ارشيف من : 2005-2008
موعد مع الرئيس: ضميري مرتاح
أكثر من شهر لزمني أن أنتظر، كدت أفقد الأمل، فالوقت يسبقني ولم أفلح بعد بالحصول على موعد منه والاستحقاق كان يقترب، استحقاقي لم يكن "رئاسياً"، كان مهنياً... في البداية.
كانت الفكرة إعداد وثائقي إذاعي (تبثه قريباً اذاعة النور) عن رئيس الجمهورية العماد إميل لحود مع انتهاء ولايته، فكانت الرحلة التي بدأت من بعبدات وانتهت في بعبدا.
كان العمل على إعداد هذا البرنامج ينسج شيئاً فشيئاً علاقة بيني وبين شخصية فخامة الرئيس، أو بالأحرى بيني وبين اميل لحود في مختلف محطات حياته، لا سيما تلك التي شكلت مفصلاً في تاريخ لبنان، فلم يعد الأمر متعلقاً بضرورة إجراء مقابلة مع رئيس الجمهورية من أجل استكمال الوثائقي قبل الوقت المحدد له بقدر ما أصبح الهدف اللقاء بهذا الإنسان ولو "لربع ساعة"... هكذا حددوا لي يوم اتصلوا ينبئوني بأن الموعد أصبح قائماً.
لم تكن ربع ساعة، كانت 53 دقيقة و51 ثانية، وربما كانت لتمتد أكثر لولا مواعيد ثلاثة كان الرئيس مرتبطاً بها. ثلاث وخمسون دقيقة عاد خلالها الرئيس إميل جميل لحود إلى سنوات الطفولة، أعادنا معه إلى تلك الأيام حين كان يرجع ابن الثماني سنوات ممزقا قميصه بعد مشكلة مع زميله في المدرسة: "كان يقول لي الوالد: ضميرك مرتاح، كنت أرد نعم، فكان يقول لي هذا هو المهم، وهكذا تربيت".
ومن مرحلة إلى أخرى كان لحود ينتقل، يتفاعل مع كل رواية يستعيدها، تنفرج أساريره حين يتذكر التحرير، ينفعل محتداً لذكرى العام 1993 عقب ما أسماه العدو الاسرائيلي عملية "تصفية الحساب"، يوم "كان قرار السلطة السياسية إرسال الجيش الى الجنوب ونزع سلاح المقاومة"، كان موقف قائد الجيش العماد إميل لحود واضحاً "إما إلغاء القرار أو فتشوا على حدا غيري".
بالنسبة لمشاريعه من أجل الإصلاح الإداري، كان الأمر ممكناً في بعض الأحيان، ومستعصياً في أغلبها، والسبب بحسب ما يقول رئيس الجمهورية "إيد وحدة ما بتزقف، غيري بيفكر بربح وخسارة على الصعيد الشخصي، أنا بفكر هل سيربح الوطن، وحول هكذا قضايا كانت الخلافات".
بالنسبة للرئيس لحود، فإن سنوات ما بعد التمديد الذي لم يطلبه لنفسه، جعلته يتحمل ما لم يتحمله أي رئيس في العالم، "ثلاث سنوات من الشتائم، ولكني بقيت لسبب، واجبي كان أن أبقى لآخر لحظة".
كثيرة هي المواقف من هذا النوع التي يمكن أن تتوقف عندها في سيرة إميل لحود منذ كان قائداً للجيش وصولاً إلى سدة الرئاسة، فـ"ضميرياً مجرم من يقول في هذا الوقت الذي تكثر فيه الأطماع الإسرائيلية بلبنان، إنني أريد أن أتخلى عن المقاومة".
ميساء شديد
الرئيس إميل لحود في سطور
ولد إميل جميل لحود في بيروت في 12 كانون الثاني عام 1936 في عائلة هي من أعرق العائلات اللبنانية لا سيما في منطقة المتن.
والدته أدرينيه بادجاكيان، أما الوالد فاللواء جميل لحود الذي رفع العلم اللبناني للمرة الأولى فوق نقطة تمركز وحدته في عين الصحة في فالوغا متحدياً الانتداب الفرنسي آنذاك.
درس في مدرسة الحكمة في بعبدات، وبعد إنهاء دراسته الثانوية في "برمانا هاي سكول" درس الهندسة البحرية في بريطانيا، ومشى على خطى والده لينضم في الأول من تشرين الأول عام 1956 إلى المدرسة الحربية قبل أن يلتحق بسلاح البحرية اعتباراً من 1 كانون الثاني عام 1959.
تدرج لحود شيئاً فشيئاً في المؤسسة العسكرية وصولاً إلى العام 1989 حيث رقي إلى رتبة عماد متبوئاً منصب قيادة الجيش.
في 15 تشرين الثاني 1995 انتخب إميل لحود رئيساً للجمهورية وفي صيف العام 2004 مدد له لولاية من ثلاث سنوات.
متزوج من اندريه أمادوني وله ثلاثة أولاد، إميل ورالف وكارين.
الانتقاد/ العدد1242 ـ 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2007