ارشيف من : 2005-2008

النائب عون يوقع كتابه "رؤيتي للبنان" في الرابية: الشعب مهما كان صغيرا إذا كان متحدا لا يمكن لأي قوة مهما كانت كبرى أن تضربه أو تؤذيه

النائب عون يوقع كتابه "رؤيتي للبنان" في الرابية: الشعب مهما كان صغيرا إذا كان متحدا لا يمكن لأي قوة مهما كانت كبرى أن تضربه أو تؤذيه

وذلك في حضور عقيلته السيدة ناديا، اللواءين عصام أبو جمرة ونديم لطيف، القاضي يوسف سعدالله الخوري، نواب تكتل التغيير والإصلاح، اللواء ادغار معلوف، ابراهيم كنعان، السيدة جيلبيرت زوين، الدكتور سليم سلهب، هاغوب بقرادونيان، سليم عون، نعمة الله أبي نصر، يوسف خليل، عباس هاشم، نبيل نقولا، شامل موزايا، كميل خوري بالإضافة الى أعضاء الهيئة المركزية في التيار الوطني الحر والكادرات وعدد كبير من الصحافيين.‏

بدأ اللقاء بكلمة ترحيب للدكتور ناصيف القزي الذي قسّم الكتاب الى فصول وشرح فحواها، ثم جرى حوار ما بين الدكتور قزي والنائب عون.‏

سئل: ما هو التوصيف الذي يحلو لك أن تعطيه للكتاب؟‏

اجاب: "لا أستطيع أن أوصفه أكثر من عنوانه، رؤيتي للبنان، والذين حضروا إجتماع إعلان الحزب في فندق "لو رويال" قلت أنّ كلمة حزب ضيّقة علينا لأنّ مشروعنا هو مشروع مجتمع جديد.‏

الفصل الأول من الكتاب "لبنان أرض الوحي" أعرف فيه اللبنانين على أنفسهم ليكونوا أكثر إنفتاحاً على مفهوم الله ومفهوم الديانة، لأنّ مفهومنا كاريكاتوري جداً لله، نحن نفهم فقط القشور أو الممارسات السطحية ولا ندخل في العمق لنرى فعلاً ما هو المفهوم الديني، إنطلاقاً من هنا يمكن أن يكون الكتاب مشروع لبناء مجتمع جديد.‏

يبدأ باعادة النظر بالمعتقدات وكيفية تطورها كي لا يتحجّر الإنسان. أعتقد أنّ الذين آمنوا قبلنا حتى ولو بالشمس كانوا يفتشون عن الله، والله تجلّى لهم بالشمس.‏

الله صاحب القدرة وفي أيّة ديانة كانت ولأي ديانة إنتسبنا فهو الكلّي المطلق ولا نستطيح حصره فينا، أنا جزء منه، وغيري أيضا جزء منه".‏

تابع: "إذاَ نحن البشر كلّنا جزء منه ومن خلقه، وهو جعلنا نرى ما يريد، أمّا الفكر الدائري الذي يضعنا فيه في بعض الأوقات رجال الدين هو فكر عقيم. فالفكر ليس دائرياً التجلّي الإلهي مستمّر، إذاَ هو على خط عامودي وليس دائري، فالله ظهر لنا في الطبيعة ومن ثمّ في الآلهة في ومن ثمّ أصبح الله ذلك الأزلي السرمدي الأبدي فهو ليس له حدود.‏

فإدارة شؤون الأرض من الخالق مستمرة. فالكثير من سلوكنا يناقض الفكر الديني الحقيقي الذي هو عند الأديان.الدعوة أتت لكل البشر والإكراه في الدين غير مسموح. إذاً هناك تعددية دينية وهنا حق الإختلاف أيضاً بالمعتقد الديني وبأي حق آخر. علينا أن نقبل بعضنا كأناس مختلفين ابتداء من آرائنا المختلفة ونرسم طريقة تطور.‏

فالتطور لا يأتي من الفكر الآحادي، وليس عملية خلق بل تجربة واحتكاك أفكار. علينا أن نقبل الحوار والنقاش مع كل إنسان يختلف عنا".‏

اضاف: "أعتقد أنّ هذا هو الفكر التأسيسي لمجتمع لبناني متعددّ من 18 طائف بمعتقدات دينية مختلفة.‏

إذا كلّ شخص قبل الآخر تزول 90% من المشاكل، على العكس قد يتحوّل الإختلاف المؤذي السلبي التصادمي الى تواصل إيجابي تقاربي، لذلك نحن نصرّ على سياسة التفاهم التي لا تبنى على الخوف والبعد عن الآخر.نريد ان نعيش متفاهمين مع الآخرين وغير صداميين".‏

سئل: هناك عناوين مهمة بمفهومك الديني بعدما ميزّت بين المسيحية واليهودية وقد كتبت على أن المسيحية هي ديانة الإستحالة وعن إستمرارية الوحي قلت أنّك مسيحي بالخيار"، أضفت أنّك مرتبط بالعناية الإلهية التي خلصتّك أكثر من مرّة من الإغتيالات والمآزق".‏

اجاب: "ديانة الإستحالة ليست سهلة الممارسة، هناك الواقعية والمثالية وهما على مستوى الإنسان، لكن عندما يقول لك "أحب عدوك كنفسك" هنا الإستحالة، أو "من ضربك على الأيمن در له خدّك الايسر "، هذه الكلمات هي في مصاف القديسين وهي تتخطّى قدرة الإنسان المادي والمثالي على القبول والتطبيق".‏

سئل: أمّا في موضوع الهوية اللبنانية فقد ربطتها بالتعددية والقيم الإنسانية المشتركة، وأيضاً تقول أنّ الحدود ليست نهائية، ففي ظلّ الصراع القائم هل تقبل بأن تكون الحدود نهائية؟‏

اجاب: "الحدود تأتي حلّ لمشكلة، هكذا أيضاَ هي حدودنا، ولكن إذا نظرنا الى تطور الدول مثل النموذج الأوروبي، نرى أنّ أوروبا كانت قائمة على قوميات مختلفة، وقام إحترام متبادل بين الكيانات الست، فنشأت حاجات تتخطّى الحدود لكلّ دولة فأصبح هناك صراع وبعده الحروب الثلاثة التي نشأت نتيجة حاجات إقتصادية.‏

وقد تحولت نزعة السيطرة من القوي على الضعيف وكلفت عشرات الملايين فديغول وايزنهاور فكروا بالتكامل، وكأول مرحلة اعتبروا ان كل شيىء اقتصادي ومن هنا التبادل في السوق الاوروبية المشتركة،ثم هناك حاجات تسهيل الجمارك والمرور وفتحت الحدود مثل الشانغن.‏

كما ليس هناك من حدود في الولايات المتحدة بل هناك حدود بتحديد المسؤوليات وبعض الفروقات .‏

الحدود تتغير مع تطور العلاقة مع الاخر. تبدأ حاجة لإثبات الذات والكيان وتنتهي مع ثبوت الذات والكيان وبزوغ حاجات جديدة تحصل عليها بالتفاعل مع الاخر".‏

سئل: هناك تمن حول بناء مجتمع اكثر سلامة وهدوء . فأنت تعتبر ان الحرب ليست حقيقة حرب اهلية في لبنان، لماذا؟‏

اجاب: "اصر وأقول ان المشكلة في لبنان بدأت عام 1967 وليس في 1975 ولكن لم تكن على مستوى الشعب اللبناني فالمناوشات الانية بدأت بين الجيش والفلسطينيين ولكن بعدها السياسي كان لسقوط الجيوش العربية الكلاسيكية وصعود نجم المقاومة الفلسطينية. عندما بدأوا بإعادة الإعتبار للجيوش العربية في 1973 ارادوا ان يحجموا المقاومة الفلسطينية فأقاموا الحرب في لبنان وبدأت النتائج تظهر بكامب ديفد. واليوم نقول حتى للجيل الصاعد والجيل السياسي، هل تعرفون خلفيات ما حصل في السبعينات. ففي السبعينات تخلت الدول العربية عن المقاومة الفلسطينية. هناك من ضبطها بالقوة، هناك من اغرقها بالمال، مثلاً الاردن ضغطتها بالبارودة، مصر بالقوة وكل الدول العربية ايدت المقاومة الفلسطينية في لبنان".‏

تابع: "يومها قمت بمحاضرة في سيدة البيرة قائلاً:" هل يعقل ان تعطى المقاومة العربية المساندة من الخليج الى المحيط وتحصر رقعة تحركها على مرمى الهاون الاسرائيلي. لقد حصرتها في لبنان كي تضرب وسنة 1982 حصرت المقاومة في لبنان ثم شحنت الى تونس يومها كان التحجيم النهائي. ولكن اذا اخذنا المعارك الكبرى في لبنان فنرى انها بدأت فلسطينية لبنانية ثم فلسطينية سورية ثم لبنانية سورية في بيروت واسرائيلية فلسطينية في الجنوب. صحيح ان هناك اشتباكات مثل يوم العلم ونحن اصطدمنا مع القوات اللبنانية ولكنها كلها متفرعات من الحرب الاساسية".‏

اضاف: "في كل مرة يريد احد ان يخرج من اللعبة التي حصروه فيها يأتي أحد لينسف الحلول. لكن اليوم، نحن نتفاهم مع سعد الدين الحريري واذا بالسيدة رايس تطل لتقول لنا " ممنوع التفاهم". اليوم لم يستطيعوا ان يرشقونا بالمدافع فراشقونا بالتصاريح.‏

ثم اخر مرحلة من الحرب كانت لبنانية سورية، وقتها قال الاسرائيلي هذا التعبير الشهير : عون يحفر قبره بيده" .ثم اخر النهار توجت العملية بالطيران السوري فوق رؤوسنا والطيران الاسرائيلي فوقه واميركا تعطي الضوء الاخضر.فهذه ليست حرباً اهلية. اكبر مشكلة في القرن العشرين تلعب على اصغر ارض وفي اكثر شعب فيه تعددية".‏

سئل: في موضوع النزاع مع سوريا اعتبرت ان الوصاية الدولية هي التي فوضت سوريا لرعاية الشأن اللبناني؟ هل هذا يخفف من مسؤولية سوريا في ما جرى في فترة وجودها في لبنان؟‏

اجاب: "هناك تواطؤ مثلث الاضلاع، تواطؤ اسرائيلي سوري اميركي. أما الوكيل الوصي فهو السوري الذي اخذ الغلة ولم ينفذ الاتفاق فطردوه اخيراً ولذلك نرى المسؤولية الاولى ستقع على الوصي الكبيرالذي سيّب الارض والشعب. اصبح الوكيل يدير شؤون المزرعة منفردا، لم يتغيير شيئا واليوم لديكم النموذج الواضح".‏

سئل: تقول انه من الصعب اعادة تطبيع العلاقة مع سوريا في الوضع الاقليمي الحالي والوضع المحلي، وفي نفس الوقت نرى ان العلاقة هي حيوية مع سوريا، فما العمل؟‏

اجاب: "هناك خلط بين العلاقة الثابتة التي يجب ان تكون مع سوريا وبين الخلاف مع النظام، فالخلاف مع النظام في سوريا شيء طبيعي من الممكن ان يكون ناتجاً عن اغتيال الشهيد رفيق الحريري او عن مشكلة اخرى لكن لا يحق لنا ان نختلف على العلاقة الثابتة والاساسية بيننا وبين سوريا الدولة، هناك ما يجب ان يكون ثابتاً بالمطلق بصرف النظر عن الأشخاص الذين يكونون في النظام وان ارتكبوا اخطاءً تجاهنا او لم يفعلوا، لذلك عندما تكلمنا عن المحكمة الدولية تكلمنا عن فصل مسؤولية الافراد عن العلاقة مع الدولة السورية، فقد كان بالامكان التخلي عن هذا الاسهال الكلامي والهجوم فمن يهاجم سوريا اليوم هو من يعطيها الذرائع لتعود فتدخل الى الوضع اللبناني، فعندما ترى سوريا ان هناك من يهدد النظام فيها سوف تهدد النظام في لبنان".‏

تابع: ".. فبالمبادلة بيننا وبين السوريين لا يجب ان نخلط بين العلاقة وبين ما اصبح امانة في عنق القضاء الدولي، هذا الموضوع يترك للقضاء ونتعاطى مع سوريا بعلاقة طبيعية. هذا كان انعكس بشكل افضل من ناحية تهريب السلاح ان كانت تهرب السلاح الى لبنان، كانت الرقابة ستكون افضل وفعالة اكثر لضبط الوضع اللبناني ولم نكن بحاجة للاتهامات بل كنا دخلنا فعليا الى الموضوع مع المسؤولين".‏

سئل: في الفصل الرابع تكلمت عن العلمانية وهناك مقولة لك تقول بالجمع بين الانتماء الطائفي والولاء الوطني، كيف يكون ذلك؟‏

اجاب: "الإنتماء الديني هو انتماء فردي، فأماكن العبادة تجمع المؤمنين، ولكن العلاقة بين الله والانسان هي علاقة فردية عامودية لا يدخل اليها وسيط لا اخ ولا اخت ولا ام ولا اب...كما يقول الانجيل والقرآن. فإذا المسؤولية فردية والعلاقة فردية، فمن الممكن ان تكون مؤمنا بالله بالأسلوب وبالكتاب الذي تؤمن به ولكن علاقتك بالوطن أفقية لان هناك عقد اجتماعي مع الاخرين، هذا هو الاساس بالعلاقة وبالمواطنية،الانتماء الطائفي لا يؤثر في العلاقة مع الجماعة انما العلاقة بالمواطنية محددة بعقود وقوانين والعادات والتقاليد التي نمارسها كلنا".‏

سئل: حول التفاهم مع حزب الله افردت صفحات عديدة، اصبح هذا التفاهم اساسي في مسارك السياسي العام وفي نفس الوقت هناك مشكلة مع الاخرين المحليين والدوليين. فما برأيك هو الحل؟‏

اجاب: "يجب ان يؤمنوا بهذه الطريقة لانها العلاقة الطبيعية بين الناس والافراد والطوائف فلا يمكن ان تقوم علاقة ضمن مجتمع واحد وتكون مبنية على الخوف والتحفظ والعدائية، فنحن مشروعنا هو مجتمع جديد حيث لا تبنى العلاقة مع الاخر على الخوف والتحفظ ، فنحن من جيل نشأ في ظل حواجز طبيعية وتهيّب وشرانق و"زرائب" طائفية ، فالمسيحيون عاشوا في زرائب مذهبية، ففي مرحلة ما كان التزاوج بين الروم والكاثوليك ممنوعاً ، فإن كنا نؤمن ان المسؤولية الدينية هي مسؤولية فردية فمن الممكن لأي انسان ان يتزوج من اي انسان اخر ولو كان مختلفاً عنه بعقيدته الدينية لانه ليس هذا الاساس بينهم بل الاساس هو القيم والحب والتفاهم وبناء العائلة، الا ان التربية ضمن بيئة معينة تؤثر على الناس فيصبحون مؤهلين للإنسجام اكثر، ولكن اذا اخترق الناس هذه الحواجز ويريدون الزواج من معتقد ديني مختلف لماذا منعهم فبذلك نكون نقف ضد الطبيعة البشرية وضد التلاقي بين البشر، الدين لا يمنع هذه العلاقة بل المصالح الدنيوية، فالكل يريد المحافظة على منطقة نفوذه".‏

سئل: في الموضوع الاقتصادي تتحدث عن الجمع بين الاقتصاد الحر والعدالة الاجتماعي، فكيف ذلك في ظل الصراع بين المنتدى الاقتصادي والاجتماعي؟‏

اجاب: "تعايش المنتديين ممكن في حال وضعت حدود للجشع الاقتصادي من جهة واقتنعت الطبقة العاملة ان عليها العمل للعيش وان ليس بامكنها الاتكال على العناية الاهية كي تأكل أي أن المجتمع مجبر أن يقدم له. كل انسان مجبر ان يقدم جهده وانتاجه يجب ان يقدم له الحد الادنى الذي يستحقه ومن هنا تأتي العدالة الاجتماعية فنحن لا نتحدث عن الدولة الراعية Etat Providentiel التي تقدم المساعدات للجميع ولا نتحدث عن الشركات التي تمتص كل الجهد مثلما نرى اليوم في بيروت، حيث قد يصبح السهم بدولاريين. فبأي صفة تطمر هذه الشركات البحر، أوليست أملاك عامة؟".‏

سئل: تحدثت عن حماية الدولة عبر الجيش واستذكرت صورة الجندي المعتدي في طفولتك لترسم صورة الجندي المدافع عن ارض الوطن والحامي لامن المجتمع؟‏

اجاب: "ما زلت اذكر مشهدا من الحرب العالمية الثانية عام 1942 حين دخل الحلفاء الى المنطقة، كان العسكر السنغالي يعبر بساتين الليمون في حارة حريك فرأيت أحدهم يركض وراء فتاة صغيرة فتصدى له أهل الحارة. هذه الصورة لم انسها وولدت لدي كراهية للجندي المحتل. واذكر ايضا صورة اخرى من تلك المرحلة، حين تهجر الفلسطينيون وتجمع بعضهم قرب منطقة الرويس، حيث انشاء فيما بعد مخيم برج البراجنة، وعندها حاول اهالي المنطقة مساعدتهم واطعامهم، فكرهت ايضاً اللجوء. كرهت إذاً الجندي المحتل واللجوء واصبت بالحالتين. واذكر ايضاً حين طردنا جنود الحلفاء ليناموا في منزلنا ما اجبرنا على النوم في البستان. هذه الصور الكاريكاتورية اليوم طبعت نفسيتي عن صغر وما زالت تؤثر بي"ّ.‏

سئل: هل من امكان لاعادة تأسيس الجمهورية الثالثة في ضوء ما سمعناه اليوم وما سمعناه بالامس من الرئيس السنيورة حين قال "أنا الحكم"؟‏

اجاب: "من المؤسف أن نسمع ذلك، يطلبون منا ان لا نهاجمه فيما يهاجم هو نفسه".‏

سئل: قلت ان السلام مع اسرئيل غير ممكن الان وان السلام يكون إقليميا أو لا يكون ورغم ذلك وضعت الحل في يد اللبنانيين؟‏

اجاب: "يعبر اللبنانيون عن السلام الاقليمي بنكتة تتناول حديث بين الله ومار بطرس حين رأى الفرق بين روعة جمال لبنان وجفاف الصحراء التي تحيط به فقال مار بطرس: "ليس من العدالة ان تعطي لبنان كل هذا الجمال وان تحرم جواره منه" فردّ الله: "شوف الجيران اللي بدي ابعتلو ياهن". هذا في السلام الاقليمي ولكني أصرّ على ان الحل في يد اللبنانيين واليوم نعيش تجربة في هذا الاطار. دخلنا بتفاوض مع السيد سعد الحريري ليس بمبادرة اجنبية بل عقب دعوتي الى الحوار في 25 ايلول. تعذر اللقاء لعدة اسباب من تشويش وخلل امني وضغط اعلامي فهربنا هريبة الى فرنسا "رحنا خطيفة الى فرنسا". فاوضنا وظهرت بوادر تفاهم ووجدنا أن هناك امور عديدة لسنا مختلفين حولها".‏

اضاف: "وعلى اساس هذا التفاهم تساءلنا لماذا نصرخ في الجرائد التي ربما ستصدر بنصف أخبارها السياسية فيما لو اتفقنا او ربما ستتحدث عن المشاكل الاجتماعية والبيئية اكثر. عدنا وسمعنا تصريحات أميركية لا تشجع كثيرا وكنت قد سبق وحذرت في كتاب لبانكي مون من أن الدعم المفرط لحكومة السنيورة تدفع اللبنانيين باتجاه التصادم خاصة عند نهاية الرئيس. حاولنا تخطي التصادم فواجهتنا مداخلات مكشوفة، ولكني أعيد وأؤكد أن الحلّ في يدّ اللبنانيين. كان لدي الشجاعة وتخطيتهم عدة مرات ولكني دفعت الثمن لاني كنت لوحدة، ولكن اليوم لا احد يمكن ان يدفعنا الثمن في حال صمدنا نحن الاثنين معاً. إذا جمد الفريق الاخر في موقفه وقال ان التوافق اللبناني-اللبناني ينقذ لبنان وأنا مؤمن هنا ان الشعب مهما كان صغيرا إذا كان متحدا لا يمكن لأي قوة مهما كانت كبرى أن تضربه أو تؤذيه".‏

2007-11-04