ارشيف من : 2005-2008

العماد عون: الماروني الأول ومرشح الأكثرية الشعبية

العماد عون: الماروني الأول ومرشح الأكثرية الشعبية

برغم الحملة الشرسة التي يتعرض لها من قبل فريق السلطة الذي يرفض وصوله إلى سدة رئاسة الجمهورية، والحملة الدولية عبر المبعوثين الذين "همّهم ومطلبهم الوحيد عندما يلتقونه هو التخلي عن ترشيحه لرئاسة الجمهورية"، يبقى رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون هو المرشح الحقيقي والأقوى لرئاسة الجمهورية، مستنداً في ذلك إلى معطيين أساسيين مترابطين:
الأول: هو امتلاكه الأكثرية الشعبية والنيابية على الساحة المسيحية، وبالتالي فالمنطق يقول ان ما اعتمد بشأن الرئاستين الثانية والثالثة لدى الطائفتين الشيعية والسنية لا بد من أن يسري على الطائفة المارونية بشأن الرئاسة الأولى. الثاني: هو أن جميع استطلاعات الرأي تضع عون في المرتبة الأولى شعبياً على الصعيد الوطني وبفوارق شاسعة بينه وبين من يأتي في المرتبة الثانية بعده. إضافة إلى أن العماد عون يرى أنه بالتفاهم الوطني الذي وقعه مع حزب الله يشكل مدماكاً أساسياً في طريق تحقيق الوحدة الوطنية، وعليه فإنه يملك حلاً للأزمة. وهو من هذا المنطلق يقول "انه ليس مرشحاً توافقياً، بل مرشحاً لتحقيق حل توافقي".
من هنا يأتي تمسك العماد عون بحقه المشروع في الوصول إلى رئاسة الجمهورية، وهو تحدى فريق السلطة بأن يعطيه سبباً وجيهاً يمنعه من قبول العماد عون رئيسا للجمهورية، فلم يأته أي جواب مقنع، سوى الجواب "الفجيعة" من النائب سعد الحريري الذي أخذ عليه تحالفه مع حزب الله، متناسياً أن الأكثرية المسروقة التي يحتمي خلفها لم يكن ليحصل عليها لولا تحالفه مع حزب الله في الانتخابات النيابية عام ألفين وخمسة.
وبرغم كل الهجمة التي تعرض ويتعرض لها عون، فإنه يبدو مرتاحاً وهو يذكر في مجالسه الخاصة بأنه "لم يستسلم للسياسة الأميركية وغيرها عندما كان محاصراً في قصر بعبدا أواخر الثمانينيات، ولم يكن يسيطر حينها إلا على نصف قضاء بعبدا، ولم تكن معه الضاحية"، أما اليوم فهو يملك الأكثرية المسيحية وامتداده الشعبي على كل جبل لبنان، والضاحية إلى جانبه". ويضيف عون: "انه ليس لديه مشكلة بأن يكون صديقاً للولايات المتحدة، وهو تعمد قول ذلك عبر شاشة قناة المنار وما تعنيه هذه المحطة من معارضة للسياسة الاميركية"، لكنه "يرفض أن يكون أداة للمشروع الأميركي بعيداً عن المصلحة الوطنية اللبنانية"، وهو يسخر من الكلام الأميركي ضده من أن قراره أصبح لدى حزب الله وسوريا وإيران، مؤكداً "أنه يملك قراره بيده ولا يتصرف إلا بما تمليه عليه قناعاته الوطنية".
العماد عون بدا مرتاحاً جداً خلال الأيام الماضية، وتجمل مصادر قيادية في التيار الوطني الحر بعض المعطيات التي تدعو عون إلى الارتياح، وفي مقدمتها وقوف المعارضة بقوة خلفه من دون أي تنازل عن ترشيحه لرئاسة الجمهورية، يضاف اليها المصير الذي آلت اليه لائحة البطرك الماروني نصر الله بطرس صفير.
وتقول المصادر مازحة ان العماد عون "سيطلب تعويضاً من صفير على تضمين اسمه في اللائحة رغماً عن ارادته، بهدف شطبه مباشرة لدى بحث أسماء المرشحين".
وتضيف المصادر: ان السبب الثالث لارتياح عون هو زوال الالتباس الذي حصل مؤخراً عبر تصريح النائب ميشال المر في بكركي عن ذهابه مع سبعة من نواب التكتل للتصويت على مرشح توافقي بمعزل عن موقف العماد عون، حيث أدرك النائب المر أنه ارتكب "هفوة" بناء على قراءة سطحية لتطورات الاستحقاق، وهو عاد وصحح موقفه بعد مشاركته في اجتماع تكتل التغيير والإصلاح الاثنين الماضي، إذ أكد أنه ملتزم بترشيح العماد عون، وأنه يلتزم بما يلتزم به الأخير بالتضامن والتكافل. وشرح موقفه بأنه عندما تحدث في التصريح قصد أنه لدى التوافق بين الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري فإن بري لا يمضي بالمرشح التوافقي إلا بعد التشاور مع العماد ميشال عون.
بجميع الأحوال فإن العماد عون يؤكد ضرورة إيجاد حل للاستحقاق الرئاسي يأخذ بعين الاعتبار وصول رئيس يمكن أن يحل الأزمة لا أن يدخل البلد في المصير المجهول. ولا يجد أن الوقت ضاغط، فمجلس النواب يبقى في حالة انعقاد حتى بعد تاريخ الرابع والعشرين من تشرين الثاني الحالي اذا لم يجر التوافق على الاستحقاق الرئاسي ضمن المهلة الدستورية.
هلال السلمان
الانتقاد/ العدد1242 ـ 23 تشرين الثاني/نوفمبر2007

2007-11-23