، بالنسبة لهم لبنان هو التجربة المؤلمة. لدى غالبيتهم جرح مفتوح، وللجميع انتقادات لما حدث لنا حينها. باختصار يمكن اجمال ذلك بالتالي: جيد أننا خرجنا، وسيء جدا أننا خرجنا بهذه الصورة. لم يكن لدينا ما نبحث عنه في لبنان، لكن كان يجب علينا ان نخرج من لبنان باتفاق أو من دون اتفاق، لكن بذات الوقت كان علينا أن نوجه الضربات القوية والمؤلمة الى حزب الله التي تدفعه الى أن عدم المواجهة معنا في المستقبل.
وبدلا من ذلك حصلنا على اسوأ ما يمكن أن يكون في العالم: خرجنا بشكل أحادي الجانب، الامر الذي اعتبر هروبا مرعوبا، وبطريقة حولت حزب الله ونصر الله الى ملوك العالم العربي، والرسالة للعالم العربي كانت واضحة وهي أن اسرائيل لا تصمد أمام الضغط، وفهم الفلسطينيون ذلك وكانت النتيجة: أن الدولة التي وفرت موت 25 جنديا في السنة في لبنان، دفعت أكثر  من 1000 قتيل في الانتفاضة الثانية.
والاسوأ من ذلك أن المسألة كانت تدريجية ومدمرة، فقد أبعدنا أو على الاقل كنا شركاء فعليين، أي فرصة حقيقية للسلام . الخطوة الاحادية الجانب، التي كانت تهدف الى بث القوة والاستقلالية، بثت ضعفا جر الى ازدياد التهديد. وبأيدينا حولنا حزب الله من منظمة ارهابية تعد عدة مئات من المقاتلين الذين يمتلكون أسلحة بدائية نسبيا، الى جيش مصغر ومسلح بمخزون صاروخي وصفه مؤخرا وزير الدفاع الامريكي بأكبر من مخزون الكثير من دول العالم.
في هذا العقد تحول حزب الله من حزب في لبنان الى عامل سياسي مهم جدا، وتحولت سوريا من دولة ترعى الارهاب، الى قناة تضخ عبرها ايران السموم القاتلة الى الشرق الاوسط.
لا فائدة إن فكرنا أين كنا الآن لو لم يرتدع ايهود باراك قبل عشر سنوات، من السير على طول الطريق وصنع السلام مع سوريا أو على الاقل عرض الاتفاق لاستفتاء شعبي.
إذا سألتم في المؤسسة الامنية، فإن الجواب على السؤال الاول سيكون سلبي. يوجد اليوم في القيادة الامنية اتفاق في الاراء على أنه يجب الدخول بعملية سياسية مهمة مع سوريا. وبحسب مصدر كبير جدا في المؤسسة الامنية يقول أن هذه الطريقة ستؤمن عزل ايران وقطع القناة المباشرة الى لبنان والارهاب.
وبحسب كلام المصدر من اللحظة التي تتحول فيها ايران الى دولة نووية ـ ستتغير كل خارطة الردع في المنطقة، وانسجاما مع ذلك أيضا تراجع الحافزية لدى سوريا ولبنان للتوصل الى اتفاق معنا.
بخصوص السؤال المتعلق بالجهوزية، فإن الرد مريح أكثر، لكن بعيد من أن يكون كاملا. فعلى المستوى العسكري ـ الهجومي، لا يوجد شك أن الجيش الاسرائيلي في مكان آخر عن الذي كان فيه في العام 2006، لكن في الجانب الدفاعي، نحن بعيدون من أن نكون مستعدين. منظومة القبة الفولاذية حتى الآن غير جاهزة عملياتيا وسيمضي وقت الى ان يتأمن حماية حقيقية للحدود الشمالية، علما أنها تؤمن حماية فقط من الصواريخ والقاذفات القصيرة المدى.
منظومة العصا السحرية التي من المفترض ان توفر الحماية من خطر الصواريخ والقاذفات الكبيرة، تحتاج الى عدة سنوات الى أن تكتمل، ومعروف أن مركز المواجهة القادمة ـ غوش دان ـ بعيد جدا من أن يكون محمي، فضلا عن الشكوك الكبيرة في جهوزيته.
بعد ثمانية أيام ستجرى مناورة نقطة التحول، التي سيفحص من خلالها جهوزية المنظومات في زمن الحرب، لكن في الواقع وتحديدا تل أبيب فإن لها قوانينها الخاصة. وبالتأكيد سيسقط فيها الكثير منن الصواريخ وأيضا الكثير من الاصابات.
إن ما يعيدنا الى الصيف القريب. قلنا أنه لا يتوقع على ما يبدو حصول مواجهة، ولكننا نعيش في مملكة المفاجآت. من الصعب أن تعرف كيف سترد إيران، إذا فرض الغرب عليها عقوبات مؤثرة أو الاسوأ من ذلك ـ إذا قدرت (إيران) بأن دولة "اسرائيل" تنوي مهاجمتها ـ. في هكذا حاله، فإن ايران من الممكن ان تحاول ردعنا عبر حرب في الشمال، أو على الاقل عبر تصعيد يستوجب مستوى عال من الجهوزية.
إن هذا التصعيد من الممكن ان يأتي أيضا في حال قرر حزب الله أو نجح في تنفيذ عملية ضد اسرائيل انتقاما لاغتيال مغنية ، أو إذا قررت اسرائيل أن تعمل ضد تهريب السلاح ليس فقط من خلال إيقاف سفينة في البحر أو المهاجمة في السودان، بل أيضا عبر طريقة استفزازية ومهاجمة شاحنات صواريخ تشق طريقها من سوريا الى لبنان.
في هكذا وضع من المتوقع أن يرد حزب الله، ومستوى الرد ياتي بحسب تقديره لمدى الجنون وسط اصحاب القرار في دولة اسرائيل. إذا قدر حزب الله أن في القدس جو حربي، فإنه سيكتفي برد موزون. لكن إذا شعر بأن "اسرائيل" مردوعة من حرب، فإنه سيحاول ارسال رسالة مؤلمة جدا. وهذه الفرضية ترجعنا عشر سنوات الى الوراء، الى الانسحاب المذكور، والى الرسالة الاشكالية التي خلفها هذا الانسحاب ـ لقد تركنا لبنان، لكن هل سيتركنا ؟".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماذا ستدفع اسرائيل مقابل انضمامها الى الـOECD

المصدر: "هآرتس ـ الوف بن"
"تلقى رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، هدية هذا الاسبوع من باراك اوباما: انضمام اسرائيل الى منظمة الدولية المتطورة، OECD، اي انضمامها الى نادي نخبة اقتصاديات العالم، وقد تباهى رئيس الوزراء، الذي رأى في ذلك اعترافاً دولياً بسياسته الاقتصادية. ولكن مع كل الاحترام لمساعي نتنياهو، الا انه بدون مساعدة من اوباما ما كانت اسرائيل لتنضم الى هذه المنظمة. لقد عملت الادارة الاميركية في الاسابيع الاخيرة على اقناع الدول التي عارضت قبول اسرائيل وانضمامها الى المنظمة، وعلى رأسها تركيا، كي تصوت في صالحها. والاعلان عن "محادثات التقارب" بين اسرائيل والفلسطينيين، ساعد في اقناع المترددين، بأن نتنياهو جدير بان تقدم اليه حسنة.
تجتهد ادارة اوباما في الاسابيع الاخيرة لمعانقة اسرائيل بمظاهر الحب، التي لم تظهر مثلها منذ زمن بعيد. وزير "الدفاع" ايهود باراك حصل على البساط الاحمر في واشنطن واربعين دقيقة مع الرئيس، على نقيض للقاء المحرج، غير المصور، لاوباما ونتنياهو قبل شهرين. موظفو الادارة ألقوا الكلمات أمام منظمات يهودية عن الالتزام الامريكي الدائم باسرائيل وبأمنها. المداولات على مستقبل السلاح النووي ستنتهي بضريبة شفوية امريكية، تبقي على الغموض الاسرائيلي دون تغيير. وفي الاسبوع القادم سيزور اسرائيل رئيس طاقم البيت الابيض، رام عمانويل، للاحتفال ببلوغ ابنه سن الرشد. ويمكن التخمين بأنه ستكون له ايضا لقاءات "خاصة" مع نتنياهو ومع شخصيات أخرى. ومن المنتظر ايضا بادرات طيبة حيال اسرائيل.
بعد التوبيخ الشديد الذي تلقته "اسرائيل" من اوباما بسبب "أزمة رمات شلومو" في أثناء زيارة نائب الرئيس جو بايدن، في آذار الماضي، تبدو المداعبات الحالية اكثر لطفا. مسؤولون اسرائيليون يقولون ان نتنياهو حظي بالنصر، وان كان نصرا مؤقتا .
يمكن التقدير بأن نتنياهو أيضا اعطى شيئا لاوباما، فضلا عن الوعد بأن الحي الجديد في رمات شلومو لن يبنى في السنتين القريبتين. ماذا بالضبط؟ موظفون كبار، اسرائيليون وامريكيون، يرفضون الدخول في تفاصيل الانذار الذي وجهته الادارة لنتنياهو كعقاب على اهانة بايدن، ويرفضون الحديث عما كان عليه رد رئيس الوزراء. يرون في حقيقة ان التفاصيل لم تسرب، دليلا على علاقات العمل الجيدة، رغم الخلاف.
حسب مصدر اسرائيلي رفيع المستوى، لا يوجد في الادارة الحالية شخصية معادية لـ"اسرائيل"، مثلما كان في إدارة كارتر او إدارة بوش الاب. رجال نتنياهو – السفير مايكل اورن، مستشار الامن القومي عوزي اراد والمحامي اسحاق مولكو يتمتعون بوصول حر الى كبار مسؤولي الادارة الحالية.
رغم ذلك، فان الاسلوب قد تغير واعتدل، ولكن ليس في المضمون. اوباما مصمم على ان يحدث تغييرا في الولايات المتحدة وأن يلائم سياسته الخارجية مع القرن الـ 21، وهذا يلزمه باغلاق ملفات قديمة دون حل من القرن السابق، كالنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. فقد مل هو ومل العالم من هذا الازعاج، ويريد ان يضع له حدا. او على الاقل ان يحقق تسوية فلتت من يد اسلافه. ومن اجل هذا يحتاج الى نتنياهو.
هنا تكمن المشكلة. ليس لدى أحد في الادارة الاميركية فكرة عما يريد نتنياهو والى اين يسعى. تسوية سياسية؟ تمرير الوقت والبقاء في المنصب؟ أم لعله لا لم يقرر بعد؟ يقدرون في البيت الابيض القوة السياسية لرئيس الوزراء، ويعلمون ان ليس لديه منافسون يهددون كرسيه، ولا قضايا تطارده. وقد سحق فيغلين في التصويت في الليكود. كما ان الامريكيين يقدرون بان نتنياهو يمكنه ان يبرر في الجمهور الاسرائيلي كل اتفاق يوقع عليه. ولكن هذه القوة تدفع نتنياهو الى الجلوس على الجدار دون حراك ومنتظرا. واذا كانت حياته حلوة هكذا فلماذا يقدم على تخريبها.
في نهاية الصيف يوجد اختبار جديد، وهو أصعب من الاختبارات السابقة، بما يتعلق بعلاقات نتنياهو وأوباما. تجميد الاستيطان سينتهي وايضا محادثات التقارب، وفي نيويورك ستنعقد الجمعية العامة للامم المتحدة بحضور زعماء العالم، والادارة الامريكية ستحاول الدفع الى الامام برزمة العقوبات الجديدة ضد ايران. يتوقع اوباما بان يستمر تجميد الاستيطان، وهذا يعني ان نتنياهو قد يصطدم بالجدار.
ماذا سيفعل؟ هل سيعود للبناء في المستوطنات، كما يعد وزراء اليمين أم سيجد الذريعة لمواصلة التجميد؟ وكيف سيقنع ائتلافه بتأييد ذلك؟ محادثات مباشرة مع الفلسطينيين ستبدو كسبب وجيه لتجميد اضافي ولكن سيتعين على نتنياهو ان يعطي شيئا آخر لابو مازن، وهذا من شأنه ان يتسبب بمواجهة مع اليمين.
عقوبات حازمة ضد ايران تبدو كاغراء اكثر راحة لنتنياهو، الذي يكون بوسعه ان يقنع "السباعية" بأنه محظور عرقلة الجهد الهام ضد النووي الايراني. ولكن من المشكوك فيه ان يكون اوباما قادرا على ان يحقق عقوبات حازمة. موظفون امريكيون قلقون من أن عقوبات واهية ستدفع "اسرائيل" الى تسخين المحركات في الطريق للهجوم على ايران.
ولكن الى جانب خطر الازمة، توجد هنا أيضا فرصة. التوقعات من محادثات التقارب صفر، وهذا يترك الساحة شاغرة لمبادرة سياسية تسيطر على جدول الاعمال. نتنياهو ممزق. ايهود باراك، السفير اورن، سكرتير الحكومة تسفي هاوزر وآخرون، يقولون له ان عليه ان يقود بدلا من أن ينجر. مرة واحدة قل نعم، بدلا من لا ولا فقط.
المبادرة المعقولة جدا هي دولة فلسطينية بحدود مؤقتة، على نحو يشبه خطة النائب شاؤول موفاز من كاديما. الفلسطينيون يعارضون، ولكن لماذا لا تعرض اسرائيل مبادرة ويبدون هم كرافضين؟ في ادارة اوباما مستعدون لان ينصتوا لفكرة الدولة في حدود مؤقتة، اذا كان يمكن ان يضمنوا بأنها خطوة في الطريق الى تسوية دائمة. معسكر اخر في اسرائيل برئاسة رئيس الاركان غابي اشكنازي، يجذب باتجاه القناة السورية، ولكن ليس لهذه الفكرة في هذه اللحظة من يشتريها في واشنطن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كيف نمنع الحرب مع حزب الله

المصدر: "إسرائيل اليوم ـ العميد في الاحتياط، عوديد طيرة"
" من المريح جدا للسوريين وضع يوجد مبعوث أسمه حزب الله يعمل لصالحهم ويضرب "إسرائيل" من دون أن تدفع سوريا الثمن ـ يجب أن يوضح للسوريين أنه في حالة حرب مع نصر الله ـ فإن النظام في دمشق لن يفلت منها.
التاريخ يعلم بأن الجيوش تميل إلى الاستعداد لحرب كان يجب أن تجري مقابل ما هو معروف. هل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية مغايرة؟ علينا أن نفكر بصورة مختلفة عن الماضي، عندما ندرس الاستعدادات مقابل الجبهة الشمالية الغربية (أي سوريا وحزب الله )، علينا أن نستنعد للواقع كما هو، بدلا من الانجرار وراء نظريات تتلاءم مع الـ2006.
منذ الحرب في لبنان، وحزب الله يتعاظم ويتغير. هناك توسع كبير في منظومته النارية، وزاد مدى صواريخه إلى حد يمكن أن تصل تقريبا إلى أي نقطة مهمة في إسرائيل، حتى لو أطلقت الصواريخ من عمق الأراضي اللبنانية. وهكذا مثلا مدى صواريخ السكود التي زود بها حزب الله والتي تصل الى 550 كلم وتحمل رأسا متفجرا يزن نصف طن، ودقة إصابته بمئات الأمتار. أيضا صاروخ M-600 يصل مداه الى 250 كلم وهو يحمل رأسا متفجرا بزنة نصف طن ولديه دقة إصابة عالية. وتعمل غالبية الصواريخ على الوقود الصلب، لذلك فإن تشغيلها سريع..
الانتشار الجغرافي لحزب الله أعمق من الماضي، ويتجاوز شمال الليطاني. وإذا كان في السابق قد ارتكز في انتشاره الجغرافي في المحميات الطبيعية وبنى منظومة تحصينات محمية في المناطق المفتوحة، فإنه اليوم يركز انتشاره داخل المناطق المبنية.
أبعاد ذلك هي خلق تهديد ناري مكثف موجه إلى قلب إسرائيل والى بناها التحتية الإستراتيجية. هناك أيضا تهديد للجبهة الداخلية العسكرية وقدرة على تشويش تجنيد الاحتياط والاستعداد للقتال خصوصا إذا كان الأمر يتعلق بإنذار قصير. لقد نشأ أيضا تهديد ضد قواعد سلاح الجو، وضد المقرات القيادية، وضد المنشآت اللوجستية في عمق الدولة.
هناك أبعاد أخرى للإستعدادات الجديدة لحزب الله وللتسلح الكبير، اذ لا يمكن التخلص من هذا التهديد بسرعة وبواسطة النيران فقط (الطائرات والمدفعية). إن المناورة البرية في جنوب لبنان لا يمكنها أن تتخلص من التهديد بفترة زمنية قصيرة، في أعقاب الانتشار الواسع والكبير في المناطق المبنية، ومن اجل التخلص من هذا التهديد يجب احتلال أجزاء واسعة من لبنان وتطهير عشرات أو مئات المناطق المبنية – بيتا بيتا. وبمعزل عن الثمن المباشر للمناورة البرية، تحتاج هذه المناورة إلى وقت طويل جدا، وبالتالي خلال هذه الفترة ستكون الجبهة الداخلية الإسرائيلية عرضة للإستهداف.
في ضوء ذلك من المناسب بدلا من أن ننتظر تسلح حزب الله وفتح الحرب، أن نبذل كل ما بوسعنا لوقف هذا المسار عبر الردع السياسي والعسكري.
في عنوان احد الصحف اقترح مؤخرا أن نمنع وقوع الحرب، بالطرق السياسية، أي إخراج سوريا من محور الشر من خلال التنازل عن الجولان (توقيع اتفاق سلام هش وغير محمي بردع أو توازن استراتيجي). هذا الخيار مرفوض لأنه يتم انطلاقا من ضعف ـ وهذا سيفسر من قبلهم استسلام لمنظومة الصواريخ. إن أي اتفاق يوقع انطلاقا من ضعف، ولا يرتكز الى توازن استراتيجي، لا يستطيع الصمود في الأزمات وسيخرق. وعليه يجب المحافظة على الردع، حتى أيضا في ظل الواقع  مع بعد الاتفاق، لأن الردع سيمنع الحرب في المستقبل، والاتفاق يعززه، ومن يخرق الاتفاق، عليه أن يدفع الثمن.
إن الربط بين حزب الله وسوريا، من شأنه وبفرضية عالية أن يمنع وقوع الحرب. أيضا من شأنه منع تعاظم إضافي لحزب الله، وربما أيضا تضييق خطوات المنظمة".
2010-05-14