ارشيف من : 2005-2008
خلف القناع: سيوفنا.. ستبقى سيوفا
"يضربون سيوفهم سككا ورماحهم مناجل" (أشعياء 4:2).
بهذه العبارة اختتم ممثل حكومة السنيورة في أنابوليس مطالعته الفذة في الدعوة الى الحل العادل والشامل في المنطقة..
يعني كأن "أبونا طارق متري" يعيش في أورشليم.. لكنه نسي قول عيسى بن مريم (ع): "هذا بيت الله وأنتم جعلتموه مغارة لصوص"..
يعني كأن "أبونا متري" نسي كل ما فعله هؤلاء بالمسيح (ع)! ولكن شُبه له..
مهلاً يا "أبونا".. إن كنت صدّقت اعتذار هؤلاء عن غابر جرائمهم وقتلهم الأنبياء بغير حق وقطع رؤوسهم، فنحن لم ننسَ.
فدمنا في قانا ما زال غضاً طرياً.. يروي أجران الهارب من الجليل اليها.. ليحتمي من بطش هؤلاء.
ودمنا في الشياح والغازية والدوير وزبقين ومروحين.. والسلسلة طويلة وطويلة..
ولكن هناك سؤال يا "أبونا":
هل قرأت وأنت تدخل قاعة الكلية البحرية في أنابوليس وصية قدامى البحرية للقادمين اليها، والمعلقة محاطة بعلم الولايات المتحدة الأميركية على البحرية الأميركية؟
بالبنط العريض مكتوب على اللوحة ـ الوصية:
"لا تتخلَّ عن السفينة"..
والسفينة يا "أبونا متري" هي سفينة حربية للدفاع عن أراضي الولايات المتحدة الأميركية..
الوصية هي أن لا يتخلى البحار عن سفينته ليدافع بها عن أرضه.. هذه ثقافة من يريد السيادة لبلاده..
لا أفهم كيف ينتظر "أبونا متري" من أهل الجنوب أن "يطبعوا سيوفهم سككا"، والسكين الصهيونية تذبحهم وتسرق مياه بلدهم وتخرق سيادته؟! و"أبونا متري" ذهب ليجعل "رماحنا مناجل"!
وأنا متأكد أنه لا واحد منكم يا كل العرب الداخلين الى تلك القاعة.. قرأ تلك الوصية..
وكي لا تفهم العبارة كما وردت في سياق كلمة "الأبونا".. فها هي كما وردت في الإصحاح الثاني
(2:4): فيقضي بين الأمم و ينصف لشعوب كثيرين "فيطبعون سيوفهم سككا ورماحهم مناجل".. لا ترفع أمة على أمة سيفا ولا يتعلمون الحرب في ما بعد"..
نعم.. عندما يأتي المخلص في آخر الزمان يقضي بين الأمم وينصف شعوبا كثيرين.. عندها يا "أبونا متري".. عندها فقط يكون العدل.. ولا داعي عندها لتعلم الحرب.. المخلص وليس "بوش".
أما وعدونا يزداد قوة على قوة من جليسك في أنابوليس.. فلن يرضى الله ولا أنبياؤه ولا رسله بالتخلي عن سلاحنا وتحويله منجلاً للتبن.. أو تحويل سيوفنا سككاً.. من أراد عكس ذلك فعليه بـ"سكك" السنيورة و"تبنه".
مصطفى خازم
الانتقاد/ العدد 1243 ـ 30 تشرين الثاني/ نوفمبر 2007