ارشيف من : 2005-2008
الغرام الأميركي بساركوزي يثير سخرية الفرنسيين
الأميركي"، قابلته في باريس، انتقادات لاذعة وساخرة في الصحف الفرنسية للحالة الغرامية التي ظهر فيها ساركوزي، بالاضافة الى حركة احتجاج بالإقدام ضد سياساته الاقتصادية والاجتماعية في انتظار تصاعد حركة الاضرابات الفرنسية خلال الاسابيع المقبلة.
وقال رئيس الوزراء السابق دومينيك دوفيلبان "لا يمكن أن تكون مقنعا لمجرد النظر في عيون بعضكما البعض وقول انكما تحبان بعضكما بعضا. عليكما أن تحولا هذا الى رؤية وعمل للعالم"، فيما كتبت صحيفة "ليبيراسيون"، تحت عنوان "قبلة فرنسية" (رُسمت على صورة للرئيسين الأميركي جورج بوش والفرنسي متعانقين)، "ساركوزي العاشق ضل الطريق في الحلم الأميركي".
وسألت "ليبيراسيون"، ساركوزي، الذي وصفته بـ "الممثل البارع": "هل تعرف لمن تتوجه بكليشيهات جياشة، ولمن احتفيت بالحلم الأميركي بوصفه قوتك المعنوية والروحية؟... الحب لا يذيب السياسة"، فـ "أميركا لا تزال في فوضى... وبوش نفسه يأسف لأنه لم يعد يعرف بلاده التي أغرقها في حرب كارثية"، داعيةً "الدبلوماسية الفرنسية" إلى أن تسأل نفسها "كيف تعرب عن حبك عندما يكون الطرف الآخر غير مدرك من هو وإلى أين يمضي؟".
من جهتها، كتبت "لوموند" أن "صاحب العلاقة (ساركوزي) وضع كل روحه والكثير من المشاعر" في زيارته الأميركية، مشيرةً إلى أنه "وضع يده اليمنى مراراً على قلبه، وهي حركة سائدة بين الأميركيين"، ناقلةً عن مراسل هيئة الإذاعة البريطانية قوله "نيكولا ساركوزي هو طوني بلير الجديد لجورج بوش"، معلّقة بالقول "قد يعتبر ذلك استهزاء مقنّعاً"، متسائلةً، "ترى، هل حطّم ساركوزي الرقم القياسي في حيازته على تصفيق يفوق ما حصل عليه أي ضيف أجنبي في الكونغرس؟".
أما ساركوزي، فلم يكد يطأ أرض الإليزيه أمس، حتى أطلعه الوزراء على الازمات الاجتماعية للفرنسيين، التي تراوحت بين خلاف مع العاملين في قطاع المواصلات بشأن إصلاح التقاعد، وبين ضباط شرطة أعادوا هواتفهم الخلوية، احتجاجاً على خفض الأجر الإضافي في العام المقبل، في وقت عطلت فيه اتحادات الطلبة العمل في نحو 40 جامعة أمس، احتجاجا على إصلاحات تعليمية صدرت في الصيف الماضي.
وينتظر ساركوزي أيضاً موجة من الإضرابات، يخطط لها عمال السكة الحديدية، بدءاً من 13 تشرين الثاني، وموظفو الحكومة في 20 من الشهر الحالي، احتجاجاً على قرار إلغاء 23 ألف وظيفة في العام المقبل.
وكتبت صحيفة "واشنطن بوست" أن ساركوزي واصل "هجومه الساحر"، ولكنها لحظت براغماتيته مشيرةً إلى أنه "يتطلع إلى ما هو ابعد من بوش"، بدليل محادثته الهاتفية الطويلة نسبياً مع المرشحة هيلاري كلينتون.
من جهتها، رأت "نيويورك تايمز" في "عاصفة التصفيق" التي استقبل بها ساركوزي، "مؤشراً على الصفح عن فرنسا بعد معارضتها غزو العراق... علما أن الكثيرين (في الكونغرس) كانوا يحتقرونها سابقاً"، فيما كتبت "يو اس ايه توداي" أن ساركوزي بدا شديد القرب من رئيس اميركي لا يتمتع بشعبية في فرنسا.
في المقابل، دافع وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، أمس، أمام البرلمان، عن رئيسه الذي "قال حلفاء، نعم ولكننا لسنا مصطفين"، رافضاً "المحاكمات على النوايا"، التي تتحدث عن اصطفاف ساركوزي وراء واشنطن، والدليل "إقرأوا ما كتبت عنه الصحف الأميركية"!
المصدر: صحيفة "السفير"