ارشيف من : 2005-2008
باختصار : استراتيجية "بوش"
بنى الرئيس الأميركي جورج بوش استراتيجية هيمنته على العالم بعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر أو في ما أسماها الحرب على الإرهاب، على ركائز عدة أهمها الحرب الاستباقية أو تجفيف منابع الإرهاب، ونشر الديمقراطية.. ولعل أهمها حرب كسب العقول أو حرب الأفكار.
وانطلق ومعه فريق من المنظرين يجتاح العالم طولا وعرضا، وخص نشاطه في الشرق الأوسط من بوابة أفغانستان فالعراق وصولا إلى لبنان وفلسطين، وظن وظن معه الكثيرون أنه يسير على طريق المجد الذي يجلبه للولايات المتحدة. ولكن ماذا حصل؟
بالنسبة الى تجفيف الإرهاب المزعوم أو منابعه، فإن حروب بوش العبثية زادت من تدفقه إلى درجة لم يعد أقوى جيش في العالم قادرا على تحمل ضرباته أو حتى الحد من نشاطه، ومسرحا العراق وأفغانستان ما زالا شاهدين يرزقان.
أما نشر الديمقراطية فاستعاض عنها بوش، أو عاد إلى نهج أسلافه، بدعم الدكتاتوريات المعششة في المنطقة، بعدما تبين أن الديمقراطية تقضي على كل الأنظمة الدائرة حاليا في الفلك الأميركي، وها هما فلسطين ولبنان يشهدان.
أما حرب كسب العقول وما تضمنتها من آليات تحسين صورة أميركا في العالم، فتحولت إلى حرب الحفاظ على المنظرين الذين راحت رؤوسهم تتدحرج الواحد تلو الآخر، من دونالد رامسفيلد إلى جون بولتون إلى كارل روف فكارين هيوز.. وأخيرا فرانسيس تاونسيند مستشارة البيت الأبيض لشؤون مكافحة الارهاب والامن الداخلي، التي تعتبر أن الحرب على الإرهاب هي "حرب أفكار" وما إلى ذلك من الهرطقات الإبداعية الأميركية.
والنتيجة التي تطرح نفسها هنا هي، أن كل ما تبقى لدى البيت الأبيض من هذه الاستراتيجية هو.. "بوش"
محمد يونس
الانتقاد/ العدد1242 ـ 23 تشرين الثاني/نوفمبر2007