ارشيف من : 2005-2008
مجرد كلمة: الاستقلال من الوصاية
الاستحقاق اليوم..
يوم مفصلي في تاريخ لبنان سيحدد مصيره وهويته واتجاه المرحلة المقبلة: هل سينتخب الرئيس ظهراً فتنتهي الأزمة، أم سنذهب الى الفراغ وبالتالي ستنتقل الأزمة الى مرحلة جديدة لا أحد يعلم مآلها؟ ما هو موقف سلطة الوصاية الأميركية وكيف ستدير فريقها اللبناني بعد هذا اليوم؟
الرئيس إميل لحود يغادر القصر الجمهوري في بعبدا في الدقيقة الأولى من يوم غد السبت، وفي الساعات التي تسبق هذا الموعد سينتظر.. ان لم يقل اللبنانيون كلمتهم ويلتقوا على رئيس يسلّمه الحكم ويكون قادراً على قيادة السفينة لانقاذ البلد من الغرق.. فسيقول الرئيس لحود ـ انسجاماً مع القسَم الذي تلاه عند بداية ولايته قبل تسع سنوات ـ كلمته التي من المنتظر ان تكون اجراءً دستورياً من خلال "حكومة عسكرية انقاذية" تحاصر أي ارهاصات تنتج عن عدم انتخاب الرئيس، وتتحمل مسؤولية إدارة الفراغ حتى يتم تعيين موعد جديد لاستحقاق فعلي يقهر رغبة أعداء هذا البلد بإدخاله ليس في الفراغ، بل في الفوضى التي لا مرادف لها غير الخراب..
وبغضّ النظر عن رأي الاطراف المعنية بهذا الخيار أو بغيره من الخيارات التي يمكن أن يلجأ اليها رئيس الجمهورية فإنه يجد لزاماً عليه بحكم المسؤولية التي يتمتع بها أن لا يترك البلاد لحكومة غير دستورية يطمع رئيسها فؤاد السنيورة وبتشجيع أميركي لأن يتسلم زمام الرئاسة ولو ليوم واحد، فيبقى نزيل السراي ويضيف لقباً جديداً الى اسمه هو فخامة الرئيس غير الشرعي.. وقد اعتاد خلال العام الماضي ان يوصف من غالبية اللبنانيين برئيس الحكومة غير الشرعية.
اميل لحود.. قائد الجيش الذي وحد هذه المؤسسة والرئيس الذي لم تقهره العواصف، والمقاوم الذي نازل قادة العدو بمواقفه وجرأته و"مبدأ العين بالعين والبادي أظلم"، لن يغادر عند نهاية يوم الاستحقاق هذا، الا وضميره مرتاح الى ان البلاد ليست في قبضة أميركا، وحاكمها ليس جيفري فيلتمان.. وسلطة الوصاية الى زوال.
هل يبدأ الاستقلال في 23 تشرين الثاني؟
أمير قانصوه
الانتقاد/ العدد1242 ـ 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2007