ارشيف من : 2005-2008

الإمام الخامنئي يشرف على مناورات 8 ملايين من قوات التعبئة: صمود الأمة من فلسطين الى ايران يسقط اهداف أميركا في المؤتمر "الخريفي"

الإمام الخامنئي يشرف على مناورات 8 ملايين من قوات التعبئة: صمود الأمة من فلسطين الى ايران يسقط اهداف أميركا في المؤتمر "الخريفي"

طهران ـ "الانتقاد"
"مؤتمر الخريف، هذا هو اسم على مسمى, خريفي ومحكوم بالفشل سلفا. الاميركيون سيحاولون ان يعوضوا على الكيان الصهيوني الغاصب بعضا من هزائمه، لكن يقظة الشعب الفلسطيني المتواصلة مع صمود الامة الاسلامية وخاصة الشعب الايراني العظيم ستسقط الاهداف الاميركية المشؤومة".
هكذا خاطب الإمام الخامنئي قائد الثورة الاسلامية ثمانية ملايين عضو في التعبئة العامة للمستضعفين, كانوا يشاركون في مناورة هي الاكبر في تاريخ الثورة في ذكرى تأسيس الـ"باسيج" كما يسميه الايرانيون، والذي انطلق بعد انتصار الثورة بعدة اشهر بأمر من الإمام الخميني لمواجهة التحديات، وفي تجديد لفكرة بسيطة كما يقول الإمام حيث ان الشباب المؤمن في صدر الاسلام كان يستعد ويجهز نفسه لمواجهة الاخطار التي تحيط بالاسلام ويجاهد ويضحي لخدمة المسلمين. وفي خطاب اخر حول التعبئة او "الشجرة الطيبة" يقول الإمام ان البلد الذي يملك عشرين مليون شاب وعشرين مليون مجاهد لن يسقط امام اي خطر.
وهكذا كان، سارع الشباب الثوري لتلبية نداء الإمام من المساجد واللجان الثورية لتنظيم الطاقات عسكريا وثقافيا وعلميا واداريا، ولم تمض اكثر من عشرة اشهر على اعلان الإمام في 26 تشرين الثاني/ نوفمبر 1980 حتى تعرضت الجمهورية الاسلامية الفتية لحرب ضارية استمرت لمدة 8 سنوات من نظام صدام حسين وبدعم دولي قل نظيره، فكان لقوات التعبئة الشعبية الدور الاساسي في رد العدوان وتحرير الارض وحفظ الثورة.
 "هي صنعت المعجزات في ميادين الحرب وخاصة في العمليات الكبرى كالفتح المبين وبيت المقدس" كما قال الإمام الخامنئي مخاطبا المشاركين في مناورة "ملحمة المقاومة والصمود".
هذه المناورة جرت في 400 مدينة وقرية ايرانية, في 30 الف نقطة ومنطقة عمليات شملت البحر والمدن والجبال والصحاري والجو وشارك فيها 2500 مجموعة من ألوية عاشوراء وألوية الزهراء (الخاصة بالنساء) و28 ألفاً من القوات الخاصة "كربلاء".
وقد شارك سماحة القائد بوصفه القائد الاعلى للقوات المسلحة في عمليات طهران التي نفذها 15 الف شاب وشابة من قوات المقاومة "التعبئة"، ونقل خطابه عبر شاشات عملاقة الى المشاركين في "ملحمة المقاومة والصمود" في جميع انحاء ايران.
واعتبر سماحته أن التعبئة والثورة تمتلكان خصوصيات متشابهة: المشاركة الشعبية, العمق الديني, الاعتماد على الايمان والمعنويات, الحضور والفعالية في جميع الميادين والمجالات, النشاط والحركة وعدم المهادنة مع الاعداء, معتبرا ان التعبئة هي ظاهرة فريدة في العالم وانها اصبحت نموذجا للشعوب الاسلامية والحرة.
هذا الاحتفال المليوني بذكرى تأسيس التعبئة تزامن مع تصاعد لهجة التهديدات الاميركية والحرب النفسية ـ الاعلامية التي تشن ضد الجمهورية الاسلامية، وبعد الهجمة على الحرس الثوري وقوات التعبئة واعتبارهما "منظمة ارهابية"!
الجدير بالذكر ان التعبئة في ايران هي اضخم تشكل شعبي يضم في صفوفه 12 مليون منتسب يتوزعون بين المدارس والجامعات والمصانع والنقابات والمؤسسات الاعلامية والفنية والزراعية والرياضية، كما يشاركون في العمل التطوعي والانمائي الذي يبدأ بالتدريب على السلاح والمساعدة في الزراعة ومحو الامية وينتهي ببناء السدود ومعامل الطاقة الكهربائية والنووية.
على صعيد آخر وفي اطار التنديد بمؤتمر الخريف اجرى الرئيس احمدي نجاد اتصالا هاتفيا بالملك السعودي عبدالله متمنيا فيه لو لم يكن اسم السعودية بين المشاركين في لقاء يخدم "اسرائيل" ويحاول القضاء على حقوق الشعب الفلسطيني المظلوم، فكان تأكيد الملك السعودي ـ نقلا عن الصحافة الايرانية ـ بأن المملكة لن تعترف ابدا بـ"اسرائيل"، وانها تسعى للسلام العادل والشامل.
في الوقت نفسه تتابع الديبلوماسية الايرانية مساعيها الرامية لتثمير النقاط الايجابية في تقرير البرادعي الذي اكد على سلمية الملف النووي، وأنهى ملفات هامة بين الوكالة وايران, وذلك سعيا لانهاء تسييس الملف واعادته الى مكانه الاصلي في الوكالة الدولية للطاقة بدلا من مجلس الامن الذي اصدر قرارين بفرض عقوبات اقتصادية على ايران تحت الضغوط الاميركية التي لم تفلح في اصدار قرار ثالث بعد اعتراض الصين وروسيا واغلب دول العالم على الضغوط الاميركية، واقرار الوكالة الدولية بتعاون طوعي لايران لتسوية الملف تقنيا وقانونيا.
ولا شك ان مشاهد المناورات والاستعراضات التعبوية الايرانية التي شهدت الإعلان عن تصميم صاروخ يبلغ مداه 2000 كلم أطلق عليه اسم "عاشوراء"، والتي نقلتها وسائل الاعلام العالمية قد وصلت الى من يهمه الامر في انابوليس، وعلى الرغم من ان التوقيت غير متعمد إلا أن الرسالة قد وصلت بأن الجمهورية الاسلامية بحضور شعبها القوي لا يمكن ان ترضخ للتهويلات، وستبقى سندا داعما وقدوة لجميع المقاومين وخاصة للشعب الفلسطيني المظلوم والثائر الذي انتفض في احلك الظروف مستلهما قيامه الشعبي وجهاده التعبوي من تجربة الثورة الاسلامية والمقاومة والتعبئة العامة في ايران ولبنان.
الانتقاد/ العدد 1243 ـ 30 تشرين الثاني/ نوفمبر 2007

2007-11-30